.
.
.
بكل أبجديات العالم التي عرفتَ و لم تعرف
على كل الأوراق التي لم تخرج من رحم المطابع بعد
وعبر كل الأزمنة المنزاحة من عمري والمندلقة طوعاًً في كأس حياتك
أرويك اليوم من ظمأي لعلك تشعر مرةً كيف يكون احتساء اللاشيء
,
,
,
يا ساكناً في مدى عيني و مسترسلاً في احتلال الجسد
انفض عن وسادتك توجع الأرق واستبدله بمناجاة الألق
في كلُ نافذةٍ ستلمع لك وسط الظلماء أهازيجٌ ثكلى
تنبش في أحداقك بحثاً عن "رضيع"
تلك هي أنا
والحنان سواي
يجمع بيننا يتمُ واحد
ويبعثرنا ألف ملجأ
,
,
,
ياراحلا عني إليّ و في كفيك سجنُ لحريتي
لا تقايضني بما تملك ولا أملك!
عد إن جنحت بك المسارات أو ضيعتك في غاباتها الدروب
لي خيارُ في تصفيف الشوارع كلها أمامك ونحوي
عد إن خرجت عن طوعك تنهيدةُ حرى
خانتك رئتاك في استرجاعها وأفلحت هي في السير ظلاماً دون دليل
دموعك لا تسيل على ما يرام
والأنامل المسترسلة في تجفيفها ترتجي مصافحة أو عزاء
أملك من العذوبة ما يريحك من العذاب
شريطة أن يبقى الأفق شاهداً على أننا "كنــا"
,
,
,
لا تنظر خلفك إن عزمتَ على الرحيل
سأموت وقتها مرتين
فقط عدني أن تكون أول الباكين
وآخر الناسين
و أوفى من وارى ذرةً من تراب!
إن عدتَ قبل أن ينفذ الشوق كرصاص
و ينساب الوجد كما زيت
فسأفرش الأرض بخميلة من وعدِ يفي بالأمانات
وأرسل للآفاق برقية متلهفة تبشر المدى بوصولك
لأن قلبي لا ينسى أن النوارس المهاجرة
تحن دوماً إلى ملامسة جبين الشاطئ
رغم إغراء التناسي ورغم لجاجة البحر!
,
,
,
يا من يشاطرني الأسى...وأتاسى به في كل شيءٍ
حتى أن أكون "أنا" .."هو"!
يا أنتَ زد شموخاً أزدد عليك شحاً
وارتشف من حدقتيّ الحياة
فلا غيرها يرويك
وحاشا أن أرِد من غير معينك أبدا
هي الأيام شاهدي
والحكمة التي تروي عن الشن الذي وافق طبقه
والطير الذي وقع على شكله وطابقه
والقديم الذي نادم زماناً فلم يغنه عنه زمنُ لا قبله ولا بعده
وهكذا هو " وجودك" و " جودي"
امرأةُ تشجع وسط السباق فارساً من خيال
ورجلُ ينتظر على البحر حورية من لؤلؤ
ومابين الأمد والمدى
جفافٌ يشققك رغماً عني
لأن الظمأ أنا !
.
.
.
7-4-2006
الثالثة فجرا