أم سعد
وعلى الرغم من أن البعض قد يقول إن "أم سعد" من بين أعمال غسان الروائية، قد اضطرت إلى تبسيط قولها والاقتراب من لغة الشعار والبطولة، إلا أن قراءة معمقة لهذا العمل الروائي غير المركب تجعلنا نرى العمق الإنساني لهذه الحكاية الفلسطينية.

إن أم سعد، الرواية والشخصية، ذات سطوح رمزية في وجه من وجوهها؛ وهذا ما ينقذها من الوقوع في وهدة الشعار والانسياق وراء نبرة البطولة الجوفاء التي أوقعت كثيرا مما كتب من أدب فلسطيني في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته في الضحالة والضعف الأسلوبي.

وإذا كانت "أم سعد" تبدو في الظاهر عملا روائيا بسيطا غير معقد فإن "عائد إلى حيفا" هي بحث عميق في معنى الهوية والمصير والانتماء، وأثر شروط العيش اليومي في تشكيل القناعات وقرارات البشر في أن يكونوا أو لا يكونوا. تقول "عائد إلى حيفا": ليس الدم هو الرابط المصيري بين الفلسطينيين بل الفعل والانتماء إلى الأسئلة المصيرية نفسها.