مرحبا ميدوزة
ربّما يكون أخي فريسة المأساة قد سبقني للحديث عن قصيدة شاعر النيل " حافظ ابراهيم "
لكن لا بأس دعيني أقف عند بعض الأبيات منها لما فيها من إيحاءات تعانق حروفك العطرة هنا
بتِ أرملة وما فيك ثكيل .
لا معاني لابديع ولا بيان ,
بتِ يا أماه يلزمك ترجمان
يقول حافظ ابراهيم :
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني *** ومنكم، وإن عـز الـدواء، أسـاتـي
أيطربكم من جانب الغرب ناعب *** ينادي بوأدي في ربيع حياتي؟!
أرى كل يوم في الجرائد مزلقاً *** من القبر يـدنـيـني بغـيـر أناة!!
أيهجرني قومي عفا الله عنهم *** إلى لـغــة لــم تـتـصل بـــرواة؟!
لعمري ما ذكر هنا من بديع و بيان تقاربه حروفك التي صوّرت لنا مراسيم وفاة
للغتنا الأبيّة .. باتت أرملة و دفنها أبناؤها لمخالطة الحروف الأعجمية ألسنتهم
فأضحت محتاجة لترجمة و هي العروس الأصيلة كما ختمتِ في خاطرتك
و يقول أيضا :
وسعت كتاب الله لفظاً وغــايــة *** وما ضقت عن آيٍ به وعظات
و قد وجدت في خاطرتكِ ما ينوب عن ذلك فألمّيت بالكلم المناسب بما يصبّ في
المعنى ذاته .. فتلك العربية وعاء النور و مشكاة الحقّ و حسبنا أنّها لغة القرآن
و المنزلة بلسان مبين على خير المرسلين
ميدوزة :
في حروفك سحر و لمعانيك رقيّ لا يصيغه بتلك السلاسة و الجمالية إلا جوهرة كأنتِ
وقفت كثيرا عند المعاني المسجّاة بين ثنايا الحروف فكانت أرقى مما يمكن
وصفه أو التعقيب عليه .. لكن يكفي أنّها كانت مرثية رائعة تضاهي ما سجّله
الرائعون أمثال حافظ ابراهيم
شكرا لكِ و دمت متألّقة