هناك بعيداً جداً
على الرَّف في زاويةٍ من زوايا الغرفة ...
هناك يبقى ويبقى دون أن يلتفت إليه أحد
ينام نومة أهل الكف ,,, ويُنسى كالصدِّيق في غيابة الجُب ,,
هناك يظلُّ وحيداً ,,,
هو في بيتنا ... لكننا لم نسأل عنه حتى في أوقات فراغنا
حرمناه حتى من خمس دقائق .. وأظن أننا حرمناه حتى من الإلتفاتة إليه
نستسمحهُ عذراً ..
أبي .. في صالة الإجتماع حيناً ,, وحيناً مع الأصدقاء
يسعى لجمع المال لتامين المستقبل ...
كان هذا جوابه حين سألته عن الذي هناك ..
أمي .. في كل حينٍ تتأهب للذَّهاب إلى الأسواق تريد أغراضاً للمنزل
لكي تُبهر بها الزائرين وتنال أعلى درجةٍ في الأناقة والروعة ...
كان هذا جوابها حين سألتُها عن الذي هناك ,,
أخي .. لا أراهُ إلاَّ نائماً في الصباح ,,,
لايعرفُ شيئاً عن الذي هناك ,,,
اختي .. في تلك المجلاَّت غارقة تبحث في وقت الفراغ
عن الفساتين الجديدة والموضات بكلِّ لهفة ,, حتى تتفوَّق
على زميلاتها في المظهر الخارجي ...
كان هذا جوابها حين سألتها عن الذي هناك ,,,
ومرَّت السنين ..... ومرَّت ... ومرَّت
مرضِت أختي ,,,
ذهبنا بها إلى جميع العيادات والمستشفيات والصيدليات
ولكن دون جدوى .. دون فائدة ..
وفي يومٍ من الأيام وبالصدفة ألتقى والدي بأحد أصدقائه
أيام الدراسة ...
كان رجلٌ وقور .. وقد دخل إلى قلبي من أول مشاهدة ...
سال أبي عنَّا جميعاً ,,,
فأخبره أبي بما قد حلَّ لأختي ..
فقال له ووووووووووو كانت وشوشة لم أعرف منها غير
عالجها بالقرآن الكريم ,,,
والسلام عليكم ...
غادر الرجل .. وغادرنا نحن ,,,
وحين وصلنا إلى البيت ..
رأيتُ أبي قد اتجه إلى ذلك الذي كان هناك على الرَّف ...
وأخذ يقرأ ,, ويقرأ ,, ويقرأ ,, ووووو
وكذلك أمي تقرأ .. وووووو
وأخي يقرأ .. ووووووو
ولكن لم تكن هناك أي نتيجة تسكب الخير ...
جلسوا وكانَّ على رؤسهم الطير ...
حيرة .. ذهول .. تيه .. ماذا يفعلون ...
عذراً أبي
عذراً أمي
عذراً أخي
إنَّ القرآن الكريم فيه شفاءٌ
بل هو كل الشفاء ,,, لكنه للذين لايتركونه من أجل الدنيا ومتاعها
يقول تعالى { ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ اَلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُومِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ
الظَّالِمِين َ إِلاَّ خَسَارًا﴾
كانت تلك رسالتي لمن هجر كتاب الله واحتاجه للشفاء من المرض
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته