السلام عليكم و رحمة الله
تحيّة تقدير للجميع ...
تتبعت الآراء التي سجّلت في الموضوع لغاية الآن و فيها من التفكير السليم ما فيها
سأنطلق من هنا : (( و جادلهم بالتي هي أحسن ))
المحاور الجيّد من يمتلك منطقا سليما و فكرا قويما يتوّجه ثقافة و علم بالموضوع الذي هو
بإزاء مناقشته و التجادل حوله .. و من كان واثقا بنفسه و قدرته على قيادة الحوار دون تعصّب
للرأي فلا شكّ أنه سينال من النتائج ما يرتاح له هو و نظيره في الحوار ..
العاقل من تجنّب النقاش البيزنطي و الحلقات المفرغة ، فالأحمق و الجاهل لا نفع من محاورتهما
إلا من باب تصحيح الخطأ و تقويم الفكر و ليس بيد أيّ كان فعل ذلك إلا إن كان
يمتلك من الصبر و الحذق ما يلزمه ...
...
أقبل النقاش حين يكون هادفا لا مجرد سفسطة و مغالطات .. الهدوء سمة و مفتاح مهمّ
لاستمرارية الحديث و من فقد السيطرة على نفسه فقد زمام الحوار ..
نعم قد نضطرّ للانسحاب أحيانا كثيرة من نقاش ما و ليس الانسحاب ضعفا دوما و لا نكوصا
بل هو الحل الأمثل أو دعني أقل الحل المعتدل لترجيح الكفّة دون تجريح بأحد ...
و حين يكون الانسحاب قناعة بأنّ النقاش عقيم فذاك رجاحة عقل و ليس من الحسن أن نكون
بتلك الحدّة و العصبية و التعصب في الحوار (( معزة و لو طارت)) ، و عفوا على التعبير العام
فاللين و الرفق ما كان في أمر إلا زانه ... و كذلك هو النقاش لا يتمّ إلا بأدب و تعقّل و قد يكون
إعلان الانسحاب اعترافا بأننا على خطأ و ذاك فضيلة - و هذا ما ورد في ردود الكثيرين هنا -
و قد يكون تجنّبا لمشادات لا طائل منها .
سأختتم كلامي : (( رأيك خطأ يحتمل الصواب و رأيي صواب يحتمل الخطأ ))
ملاحظة : كنت دوما أقرأ للفيلسوف اليوناني (( سقراط )) مقولته الشهيرة : (( كل ما أعرفه
أنني لا أعرف شيئا )) و أدركت حقا معناها فقد كان له أسلوب حواري يعتمد على توليد
الأفكار يواجه خصمه من السفسطائيين بأدب و من باب المتعلّم لا العارف بكل أمر فيستفيد
و يفيد و ذاك هو المطلوب .
تحية تقدير لك أستاذي الغالي أبو فييه و عفوا على إطنابي