شخابيـط
حَطَّت اِلبُومَةُ يومًا
فوقَ ظَهرِ العَنكبوتْ
وتوَشَّتْ ثَوبَ يَعسوبٍ
وقالت :
كلُّ مَن دوني يموتْ
ومضتْ تشدو .. وتشدو
ليلَ دانْ .. يا ليلَ دانْ
وازدَهتْ في رأسِ عَقْرَبْ
والدَّبابيرُ تُغني
( أوبرا ) العَصرِ على قَرْنِ
فَراشهْ
ليلَ دانْ .. يا ليلَ دانْ
صفَّقتْ مِن لَحنِها تلك الجرادهْ
واستحالتْ مثلَ نَسْرٍ
قد نما في رَحمِ ديكْ
آه .. يا تيسَ المحبهْ !
أين أنتَ الآن يا صَنوَ الفُهودْ ؟
كم على الأرضِ تبقَّى
مِن وفاءٍ وعُهودْ !
ليلَ دانْ .. يا ليلَ دانْ
هل سمِعتَ الثَّعلَبَ المكَّارَ في البَرِّ
يُنادي
نحنُ في الدنيا حُماةُ الطيِّبينْ ؟ !
ليلَ دانْ .. يا ليلَ دانْ
لا تُصَدِّقهُ .. ولا تُصغِ إليهِ
واتخذْ من دونهِ يا تيسُ
سِتراً مِن عَجينْ
ليلَ دانْ .. يا ليلَ دانْ
واحذرِ الضَّبعَ ..
وقُلْ : يا ضَبْعُ مَهلاً
فالخفافيشُ رويداً قد دَنَتْ مِنكَ
وصوتُ الذئبِ أقْرَبْ
والرَّدى آتٍ إليكْ
ليلَ دانْ .. يا ليلَ دانْ
وهبِ الكلْبَ السَّلوقيَّ
يقيناً
فهو أوفى الأصدقاءْ
واسقهِ كأسًا مريئًا
من حَليبِ الخُنفِساءْ
ليلَ دانْ .. يا ليلَ دانْ
كي يُغنِّي
كلُّ مخلوقٍ على الأرضِ
ليَحيا عَصرُنا
عَصْرُ الوَفاءْ
* * *