احياناً يسمع الانسان حكمة او جملة اوبيت ... يعجبه ما سمع لبعض الوقت . وقد ينساه ... ولكن احياناً بعض الحكم او البيوت الشعرية ... تدخلك في اعماقها ... فتشعر انها اكبر من ان تكون حكمة او بيت ... حتى لا اطيل في التعليق ...
اقول .. كلنا يعرف القصيدة الرائعة للامير عبد اله الفيصل .... ثورة الشك ... ولكن ما جعلني اعيش في كيانها مطلعها ..
اكاد اشك في نفسي لاني ............ اكاد اشك فيك وانت مني ..
في الحقيقة انا واتكلم عن نفسي لا امل سماع هذا البيت الرائع .. واشعر ان الشاعر لو قال هذا البيت لكفى بالرغم من جمال الابيات الاخرى .... لكن لو نعيش ما بداخل هذا البيت من معنى لوجدنا انه قصيدة بحد ذاته ...
وقال احد الشعراء وهو يوصف احد الكرماء
ما قال لا في حيـــــــــــاته ابداً .............لولا الشهادة لكانت لائـــــــــــُهُ نَعَمُ
ويقصد بالشهاده قول اشهد ان لا اله الا الله
انظروا هذه الروعه وقمة الوصف .... خيال ولا اوسع ماذا بعد ذالك ... ايمر هذا البيت على انسان ولا يستوقفه
ما اجمل بعض الكلمات التي لا يمل الانسان من سماعها او ترديدها.........
ايظاً هناك بيت شعري من النبطي مع ان المكان لايتسع له ولكن الجميل يذكر حتى في غير موقفه ...
يقول الامير خالد الفيصل ..... في مطلع لاحد قصائده ....
فــــــــز الخفوق وقلت يالله عسى خير ..... شاهدوا كيف وصف تاثير المشهد على قلبه ...
وهل القلب يفز ولكن استخدام رائع لكلمة لا تنطبق على القلب لان القلب يرجف يسرع في النبضات نعم اما يفز ويتحرك من مكانه فلا .... ولكن الشاعر وصف وابدع ما اجمل الخيال والكلام الذي يدخل القلب ونعيش في داخله ولا نمل .....
هناك الكثير والكثير وانا ذكرت امثله فقط ... وربما هناك اجمل منها بكثير ........
ولكن نحن عرب ولم نبدع الا في حلو الكلام ... الم يجعل الله معجزة محمد صلى الله عليه وسلم .. القران وهو في صميم ما تتحدى به العرب ......
انا ذكرت ذالك ... حتى عندما نسمع ما يعجبنا من ابيات يجب علينا ان نشعر بها ونتخيلها حتى نسرح في خيالها
لانها قد تريحنا من مزاج غير صافي احياناً وتسعد النفس بجمال المعاني والوصف الجميل ....
الاستماع للكلام الجميل ... والبيوت الشعرية الرائعة .. ترتقي بالخيال الى اعلى مراتبه وربما تحسنه .. وقد يتعلم الانسان ويحسن من فصاحته وحواراته ....................
اختم ببعض الابيات ..... لهذا العاشق المجنون ....قيـــــــــــــــــــــس ..
وَمَا وَجَدَتْ وَجْـدي بِهَا أمُّ واحِـدٍ
وَلاَ وَجَد النَّهْدِيُّ وَجْدِي عَلَى هِنْـدِ
وَلاَ وَجَدَ العُذرِيُّ عُـرْوَةُ إذ قَضَـى
كَوَجْدِي وَلاَ مَنْ كَانَ قَبلِي وَلاَ بَعدِي
عَلَى أَنَّ مَنْ قَدْ مَاتَ صَادَفَ رَاحَـةً
وَمَا لِفُـؤادِي مِنْ رَواحٍ وَلاَ رُشْـدِ
يَكَادُ فَضِيضُ المَاءِ يَخـدِش جِلْدَهَـا
إِذَا اغْتَسَلَتْ بالمَاءِ مِنْ رِقَّـةِ الْجِلْـدِ
وإِنِـي لَمُشْتَـاقٌ إلى رِيـحِ جَيْبِـهَا
كَمَا اشْـتَاقَ إِدرِيسٌ إلى جَنَّةِ الْخُلْـدِ