يا ترابـا .. ومسافـرا ً بفـــؤادي
يا هذه الأرض المجنونة .. عقلا ً
يا هذه الأرض , العصية على الأقدام التي تقترب إليها
يا هذه الأرض , التي كلما حاولت خطوة من انتزاع نفسها منك
قابلت ألف خطـوة تشــدهــا إليــك ..
يا ترابـا لا يعلـو الجباه , بل ينتثــر على الروح ..
على الروح المليئـة بالتعب ..
على العروق الصادحة بالشوق ..
في خضم هذا الصباح الأليم
في خضم هذا الصباح الأثيم
أذرع الطرقــات وحدي ..
وحدي ..
أتلفت , فلا أرى سوى غربتي التي أرادها الله ..
يمينا ً.. لا غير ( العذوق ) تتحدى تصحير الأرض ,
لأن الله أراد أن يتحدى اعتساف البشــر ..
شمالا ً.. لا غير رائحة الأرض التي تشرئب إلى العشق و العشاق ..
فوقي , وتحتي ..
كــله تـعـب ..
تعب أتمناه أن ينتهي , ولا ينتهي
يهيل على تفاصيلي ذكرى الوفاء ..
فيجعلني عاريا ً , إلا من التصاقي بعميق التراب ..
يا سلام الله عليك ..
حين أودعك
و حين أعود إليك , عودة التائب من خطيئة كبرى ..
د. حمود أبو طالب ..
نشر هذا النص في جريدة عكاظ قبل عامين تقريبا , و وضع في أحد المنتديات العربية
ضمن قائمة طويلة إسمها ( أجمل ما قيل عن الأرض ) وتلك القائمة تضم العديد من القصائد
لأهم شعراء العرب ..
تحية عاطرة .. لجميع الأحبة ..