عندما أحببتكِ لم أكن أعلم
أن على المحبين شراء تذاكر الرحيل مبكراً كي
لا يضطروا للرحيل مشياً على الأقدام حاملين خيباتهم !!



كنتِ طوال الوقت تغزلين من حنانك غطاء
ولم أفسر وقتها ، أو أني لم أرد تفسير ذلك !!


كنتِ تعلمين أن كل اللقاءات
تنتهي بالرحيل !!
وكنتِ تعدين العدة لذلك اليوم ..
هل تعتقدين أن غطائكِ سيقيني
وخزات الحنين في بعدكِ ؟


يبدو أنكِ لا زلتِ تتعاملين معي
كـ كائن منفصل عنكِ
لي كياني الخاص بي
وروحي الخاصة بي ..
لذا يتوجبُ علي إخباركِ
أن رياح رحيلك ستهبُّ من الداخل
ولن يمكنني تفاديها
وسيجمدني الحنين ولو غزلتِ ألف غطاء ..


سأجمعُ أوردتي حول تلك المضغة التي أسموها قلب
سأرمي عود ثقاب في وسط صدري
وأشعلني بكِ مرة أخرى
وسأنتظرُ عمراً آخر ..
أتجمد / أحترق / أتنفس ببطئ / تهديني قبلة الحياة ..
وأحيا بكِ ولكِ ، أنتِ فقط ..


أذكرُ سؤالكِ تلك الليلة
لو حدث وافترقنا كيف سيكون وداعنا ؟!
ابتسمتُ يومها بسخرية
ولم أجب على سؤالكِ!!
واليوم بعد أن حل الفراق
هاهو يخرجُ لسانهُ ساخراً ،
ليجبرني على إجابتكِ ..


لازلتُ أحملُ ذات الإبتسامة !!
ولا زالت ساخرة
وسخريتي هذه المرة أكبر
لن تتلذذ بالانتصار أيها الفراق ..


وأي انتصار هذا ؟
كان علي أن أخبركَ أننا لا نفترق ، أننا
التقينا قبل اللقاء وأحببنا بعضنا قبل اللقاء
وأن ما جمعنا ليس مجرد حب عابر !!


سأقهقهُ طويلاً أيها الفراق
وستعودُ تجرُّ أذيال خيبتك ..
وسأبقى معها ما ترددت أنفاسي
وسأحكي لها كل ليلة حكاية طفلٍ
كان يحلمُ بها منذُ اكتشف أن لديه
قلباً ينبض ككل الأسوياء من بني جنسه
وعندما كبر اكتشف
أن ذراعها كانت له وساده
وشعرها كان له غطاء
وأنفاسها كانت له حياة ..
وأنهُ مسكونٌ بها منذُ ولادته
وأنها قدرهُ حتى الممات ..


قرأتُ فيما قرأت لـ جريس هوبر


" السفن تنعم بالأمان في الموانيء ، لكنها لم تصنع من أجل ذلك ..! "


وأنا لا أريدُ التوقف يوماً
سأخوض بحركِ العميق
وسأحتمل كل العواصف ..




لكل المارين من هنا
قوافل إمتنان على متابعتكم


لـ قلوبكم فرحٌ غامر ..