الجزائر "ثعالب الصحراء"

سيكون عشاق كرة القدم في العالم وبالتحديد في القارة السمراء على موعد مع أحد أقوى وأهم البطولات القارية التي تُنظم برعاية الاتحاد الدولي للعبة ، وهي بطولة كأس أمم أفريقيا 2013 التي ستنطلق فاعلياتها في التاسع عشر من يناير الجاري في جنوب أفريقيا .
البطولة التي أُقيمت منها ثمانية وعشرين نسخة حتى الآن ، نجح في الفوز بلقبها أربعة عشر منتخباً كان أولهم المنتخب المصري في النسخة الأولى منها التي احتضنتها السودان عام 1957 ، و آخرهم المنتخب الزامبي بنسخة 2012 التي أُقيمت في غينيا الاستوائية والجابون .
وبطبيعة الحال لن تكون نسخة جنوب أفريقيا المُقبلة أقل إثارة وندية عن النسخ السابقة ، ولن يكون تواجد المنتخبات المُشاركة للسياحة فبكل تأكيد سيسعى الجميع بحسب طموحات كل منهم على الظهور بالوضعية التي تليق وتتناسب مع الحدث الذي دائماً ما يحظى باهتمام جميع وسائل الإعلام العالمية .
وكما تعود قراء "
جول.كوم في نسخته العربية" فإن ذلك الحدث لن يمر دون أن نُلقي الضوء عليه بتغطية ستكون الأمثل بين كافة وسائل الإعلام في مختلف أنحاء القارة .
في السطور القادمة سنستعرض معاً تقريراً مُفصلاً عن أحد أبرز المنتخبات المُشاركة بالبطولة والمُرشحة بقوة للذهاب بعيداً بها ، وهو المنتخب الجزائري الذي قدم على مدار الفترات السابقة مردوداً أجبر جميع المُتابعين للكرة الأفريقية والعربية على احترامه ووضعه ضمن دائرة المُرشحين لنيل اللقب .
التقديم
"
لن نذهب إلى جنوب أفريقيا للسياحة" تلك هي أهم الكلمات التي جاءت على لسان الناخب الوطني للخضر وحيد خليلوزيتش في جميع تصريحاته التي رغم اتصافها بالتوازن والعقلانية ، إلا أنها نمت عن ثقة كبيرة في قدرات لاعبيه لتحقيق اللقب الثاني (بعد لقب 1990) الذي طالما انتظرته بلاد المليون ونصف المليون شهيد .
فتلك البلاد التي أنجبت بن ميلودي و لخضر بلومي وجمال مناد ورابح ماجر لم تتوقف للحظة عن إبهار الجميع دائماً بأجيالها العظام ، وهاهو فيغولي أحد أفضل نجوم الليغا الإسبانية ورفاقه يخطفون الأنظار من الجميع ليُدللوا على أنهم خيرخلف لخير سلف .
ورغم أن قرعة الكان قد أوقعت الخضر في مجموعة وصفها كل النقاد الرياضيين بمجموعة "الموت" لما ضمته من منتخبات بحجم ساحل العاج وتونس والتوجو ، إلا أن منتخب الأفناك المعني بثعالب الصحراء من المؤكد أنه لن يقبل إلا بدور البطولة كونه لم يعتد على قبول الأدوار الشرفية التي لا تتناسب مع حجمه بالقارة السمراء .
الأسلوب الفني

