التفرقة بين الابناء ظلم وجور ومدعاة للظغائن والمكارهه بينهم
لا تفضل منهم أحداً على آخر في الأمور كلها، لما تعلم من كراهة تفضيل ولد على آخر في شرعة الإسلام ، ولما يترك ذلك التفضيل من أثر سيء في نفس الولد الذي فضّل أخوه عليه ، ذلك أن الولد الذي لايشعر بالتسوية بينه وبين أخوته وأخواته ينشأ معقداً حاقداً قلقاً ، تاكل الغيرة والحقد والحسد قلبه.
وعلى النقيض من ذلك ينشأ الولد الذي يشعر بالتسوية بينه وبينهم نشأة صحية نقية بريئة من عقد النقص ، بعيدة عن الحقد والحسد والضغينة والغيرة ، وقد أترعت نفسه بالتفاؤل والرضا والمحبة والإيثار والتسامح ، وهذا ما يريده الإسلام من الوالدين ويحضهم عليه.
روى الشيخان عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن أباه أتى به رسول الله صلى الله عليه فقال: إني نحلت ابني هذا غلاماً كان لي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أكل ولدك نحلته مثل هذا ؟" فقال لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" فأرجعه "، وفي رواية : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفعلت هذا بولدك كلهم ؟" قال: لا . قال :" اتقوا الله واعدلوا في اولادكم "، فرجع إلى رد تلك الصدقة ، وفي رواية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا بشر ألك ولد سوى هذا ؟" قال:" نعم ، قال:" أكلهم وهبت له مثل هذا " قال: لا . قال:" فلا تشهدني إذاً ، فإنني لا أشهد على جور " ثم قال:" أيسرك أن يكونوا لك في البر سواء ؟" قال بلى، قال:" فلا إذاً "< متفق عليه ، شرح السنة ، 8/296 >.