باسم الإله الواحد الديان = ذاك الذي يعطي بلا نقصان
يهب الذكور لمن يشاء بعلمه = وكذا الإناث لحكمة الرحمن
والعقم ثوب يرتديه جميع من = أمر الإله عليه من إنسان
تلك الأمور جميعها من ربنا = فالخير كل الخير في الإيمان
هي قصة ونصيحة ممزوجة = بجواهر ولآلي وحسان
وحقيقة يدمى القلوب سماعها = وجراح أم نازف لكيان
حملتك أمك أشهرا في بطنها = ثم الرضاع تمامه الحولان
عاشت وفي أمل تربي إبنها = لم تدر ما يجري على الأكوان !
طلبا من الله الكريم هداية = لتقيه شر مكائد الشيطان
قال اسكتا يا والدي فإنني = أنا أحمد واليوم فك لساني
اليوم تعرف أن أسمك أحمد = بالأمس لم تك أنت في الحسبان
تنسى جمائل والديك وتعتلي = ونسيت ان العمر فيك ثواني
فالأصل أنت منية مقذوفة = جل الذي سماك با لإنسان
لم يرض نصح الأم إن جاءت له = بالنصح حتى زاد في العصيان
وأبوه فك عنانه مسترسلا = ظنا به أن قد أتى ببيان
فغدا وأغلق بابه في حجرة = قد لونت من سائر الألوان
إن شئت أسمعك الغناء وإن تشأ = أعطاك قبح مآثم البهتان
عبثوا به أقرانه في ظلمة = ورموا به لغياهب الشيطان
دخلت عليه الأم مثقلة الخطا = تسعى لترضى إبنها بحنان
دخلت وفي كمد تحدث نفسها = والدمع منها حار في الأجفان
ما بين ضرب مبرح ومؤثر = أودى بتلك الأم للغثيان
وأبوه ملقى في الفراش تراوحت = أوجاعه من علة الإدمان
سمع الصراخ ولم يكن في وسعه = غير السكوت لإبنه المتواني
جاءت إليه الأم تشكو إبنها = فبكى وناح وقال أين زماني ؟
يا أم أحمد عيل صبري والضنى = قد زراني في اليوم فوق ثمان
فغدا يجاريه الكلام لعله = قد يهتدى من خالق الأكوان
كن يابني مطيع امك لا تكن = أقصوصة تحكى على الأزمان
أنسيت أن الله أورد ذكرهم = دلت بتلك دلائل القرآن
والله أقرن بالعبادة حسنهم = فبسورة الإسراء خير بيان
والسنة العظمى أتت بفضائل = وحديثها يسموبكل معاني
ماتت عليه الأم وهي حزينة = وبريئة من إبنها المتواني
فأتي وأقبل بعد طول مغيبة = يبكي ويندب حظه ويعاني
قد فاته الأجر العظيم فيا ترى = كم من كثير باء بالخسران ؟؟
فمضى ليصلح ما تقادم عهده = فالوقت قال الآن فات أواني
شعر الأستاذ مكي حداد