نفقد القدرة على التعبير احياناً..
ولكننا لن ننسى أبداً..
حروفاً نقشتها أقلامنا ذات مساء..
إليكم..صفحة من صفحات كتاب حياتي..
لا أزال أألفها بشيء من الغرابة...
كثيراً ما يدفعني الفضول..للهروب من أرض الواقع..
إلى ما خلف الواقع..إلى المستقبل..إلى المجهول..
أو..إلى الوهم..ربما..وغالباً..ما أعتقد أن الغد..
يحمل بين طياته الكثير..من اللحظات السعيدة..
يخبئ لنا..مفاجآت عديدة..تتساقط علينا..كما المطر..
فتزيل برذاذها..كل ما كان يعترينا..من هموم..
وأحزان..وشوائب..تعطينا فرصة جديدة للحياة..
وتغرقنا في بحور..من السعادة الأبدية..
غالباً ما أعتقد..أن القادم هو الأجمل..وأن اللحظات..
الأشخاص..الأماكن..التي لم أعايشها بعد..
هي الأفضل..كثيرة هي الأشياء..التي لا تأتي إلا متأخراً..
غالباً ما أعتقد..أن الماضي لن يعود..
سوف ينسينا الزمن..كل التجارب الحزينة..واللحظات القاسية..
التي مررنا بها..وقد نجد أنفسنا فجأة..بعيدين كل البعد..
عن كل ما كان ينغص علينا حياتنا..بعيدين كل البعد..
عن الأشخاص..الذين طالما تمنينا فراقهم..
يسحرني المجهول..يشدني غموضه..و..
يصيبني بالخوف..ربما..قد يحولني..
إلى مرافئ انتظار..انتظار المجهول..
انتظار السراب..أو..انتظار اللاشيء..
قد نخطئ..بل نظلم أنفسنا..عندما نعيش..
على امل الأحلام الكاذبة..يقال..أن أبشع جريمة..
يرتكبها الإنسان في حق نفسه..هي أن يحلم بالمستحيل..
أن يتعلق بالأوهام الخادعة..أن تضيع سنوات عمره هباءً..
في انتظار..اللاأحد..إلا أنني..في الحقيقة..أكره المستحيل..
هذه الكلمة توحي إلي..بكل معاني الضعف والانكسار..
لماذا لا نسعى..إلى تحويل المستحيل إلى حقيقة..إلى واقع نعيشه..
لا شيء يصعب على الإنسان..إن أراد تحقيقه فعلاً..
أغرق في التفكير..فيملأني التناقض..لقد بدأ التناقض يعتريني..
ولكنها على أية حال..نتيجة حتمية..لإنسان..عاش زمن التناقض..
قد نخطئ عندما..نفعل المستحيل..نغالب الصعاب..نسلك أصعب الدروب..
قد نخطئ عندما..نبذل ما نستطيع..وما لا نستطيع..في انتظار..
أحبة قادمين..يمسحون بابتسامتهم تعبنا..ويحترقون..في سبيل إسعادنا..
في انتظار أحبة..نتعلق بهم..وبمعرفتهم نشعر أننا..قد ملكنا العالم بما فيه..
نخدع أنفسنا..إن فعلنا ذلك..وإن كنا لا نتقن لعبة الخداع..ولا نعرف عن ملامحه شيئا..
وإن كنا لا نعرف معنى..الخداع..إلا أننا..للأسف..نخدع أنفسنا..
فبعد الانتظار..والانتظار..لا نلمح أحباباً..بل نلمح..نوعاً آخر من البشر..
لا..ليسوا بشراً..فهم لا يدركون معنى الإنسانية..
لا يعون معانيها المختلفة..بل لا يملكون قلوباً رقيقة..كما البشر..
في الواقع إنهم تماثيل..تماثيل بشرية..
وإنك..إن بكيت في حضرة التمثال يوماً..أو شكيت له الحال..
لا تنتظر..أبداً..يداً حانية تمتد إليك لتمسح دموعك..ولا أذناً صاغية..
تستمع لشكواك..لا تنتظر منه ردة فعل رحيمة..لن تهزه صرخاتك الدامية..
ولا دموعك الحارقة..ولا نحيب كلماتك..لن يؤرقه صمتك..
لن يعني له انهيارك..أي شيء.....
إنك إن بكيت في حضرة التمثال يوماً..لن تسمع أذنيك الغائبتين عن الوعي..
سوى..أصداء آهاتك..وكلماتك..ودموعك المخنوقة..
أو قد نلمح في نهاية الطريق..أحباء حقيقيين صادقين..
يحتضوننا..ويغمروننا بحبهم وحنانهم..نتعلق بهم..ونعيش لأجلهم..
إلا أنهم سرعان ما..يتحولون إلى سراب..إلى بقايا أحلام ميتة..
يتحولون إلى فراغ..إلى اللاشيء..فيصبحون في أحلامنا التي طالما رسمناها..
مجرد أوهام خادعة..وهنا..في هذه اللحظة..لحظة الضياع..
نحنّ إلى الأمس..إلى الأيام التي جمعتنا بهم..
أو..قد نكره الأمس..لأنه كان سيصدمنا..في هذا اليوم..بالسراب..
الماضي..رغم كل شئ..حمل لي الكثير من المفاجآت السعيدة..
بعض لحظاته كانت كبيرة..كبيرة بحجم الزمن..بحجم العالم..
بعض أشخاصه..كانوا بالنسبة لي..هم الحياة..
ذكرياتنا ستظل راسخة في قلوبنا..الأشخاص..الكلمات..الأماكن..حتى العابرون..
ومن هذه الذكريات..تنبت زهرة الحاضر..تنبت في قلوبنا..
فنرويها بمياه أحلامنا الوردية..أحلامنا المستقبلية..الممكنة الحدوث..
فتنمو الزهرة..تنمو كما الطفل في قلوبنا..فتملأها بالسعادة..
أو..قد تتحول أحلامنا..إلى أوهام..إلى سراب..
وهنا..تعطش الزهرة..ثم لا تلبث أن تذبل وتموت..
تموت وحيدة..وسط شظايا بقايا الأحلام المحطمة..
تموت على أرض الواقع..وسط بقايا الأحلام..التي لم تكن..
سوى أوهاما..
منقول
تحياتي