أحيت من جديد السؤال عن غابات وأنهار الجزيرة العربية
اكتشاف أشجار متحجرة عمرها 50 مليون سنة في صحراء الربع الخالي
جدة: محمود تراوري
أعلن عميد كلية الأرصاد والبيئة وزراعة المناطق الجافة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتور عطاالله أبو حسن العثور على مجموعة من الأشجار المتحجرة لنوع الصنوبر في بعض أجزاء صحراء الربع الخالي يرجع تاريخها إلى 50 مليون سنة طبقاً لتقديرات المتحف البريطاني (التاريخ الطبيعي بقسم الحفريات) بلندن. وجاء الاكتشاف الذي يدفع للمزيد من الدراسات التي تبحث في دراسة المناخ القديم للمملكة العربية السعودية من خلال تقديرات درجات الحرارة والأمطار والغطاء النباتي والعمر الجيولوجي للأشجار المتحجرة، على أيدي فريق علمي من شعبة الموارد الطبيعية المتجددة بقسم زراعة المناطق الجافة بالكلية قام بزيارة بعض أجزاء صحراء الربع الخالي لجمع عينات من أشجار الغابات المتحجرة. ويعمل حاليا الباحث منصور عطية المزروعي (طالب دكتوراه مبتعث إلى بريطانيا) على دراسة هذه المتحجرات لاستكمال تقدير العمر الجيولوجي وعمر الأشجار المتحجرة لبعض الأنواع الأخرى الموجودة في الموقع من ذوات الورق العريض والمختلطة مع أشجار الصنوبر المخروطية. طبقا لما ذكره الدكتور أبو حسن.
وقال المشرف على الفريق العلمي الدكتور سمير توفيق إن الفريق جمع عينات عشوائية ممثلة لكتل الأشجار المتحجرة والتي وجدت مدفونة بأعماق مختلفة ومتناثرة. وتم تقطيعها إلى أقراص وقطاعات وأجزاء من عدة مناطق، وترقيمها بنظام معين وكودي للدلالة على مكانها داخل الشجرة ومواقعها، وحفظت داخل أكياس من قماش التيل والكتان، حيث نقلت إلى معامل الكلية. وأرسل جزء منها إلى قسم الجيولوجيا بكلية علوم الأرض بجامعة الملك عبد العزيز بغرض عمل قطاعات بسمك أصغر وبأحجام ومقاسات معينة لإجراء الفحص الميكروسكوبي وكتابة تقرير عنها. كما أرسلت بعض من العينات للأشجار المتحجرة إلى متحف التاريخ الطبيعي التابع للمتحف البريطاني بالمملكة المتحدة لإجراء الدراسة والفحص المجهري عليها.
واستعان الفريق العلمي الذي ضم الفني محمد حسن معروف بمرشد يتمتع بمعرفة المنطقة وطرقاتها وهو محمد بن هادي آل رشيد، إضافة إلى استعانته بالخرائط الجيولوجية للمواقع المعدة من قبل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية.
وأظهرت النتائج الأولية والفحص المجهري على عينات الأخشاب المتحجرة فضلا عن التعرف على نوع الأشجار المتحجرة للعينات والقطاعات المأخوذة عشوائياً أن النسيج الخشبي يتكون من قصيبات والخشب سليكي وهو أمر شائع بالنسبة للأشجار والنباتات المتحجرة والتي تم تجهيز وتقطيع العينات بالسمك المحدد في وحدة قطع الصخور للكتل والجذع الشجري المتحجر المخروطي. كما تظهر القطاعات العرضية التشريحية للفحص المجهري وجود دلالات للتغيرات المناخية البيئية وعلى فترات زمنية مضطربة.
وأوضح الدكتور توفيق لـ "الوطن": أن الدراسة التفصيلية على هذه الأشجار ستعطي فكرة جيدة عن الظروف الجوية والمناخية والنباتية والحيوانية التي كانت سائدة في ذلك الوقت في هذه المنطقة. وهذه المعلومات والنتائج تتطلب التعاون المشترك من عدة جهات لمواصلة إجراء دراسات متتابعة في صحراء الربع الخالي وما يحتويه من ثروات. وتابع الدكتور توفيق: أن الحديث الشريف (لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً( يثير التساؤل مجددا عن هل كان الربع الخالي في يوم ما عبارة عن غابات وأنهار؟
|
 |
رد مع اقتباس
