مرحبا أحبتي ... كثيرا ما نستخدم الزعفران لذلك أحببت أن أشارككم بمعلومات عنه فتفضّلوا :
استخدمته كليوبترا في حمامها.. والرومان في علاجاتهم
الزعفران من النباتات الجميلة والرقيقة التي تكن لها الشعوب مكانة خاصة في قاموسها المطبخي والطبي والجمالي منذ قديم الزمان. والنبتة نفسها من أجمل النباتات البصلية التي لا تنمو بأكثر من 40 سنتيمترا. وعادة ما تكون أوراقها دقيقة ونحيفة ومطرزة بالأبيض وأزهارها ليلكية وزهرية أحيانا ذات المياسم الخمرية البنية الحمراء الداكنة والمتميزة مع بعض الاصفرار أحيانا. وهناك منه أنواع كثيرة لا تستغل لغايات الأكل، تستخدم لصناعة باقات الورد التي يتبادلها العشاق في بداية فصل الربيع من كل عام. وعلى صغر النبتة وروعتها جماليا، أصبحت مع الأيام من أغلى النباتات في العالم. علميا يقال إن الزعفران (Saffron) من النباتات البصلية من الفصيلة السوسنية، ويطلق على النوع المستخدم نباتيا وعلميا اسم «Crocus sativus»، ويعود أصل الاسم الإنجليزي إلى اللاتينية «سفرانوم» (safranum) التي أخذته عن الفرنسية القديمة في القرن الثاني عشر وخصوصا كلمة «سفران» (safran). والاسم الإيطالي «زفارانو» (zafferano) أيضا تدرج من الفرنسية القديمة، كما هو حال الاسم الإسباني «أزافران» (azafran). والأصل الفرنسي يعود بالطبع إلى اللغة الفارسية «زفاران» (zaferan) الذي جاء من العربية «زعفران» (zafaran) على الأرجح، ومن كلمة «أصفر» (asfar) بالتحديد. تاريخيا تشير المعلومات المتوفرة بأن زراعة الزعفران حول العالم بدأت قبل 3 آلاف سنة، وكان يستخدم للزراعة النوع المعروف بـ«كروكوس كارترايتيانوس» (Crocus cartightianus) خصوصا في العصر البرونزي...
رغم أن رائحة الزعفران قريبة إلى طعم العسل المعدني، كما يصفها بعض الذواقة، مع قليل من رائحة القش أو العشب الخفيف المرارة بشكل عام، فإن الناس دأبوا ومنذ زمن طويل على استخدام الزعفران لتلوين الطعام باللون الأصفر البرتقالي الجميل، مثل اليخنات والمشروبات والأرز وغيره من الحلويات وبعض الأنواع الأخرى كما هو الحال مع الكركم (العقدة الصفراء - turmeric). ولهذا السبب أحيانا يستخدم الناس العصفر (Safflower) أحيانا بدلا منه لتلوين الأطعمة. ويعرف العصفر على أنه زعفران برتغالي ويطلق اسم «عصافروه» (assafroa) وعلى الأرجح «عصفورة». وقد استخدمه الفراعنة في صبغ الأقمشة والملابس الملوكية الحريرية، كما تبين من قبر توت عنخ آمون. ويعود ذلك في الأصل إلى مادتي «الكروسين»، و«الكوستين» المسؤولتين عن التلوين. ومع هذا فإن الكثير من الناس يجدون رائحة الزعفران رائحة عطرية قوية ومنعشة، وطعمه مميز لا يجد مثيلا له بين الأعشاب والنباتات.
وتعرف من أنواعه الكثيرة النوع الإسباني المعروف بـ«كريم» (Creme) أو الزبد، وهو من الأنواع اللطيفة وغير القوية على صعيد اللون والطعم والرائحة. ورغم أن النوع الإيطالي أقوى نسبيا منه، فإن أهم وأقوى الأنواع على الإطلاق هي الإيرانية. ولأن هناك دائما نقاشا حول مراتبه وأنواعه وما هو الفاخر منه وما هو التجاري، منعت الهند منذ فترة طويلة تصدير الأنواع الممتازة والفاخرة إلى الخارج، ولا يعثر الفرد في الأسواق التجارية العادية إلى على الأنواع البريطانية والهولندية والسويسرية والأميركية والنيوزيلندية. ومن أنواع الفاخرة المعروفة في أوروبا وأميركا نوع «أكيلا» (Aquila) الغني بمادة «الكروسين». ولا يزرع هذا النوع إلى منطقة صغيرة لا تتعدى مساحتها الـ8 هكتارات في وادي نافيلي في إقليم ابروزو في إيطاليا الذي يطلق على عاصمته اسم «لا اكولا».
ومع هذا فإن زراعة الزعفران في إيطاليا على نطاق واسع تتم في جزيرة سردينيا التي تسخر له ما لا يقل عن 60 هكتارا. وتنتج سردينيا أو منطقة سان غافينو مونريال عادة 60 في المائة من الزعفران الإيطالي. ومن الأنواع الفاخرة والقوية أيضا النوع الكشميري المعروف باسم «مونغرا» (Mongra)، وهو من أكثر أنواع الزعفران دكنة في اللون مع طيف ليلكي، مما يدل على قوته وطيب طعمه. ويصعب جدا الحصول على هذا النوع بسبب ارتفاع سعره وتحريم الهند تصديره، والأهم من ذلك صعوبة تحصيله على الدوام في ظل التغيرات البيئية والجوية في كشمير، وعلى رأسها الجفاف.
أرجو أن تروقكم قصّة " الزعفران "
دمتم كما تحبون