.
يعتمد المنتخب الجزائري على الناحية الخططية والتكتيكية بشكل كبير فهو منتخب واقعي ليس مُغامراً من الناحية الهجومية ولا مُفرطاً في نظيرتها الدفاعية ، فهو يمتلك وسط ميدان قد يكون "بحسب وجهة نظري" الأفضل في البطولة ، ويُساعده كثيراً في التحول من الحالة الدفاعية للهجومية بشكل أتوقعه سيكون مُذهل للمحللين الفنيين لا سيما وأنه يمتلك بين صفوفه واحد من أفضل من أنجبتهم الكرة الجزائرية وهو القائد ونجم وسط الميدان ولاعب خيتافي مهدي لحسن ، وكذلك عدلان قديورة ، ورياض بودبوز بالإضافة إلى متوسط الميدان الهجومي ونجم فالنسيا سفيان فيغولي .
وبرغم أن الخط الخلفي قد يبدو الأضعف نسبياً بين خطوطه الثلاث في ظل غيابات لعناصر بحجم المُقاتل مجيد بو قرة ، إلا أن وجود لاعبين نوعية بلكالام ، ومـهدي مصـطفى قد يبعث الطمأنينة في نفوس الأنصار .
وفي المقابل فإنه يملك على مستوى الخط الأمامي عناصر قادرة دائماً على صنع الفارق له ، واستغلال التفوق الذي يتولى القيام به وسط ميدانه (الذي تحدثنا عنه سابقاً ) على غرار إسلام سليماني والهلال سوداني ، وكذلك لامين عودية .
نجم الفريق | سفيان فيغولي

ستحمل هذه البطولة طابعاً خاصاً لسفيان فيغولي (23 عاما) المؤهل حديثاً للتمثيل الدولي ( منذ ثمانية أشهر بالتقريب) .
فاللاعب الذي قدم مستويات مميزة مع الخضر طيلة مشوار التصفيات سيكون مُطالباً بتقديم أوراق اعتماده الدولية في البطولة التي سيُشارك فيها للمرة الأولى خاصةً بعدما نال جائزة الكرة الذهبية الجزائرية للعام المنصرم ، وهو الأمر الذي سيضع على عاتقه بشكل خاص مسئوولية كبيرة لإثبات أحقيته في ذلك ، وإثبات أيضاً قدرته على الظهور بمردود لا يختلف عما يُقدمه في الليغا رفقة فريقه فالنسيا من أجل محو الصورة التي طالما عانى منها الأنصار عن لاعبيهم المحترفين .
الرمز | مهدي لحسن
عُرف التحاق مهدي صاحب الـ28 عاماً بالمنتخب الجزائري الكثير من المشاكل ورغم أنه تلقى أكثر من دعوة من قبل للانضمام لصفوف المنتخب الوطني من المدربان السابقان كاجال ، ورابح سعدان بنسخة أنجولا 2010 ، إلا أن الظروف المُحيطة بالمنتخب آنذاك والنفور النسبي الذي حدث من اللاعبين المغتربين ، أخر عملية انضمامه غاية ودية صربيا الشهيرة التي جرت في العاصمة بميدان 5 جويلية .
القائد المعروف بحسن أخلاق وتميز مردوده سيكون في تحدٍ مع النفس لتعريف أنصار القارة السمراء بل وجميع متابعي البطولة بنفسه ، خاصةً وأنه برغم ما يُقدمه من أداء فائق إلا أنه يبقى من الجنود المجهولة بالمنطقة العربية والأفريقية فهو لا يحظى بشهرة فيغولي ولا بودبوز لذلك فإن الكان ستكون أفضل بطاقة يُعرف بها ذاته .
الموهبة | الهلال سوداني
العربي هلال سوداني أحد أبرز محاور قلب الهجوم بتشكيلة المنتخب الجزائري ، يمتاز بعشقه للشباك وحاسته التهديفية العالية والتي جعلته هدافاً للجزائر بعام 2007/2008 ، وهو ما أهله للانتقال بغيماريش البرتغالي الناشط به حاليا .
ورغم أن خليلوزيتش لم يُظهر اهتماماً لافتاً بسوداني في ودية البافانا بافانا الآخيرة إلا أن ذلك قد يرجع إلى رغبته في عدم كشف أوراقه بسهولة لمنافسيه لا سيما وأن المباراة كانت مليئة بالجواسيس .
فالناخب الوطني يُعول كثيراً على مهاجمه في الظهور بأفضل حالاته بالبطولة ، وتوظيف أدائه وخبراته الاحترافية بالشكل الذي يخدم مصالح الخضر في منافسات البطولة التي ستكون خلالها الأهداف هي السلاح الأقوى للوصول إلى أفضل النتائج المُمكنة ..
التشكيل المتوقع
رايس مبولحي
مصباح , مهدي مصطفى , بكالام, مجاني
مهدي لحسن , لموشيه
سوداني , فيغولي , قادير
سليماني
