أغاريد طائر الشرق .. لن تبقى خلف الستار

[يحيى المشعل]

*** حمامة الأيك عودي
***
حمامة الأيك ملَّ العش من سكـــني
وطارت الريح لــــــــما غبْتِ بالفننِ

فلا نــــــــــــديم إذا مالليل ألبســني
ثوب السواد وزاد الفقد في حَـــزَني

ولا أنيس إذا مالـــــــهم طـــارحني
ولا خَليّ إذا ما ثــــــــار بي شجني

يا شقـــــوة القلب لما كنت حاضرة
وشقوة الروح لـما غبتِ في الزمنِ

أراقب النجـــــم مفتـــــــوناً بطلته
لكنَّ طلَّتكم يحـــــــــــــيا بها بدني

ما مـرَّ بالدوح أطـــيار مهاجـــــرةٌ
إلا أنوح على الأطـــــــلال والـدمنِ

كم أســعد الله من وقتي بصحـبتكم
حتى رمتنا صروف الـدهر بالمحن

عودي فمثلي إذا شـــاقته نائحــــةُ
مثل الغريب ضناه الشــوق للوطن

إن عـــاد عاش سعـــيد في مرابعه
وإن تعـــذَّر رام العيـش في الكــفنِ

[يحيى المشعل]

أجرُّ ردائي على الذكريات




إذا ما خلا القلب من أمنـياتْ
وضاقت ضلوعي وقلبي انفطَرْ


أجـرُّ ردائي على الذكـــــرياتْ
فيَـنْبُـتُ تحت الــــــرِّداء الزهَرْ


ويَسـْــري بقلبي حفيف الحياة ْ
فَيُطْفِئُ وقــــْدَ الشَّـــــقا والقهرْ


يذوب كشمع المســــاء الحميمْ
بروحي العنـــــاء إذا مانـْصهرْ


وأحيا بذكــــرِ الهوى أمسياتْ
تَلُفَُ وجـــودي بريح ٍعَطــــِرْ


تســـيل الأماني كمـاء الفراتْ
فَتُضْحِي حياتي بلـون الشجرْ


وتُحْيي الأمــاني بقايا الرُّفَاتْ
وتسْرِي الحياة بكهف الصدرْ


يَهبُّ مسَـــــــاءً عبير النَّبَاتْ
إذا الليلِ فاح بريح المــــطرْ


تعلَّمــــت انظر لكلِّ الجـــهاتْ
وألاَّ أُطِيــــْـــل لِلَـيْلِي النَّــــظَرْ


واجمــع نفسي ولا للشَّــــتات
وأنني رهن القضـا والقـــــدرْ


وأنَّ الحيــــــــاة بكل اللــغاتْ
محـــطَّاتُ ذكــرى لكل العمـرْ

[يحيى المشعل]

إلى قلب الوفاء ولا تنسينا من الدعاء


إذا قـلَّ الوفـــــاء بأرض قـومٍ
فأرشـــدهم إلى قلب الــــوفاءِ


جمال تواضــعٍ وجميل وصـلٍ
ونفـــس قـد تســامت في إباءِ


وعلمٌ نافــــــــعٌ وعلو كـــعبٍ
وروحٌ كالزجاجة في النــــقاءِ


تدور كنحلة في كل قســـــمٍ
وتدعم من تأخر في الخفـاءِ


مســـــابقة تقيم هنا وأخـرى
فتجبرنا على طـول البقـــاءِ


تحفِّـز هاهنا وهنــــاك تثري
تجدها في الفكاهة والبكـــاءِ


كأن مـــدادها شـــهدا مصفى
يحث على التلاحم والـــــولاءِ


كمثل سحـــــابة هلَّت بأرضٍ
ففاض الخير من ماء السماءِ


فيا قلب الوفـــــاء إليك نهدي
قلوب عامــرات بالإخـــــــاءِ


وندعوا الله أن يبقيك ذخــــرًا
ونِبْرَاساً تَزَيَّنَ بالضـــــــــياءِ

[يحيى المشعل]

