الــســـمـــيـــع
هــو الــذي لا يــخــفــى عـــلــيــه شــيء فــي الأرض ولا فــي الــســمــاء وهــو الــســمــيــع الــبــصــيــر.
الله هــو الــســمــيــع ،
أى الــمــتــصــف بـالــســمــع لــجــمــيــع الــمــوجـــودات دون حــاســة أو آلــة ،
هــو الــســمــيــع لــــنـداء الــمــضــطــريــن ،
وحـــمــد الــحــامــديــن ،
وخــطــرات الــقــلـوب وهــواجــس الــنــفــوس ،
و مــنــاجــاة الــضــمــائــر ،
ويــســمــع كـــل نــجــوى ،
ولا يــخــفــى عـــلــيــه شــىء فـى الأرض أو فـى الــســمــاء ،
لا يــشــغـــلــه نــداء عــن نــداء ، ولا يــمــنــعــه دعـــاء عــن دعـــاء ،
وقـــد يــكــون الــســمــع بــمــعــنـى الــقــبــول كــقــول الــنــبــى عـــلــيــه الــصـــلاة والــســـلام:
(الــلــهــم إنــى أعــــوذ بــك مــن قـــول لا يــســمــع) ،
أو يــكــون بــمــعـــنــى الإدراك كــقــولــه تــعــالــى:
(قـــد ســمــع الله قـــول الــتــى تــجــادلـــك فــى زوجــهــا) ،
أو بــمــعـــنــى فــهــم وعــــقـــل مــثــل قــولــه تــعــالــى
: (لا تــقــولـــوا راعـــنــا قــولـــوا نــظــرنــا واســمــعـــوا) ،
أو بــمــعــنــى الانــقــيــاد كــقــولــه تــعــالـى:
(ســمــاعـــون لــلــكـــذب) ،
ويــنــبــغــى لــلــعـــبــد أن يـــعـــلــم أن الله لــم يــخــلــق لــه
الــســمــع إلا لــيــســمــع كــلام الله الــذى أنــزلــه عــلـى نــبــيــه
فــيــســتــفــيــد بــه الــهــدايــة ،
إن الــعـــبــد إذا تـــقـــرب الـى ربــه بـالــنــوافـــل
أحـــبــه الله فــأفــاض عــلـى ســمــعــه نـــورا
تـــنـــفـــذ بــه بــصــيــرتــه إلى مــا وراء الـــمــادة.