أهكـذا !!! يا نقيّ الـروح ترغمـني
على الحضور وقد غـذَّيتُ في السـفرِ
قد كنتُ أنوي خـروجاً ليس يعقـبه
عَـوداً إليكم وأنتـم صـفوة البشـرِ
يا خير من عَرَفَتْ نفسـي معـادنكم
وخير من سكـنوا في القلب والبصرِ
عذراً إليكم فما كان الجــفا نيـتي
وكيف يُجْفى بيـاض الطهر في القمر
وإنما البعــد أحيــاناً يعالــجنا
يقـوِّم الروح في الإحساس والفـكرِ
من ذا يفـرِّط في أمثـالكم خُلُــقاً
إلا عَمِيّ الـرؤى أو قاصـر النظـرِ
يا أجمل الناس في قولٍـ وفي عملٍـ
وأصدق الناس في نقلٍـ وفي خـبرِ
لو قُسِّمتْ بينكم روحي لمـا بلـغت
قطمير شكـرٍ على التقـديم والبنرِ
ما ذا أقولـ وقد فاضت سحـائبكم
بوابل الغيثـ فاخضرت ربى شجري
وعـانق الزهر طيبا من نسـائمكم
فزال ما خـالط الإحساس من خطرِ
إن كان والبعد عنكم سوف يسعدني
فإن قربي وحزني غـــاية الوطرِ