إني نَقَشْـــــــتكِ




إني نقشتكِ في طيفي وتذكاري
وقد وشمتكِ في قلبي وأفكاري



وقد نثرتك بين الغيـــــم أغنية
تُرَاقص اللحن في نايي وقيثاري


وقد تلحّفتُ من ذكـــراك بردته
دفئا يضُمّ بشوقٍ فقديَ العاري


وفي النجوم مكان ليس يبلـغه
إلاك يانجمة يا كوكـــباً سـاري


رَسَمْتكِ الكــــون لا بعدٌ يقيِّده
فأنت والكون لا حــــــدّ بأسوار


أنت الربيع لقلبي والرياض به
يا نسمة الروح من وردٍ وأزهارِِِ


أنت الشراع الذي مازلت أنشره
إن أُبْتُ للشط أو في حين إبحاري


أنت اللآلي التي مازلت أنظــمها
تشع كالدرِّ من نثري وأشعاري


عودي إلى القلب قبل الموت يدركه
كيف المتاب وأنت جُـــــلّ أوزاري

[يحيى المشعل]

إلى أخينا البليبل مع التقدير والعذر في التقصير

ويستحق البليبل منك ياطائر الشرق دوانيناً من الشعر
لأنه أصيلٌ لايتنكر لأهله ...




أبليبل ملأ المكان غــــــــــناءه
وبه الزمــــان يجود إذْ أشجانا


قلـم يقــــود مـــــداده بدمـائه
وكريم علـــــم ٍفكـره أهــــدانا


إن الجمــــال بكـل ركــــن زاره
فبها الهــــــداية عطـره أحذانا


ما إن يمـــر على المكان مـداده
حتى يشكل هـــديه عنــــوانا


ملك البــلاغة والبراعــة كلــها
فهــو الأديب فصـــاحةً وبيــانا


إن شئت تصـحبه فأنت موفـــق
فيه المـــودة والصـلاح عيـــانا


فالطِّيْب يُعْرَف من عبير دخانه
وهو المعـطَّر أحـــرفاً ولســانا


يا رب وفقـــــه لكــــل فضـيلة
وارزقه بين الفــائزين مكـــانا


فــوق الأرائك نلتقي في جـــنةٍ
وبظـل عرشـــك نجتمع إخوانا [/size]

[يحيى المشعل]

وكم أشــــــتاق


وكم أشتاق اقتبست هذا العنوان من نثرية جميلة للأخت أنوار
وكتبت هذه الأبيات التي ربما لا ترقى لما سطرته أناملها
نثرا ولكن لتأثري بما قرأت فجادت القريحة على عجل بهذا...

وكم أشــــــتاق حين تغيب عني
وكم أشــــــــــتاق لمـــاَّ تدنو مني


وكم غـــــارت نجوم واستفاقت
وما ضحكت لغيرك بيض سني


وكـــــلي لك وبعضـــي ثم إني
أحــــبك إن وفيت وفي التجني


وكم بالشـوق قد أحْكَمْتَ طوقاً
على جسدي المعـــذَّب بالتمني


وكم بات اشتــياقي موج بحــرٍ
يراود خــــــافقي حيناً وظَــنِّي


وكم أمسيتُ مشــــتاقاً علـــيلاً
وقـــد أصبحت كالطير المغنِّي


تعودتُ العــــذاب فصار وِرْداً
متى أتلـــــــــوه لا تَنْـفَكَّ عنِّي


فطِبْ نفساً ملكتَ زمـام أمري
وصُنْتُ هواك ياعمري فَصُنِّي

[يحيى المشعل]

نداء مزكوم


مرض ألـــمَّ وبالصـــداع بلاني
وسخــــونةٌ مجــنونةُ تغشــاني

ومناخري ســدَّت فلا شــمٌّ بها
وفقدْت كلَّ تذوُّقٍ بلســــــــاني

صمّاء أذني ماســلِمْتُ أزيزها
وطنينها في الــذقن والأوجانِ

وشهيةٌ رفضت جميل طعامها
والجوع يقرصني بكل مكان

وبأعظمي طـرْقٌ يهدُّ مفاصلي
وإذا عــــلا ضجَّتْ به أسناني

كلّ الـــــــدَّواء وكلّ طبٍّ نِلته
ما غيَّر الآلام بِضْـــــع ثواني

وأنا بطــــبعي كارهٌ لطـــبابةٍ
إلا لطــــبٍّ غــــابر الأزمــان

إما بعشبٍ أو خليـط مــــركّبٍ
أو بعض أزهارٍ من البســتان

فإذا استطعتم أن تفيدوا سـائل
لا تبخلوا بالوصف يا إخواني

وجزاؤكم عند الإله مضاعفٌ
والشكرموصولُ الدعا بجنانِ