الرشيد
الرشد هو الصلاح والاستقامة ،
وهو خلاف الغي والضلالة ،
والرشيد كما يذكر الرازي على وجهين أولهما أن الراشد
الذي له الرشد ويرجع حاصله إلى أنه حكيم
ليس في أفعاله خبث ولا باطل ،
وثانيهما إرشاد الله يرجع إلى هدايته ،
والله سبحانه الرشيد المتصف بكمال الكمال عظيم الحكمة
بالغ الرشاد وهو الذي يرشد الخلق ويهديهم
إلى ما فيه صلاحهم ورشادهم في الدنيا وفى الآخرة ،
لا يوجد سهو في تدبيره ولا تقديره ،
وفى سورة الكهف ( من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل الله فلن تجد له وليا مرشدا ) ،
وينبغي للإنسان مع ربه الرشيد أن يحسن التوكل على ربه حتى يرشده ،
ويفوض أمره بالكلية إليه وأن يستجير به كل شغل ويستجير به في كل خطب ،
كما أخبر الله عن عيسى عليه السلام بقوله تعالى
( ولما توجه تلقاء ربه قال عسى ربى أن يهديني سواء السبيل)
وهكذا ينبغي للعبد إذا أصبح أن يتوكل على ربه
وينتظر ما يرد على قلبه من الإشارة فيقضى أشغاله ويكفيه جميع أموره