للكاتب القدير أ . عبدالله عيظة
ـــــــــــــــــــــــــ
انتشرت منذ فترة الأغاني الهابطة ، وأصبحت ظاهرة مخيفة ،
أثّرت وبشكل ملحوظ على ثقافة أبنائنا .
ففي كل يوم تخرج علينا من هنا أوهناك ما تسمى بأغنية تتجرد كلماتها
احيانا من الحياء والعفة .! كلمات مرصوصة ليس لها معنى ، وغير
مفهومة .! بعيدة كل البعد عن الشعر والشعر الغنائي الذي يصور البعد
والفراق ، والحب واللوعة ، والشوق ، والسهر .... الخ تلك الحالات .
هل سمعتم معي أغنية يلعن أبو من زعلك , وإشْ إشْ ياديب , وقُمْ
دَرِجْنِي, وخلي عندك شوية دم.؟! والكثير الكثير على هذه الشاكلة
فالساحة مليئةٌ منها.! فهذا يتغزل في البرتقالة ، وآخر في الباذنجان
وذاك يَنْهق لِيُعلن للملأ ويبوح بعشقه لحبيبه با حبك يا حمار! أكرمكم
الله ، وتلك تركب الحنتُور وتتحنتر، والأخرى أبوس الواوا .!!
وعلى فكرة نفسي أعرف ما هو الواوا ؟! وذلك من باب العلم بالشيء.!
ثقافة خاوية ،وكلام سخيف، وألحان أسخف، وأداء أعرج.. الهدف منه
الإثارة من خلال عرض تلك الأجسام المعفنة وبتصوير عال الجودة ،
من مصورين محترفين يُجيدون التصوير من الأما م ، والخلف ، ومن
كل زاوية ، ولكل شاردة وواردة . في الأستو ديوهات ، و غرف النوم
وتحت الدش ، وفي حمام السباحة ، وعلى البوسكليته.! بأنصاف الثياب
أو انقص قليلا المهم أن تكون شفافة ، وفاضحة ، ومثيرة .!
إن من يعتبرون أنفسهم اليوم نجوما في الفن قد تمادوا في سفههم .
فلا وازع يردعهم ، ولا حياء يمنعهم .
فنشروا ثقافتهم السخيفة بين ابنائنا و أصبحت كلماتهم الرخيصة تُرددها الألسن،
وتسمعها الآذان في البيت ، والشارع ، ومع الأصدقاء ، وفي الأفراح ,والأعراس.!
وكَمْ مرة سألتُ نفسي : تُرى ما موقع تلك الأغاني الهابطة حينما نتذكر
ذلك الفن الأصيل المُتمثل في صوت أم كلثوم .؟ دارت الأيام ،الأطلال
فكروني ، هذه ليلتي ،أنت عمري ... الخ تلك الروائع التي شدت بها
كوكب الشرق . وقد كنا ننتظر بشغفٍ كل شهرحفلاتها وجديدها .
أو في ذلك الصوت القادم من جبال الأرز - صوتٌ ينتشلك من قاع
النسيان بكل أحاسيسك إنها السيدة فيروز! على جسر اللوزية، حبيتك
تانسيت النوم،عودك رنان ، كيفك انت ، سلم لي عليه , ياداره دوري بينا.. الخ
ما أشجتنا به تلك الهمسة الرقيقة ، وعانق قلوبنا واهتزت له مشاعرنا .!
بكل تأكيد فتلك السخافات المُشَوهة ليس لها من الفن الأصيل موقعا .
بل هي مجرد طفحٍ كريه ، ونهيق ، ونعيق .. مكانها الحقيقي والمُناسِب
سوق النخاسة ( الدَواب ) .! أكرمكم الله .
د متُم ودامت آذانكم سليمة .