قبل مدة ليست بالقصيرة كنت قد ركزت في كتاباتي عبر الصحافة المحلية على واقع التنمية المتردي إلى حد كبير في محافظة صامطة، سواء فيما يتعلق بالمشروعات والاحتياجات البلدية أو الصحية أو حتى التعليمية وغيرها من الجوانب التي تتصدر أولويات البناء الصحيح في غير مكان، وذلك من مبدأ الوفاء لجزء لا يتجزأ من تراب هذا الوطن الغالي الذي ندين له بكثير. ولكونها أيضا واجهة مهمة على حده الجنوبي ومنارة علم وأدب.. ولا يليق بها حالها. بالرغم من تبعات ذلك التركيز الذي كانت له ضرائب عدة على المستوى الشخصي (معنوياً ومادياً). صحيح لم أكترث لمثل ذلك، لإيماني بالمبدأ الذي أنطلق منه والغاية التي أرجو من ورائه من جهة، ومن جملة ما يزخر به مركز المكان ومحيطه من قصور وإهمال يشكوه الصغير قبل الكبير من جهة أخرى. إلى أن جاءت اللحظة التي قررت فيها هجر الكتابة عن هذا الموضوع لمدة استمرت قرابة السنتين، ليس لشيء مما سبق، بل بعد شعوري بتبلد الطرف الآخر وأن لا طائل من الغناء بجانب أصم، كما يقول المثل. إلا إنه قد طرأت خلال فترة الهجر تحركات لبعض مشروعات البنى التحتية كتمديدات المياه المحلاة وكيابل الكهرباء الأرضية ومؤخراً البدء في إرساء المقاول لمواسير الصرف الصحي وهذا الأخير بكلفة تقدر بأكثر من 116 مليون ريال. فكان لزاماً عليّ أن أقول شكراً لهذا الحراك، ولزاماً أكثر أن نشير بالقول لما شابه من سوء تنفيذ في أحياء ضاربة في العشوائية تشكل ما نسبته 90% إن لم تكن أكثر من مجموع مساحة المدينة المستهدفة (صامطة). إذ كان الأولى أن تتم معالجة تلك الأحياء بنزع ملكية الضروري منها وتهذيب الآخر ومن ثم البدء في تنفيذ هذه المشروعات التي يرى كثير من أهالي المحافظة أنها بمثابة تعميق للجراح ومثال حي لأحد أوجه هدر المال العام. وليس ذلك فحسب بل إن صيحات الأهالي تتعالى هنا وهناك بسبب بطء سير العمل وعدم إجراء السفلتة في الأجزاء المنتهية على أقل تقدير. مما زاد الشوارع سوءاً على سوء وأحال المدينة برمتها لخلية من الحفريات والبؤر التي تتربص بالمواطنين ومركباتهم التي طالها التكسير والهلاك ملحقاً بذلك بهم عناء متزايدا وخسائر فادحة لا تنتهي. والأدهى والأمر من كل هذا رد الجهة المعنية بالسفلتة والطرق الداخلية للمدن في تقرير نشرته صحيفة محلية مؤخراً (بعزمهم عدم إجراء أي سفلتة حتى ينتهي مشروع الصرف الصحي)، ولنا أن نتخيل الوضع كيف سيصبح؟! هذا إذا ما أغفلنا مسألة تعثر المشروع أو توقفه، كما هي عادة أغلب المشروعات الجاري تنفيذها في البلد عموماً.
http://www.alsharq.net.sa/2012/11/23/593140