الـرحـمـن
كـثـيـر الـرحــمـة وهــو إسـم مـقـصـور عــلـى الله عــز وجــل
ولا يـجـوز أن يــقـال رحـــمــن لــغــيــر الله ،
وذلــك ان رحــمـة وســعــت كــل شــىء ،
وهــو أرحــم الـراحــمــيــن.
الـرحـمـن إســم مـشـتـق مـن الـرحـمـة ،
والـرحـمـة فـى الأصـل رقـة فـى الـقـلـب تـسـتـلـزم الـتـفـضـل والإحـسـان ،
وهــذا جـائـز فـى حـق الـعــبـاد ،
ولـكـنـه مـحـال فـى حـق الله سـبـحـانـه وتـعـالـى ،
والـرحـمـة تـسـتـدعـى مـرحـومـا ..
ولا مـرحـوم إلا مـحـتـاج ،
والـرحـمـة مـنـطـويـة عــلـى مـعـنـيـن الـرقـة ..
والإحـسـان ،
فـركـز تـعـالـى فـى طـبـاع الـنـاس عــلـى الـرقـة وتـفـرد بـالإحـسـان.
ولا يـطـلـق الـرحـمـن إلا عــلـى الله تـعـالـى ،
إذ هــو الـذى وســع كــل شــىء رحـمـة وقــيـل أن الله رحـمـن الـدنـيـا ورحـيـم الآخـرة ،
وذلـك أن إحـسـانـه فـى الـدنـيـا يـعـم الـمـؤمـنـيـن والـكـافــريــن ،
ومـن الآخـرة يـخـتـص بـالـمـؤمـنـيـن ،
والـرحـمـن نـوعــا مـن الـرحـمـة ،
وأبـعــد مـن مـقـدور الـعــبـاد ،
فـالـرحـمـن هــو الـعــطـوف عــلـى عــبـاده بـالإيـجـاد ..
وبـالـهـدايـة الـى الإيـمـان وأسـبـاب الـسـعــادة ..
والإسـعــاد فـى الآخــرة ،
والإنـعـام بـالـنـظـر الـى وجـهـه الـكـريــم.
الـرحـمـن هـو الـمـنـعـم بـمـا لا يـتـصــور صــدور جــنـسـه مــن الـعــبـاد.