روى أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي , اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ) رواه مسلم .
وروى الأمام ابن حبان في صحيحه أن الله يقول : ( وجبت محبتي للمتحابين فيً وللمتجالسين فيً وللمتزاورين فيً وللمتباذلين فيً ) .
وقد رتب النبي صلى الله عليه وسلم دخول الجنة على كون المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه . كما روى الإمام أحمد رحمه الله عن يزيد بن أسيد القشيري قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتحب الجنة قلت نعم . قال فأحب لأخيك ما تحب لنفسك ) , وقال ابن عباس رضي الله عنه : ( من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك , ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك , وقد صارت عامة مؤخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي أهله شيئاً ) رواه ابن جرير , قال الشيخ سليمان بن عبدالله في تيسير العزيز الحميد : فهذا الكلام كان في زمن ابن عباس فكيف لو رأى الناس فيما هم فيه من المؤاخاة على الكفر والبدع والفسوق والعصيان , ولكن هذا مصداق قوله عليه السلام : ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ) .
وأنا أقول كيف لو رأى ابن عباس رضي الله عنه والشيخ سليمان رحمه الله الناس في زماننا من موالاة للكفر وأهله والمحبة الدنيوية التي شاعت بين الناس فالمحبة في الله التي رتب الله عليها أجور عظيمة لا تكاد تجدها إلا عند فئة قليلة من الناس , أما عامة الناس فأصبحت المحبة للمصلحة الشخصية فهذا يحب هذا لماله وهذا يحب هذا لجاهه وغير ذلك من المحبة الزائلة التي سرعان ما تنتهي بانتهاء المطلوب , أما سمعوا الناس ابن عمر وهو يقول : ( لقد رأيتنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم , وما منا أحد يرى أنه أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم ) .
وأبلغ منه قوله تعالى ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) فهذا كان حالهم في ذلك الوقت الطيب , وهؤلاء هم المتحابون بجلال الله كما في الحديث القدسي يقول الله عز وجل ( أين المتحابون بجلالي , اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ) رواه مسلم , فهذه هي المحبة النافعة لا المحبة للدنيا .
تقبلو تحياتي و احترامي أخوكم