لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مبادئ في تربية النشئ المسلم رقم 1

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية يحيى المشعل

    المنتديات الأدبية

    تاريخ التسجيل
    08 2012
    الدولة
    ويخنقني الموت إن غبت عن صامطة
    المشاركات
    4,750

    مبادئ في تربية النشئ المسلم رقم 1


    1 ـ أهمية التربية في الاسلام

    من الثابت علمياً ان الانسان يولد صفحة بيضاء، خالية من أي اتجاه أو تشكل للذات، وإنما يحمل الاستعداد لتلقي العلوم والمعارف وتكوين الشخصية والتشكل وفق خط سلوكي معين.
    لذا نجد القرآن الكريم يخاطب الانسان بهذه الحقيقة، ويذكِّره بنعمة العلم والتعليم والهداية.
    قال تعالى: { واللهُ أخرجكُم من بطونِ أُمهاتكُم لا تعلمونَ شيئاً وجعلَ لكمُ السمعَ والأبصارَ والأفئدةَ لعلكمْ تشكرونَ }. (النحل/78)
    ويترجم الامام علي (عليه السلام) هذه الحقيقة العلمية فيقول:
    (وإنّما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شيء قبلته)(1).
    شرح العلامة الحلي مراحل تكوُّن المعرفة لدى الطفل فقال: ( إعلم أن الله خلق النفس الانسانية في بداية فطرتها خالية من جميع العلوم بالضرورة، قابلة لها بالضرورة، وذلك مشاهد في حال الأطفال. ثم إنّ الله تعالى خلق للنفس آلات بها يحصل الادراك، وهي القوى الحساسة، فيحس الطفل في أوَّل ولادته، يحس لمس ما يدركه من الملموسات، ويميّز بواسطة الإدراك البصري على سبيل التدرج بين أبويه وغيرهما.
    وكذا يتدرج في الطعوم وباقي المحسوسات الى ادراك ما يتعلق بتلك الآلات، ثم يزداد فطنة فيدرك بواسطة إحساسه بالاُمور الجزئية الاُمور الكلية من المشاركة والمباينة، ويعقل الاُمور الكلية الضرورية بواسطة إدراك المحسوسات الجزئية، ثم إذا استكمل الاستدلال، وتفطن بمواضع الجدال، أدرك بواسطة العلوم الضرورية العلوم الكسبية، فظهر من هذا أن العلوم الكسبية فرع على العلوم الضرورية الكلية، والعلوم الضرورية الكلية فرع على المحسوسات الجزئية)(2).
    من هذا الشرح لمدلول الآية تتحدد نظرية المعرفة في الاسلام وكيفية تكوّنها لدى الانسان منذ نشأته الاولى، مؤصَّلة على قاعدة قرآنية.
    وعلى هذا الفهم، وتلك الاُسس العلمية لتلقي المعرفة وتكوُّن الشخصية تبتني النظرية التربوية في الاسلام، ويبدأ تكليف الأبوين في اعداد الطفل وتربيته وتعليمه.
    والتربية في مراحلها الاُولى هي مران وتدريب سلوكي عملي يتلقاه الطفل عن طريق الحس من أبويه فيكتسب منهما السلوك والأخلاق والعادات وطريقة التعامل.
    لذا فإن السلوك العائلي، ومحيط الاُسرة الثقافي يؤثران تأثيراً بالغاً في تكوين الشخصية واتجاهها المستقبلي.
    أما التعليم فهو تلقي العلوم والمعارف لتكوين عقلية الانسان وطريقة تفكيره وثقافته، وتشكيل صبغة الهوية الفكرية لشخصيته؛ لذا جاء في الحديث الشريف: (ما من مولود يولد إلاّ على هذه الفطرة، فأبواه يُهوّدانه ويُنصّرانه)(1).
    ولأهمية التربية في بناء الشخصية والسلامة النفسية من العقد والانحرافات وأثرها في سعادة الانسان وشقائه في مستقبل حياته وآخرته، ودورها الفاعل في حضارة المجتمع وتقدمه العلمي والتنموي أكّد الاسلام الاهتمام بالتربية وتوجيه الطفل والعناية الفائقة به سيّما في سنيّه الاُولى. فالتربية تؤثر على أمن المجتمع، وصحته ونظافة بيئته، وإنتاجه الاقتصادي، واستقراره السياسي وتقدمه العلمي والحضاري.
    فالطفل الذي ينشأ كسولاً مهملاً، لا يمكن أن يكون إنساناً منتجاً يعرف كيف يوظّف وقته وطاقته، ويطوِّر انتاجه وقدراته، أو يواصل تحصيله العلمي والخبروي.
    والطفل الذي ينشأ مشرداً متمرداً نتيجة لسوء تعامل الأبوين أو المدرسة أو السلطة من الصعب أن يكون إنساناً ملتزماً بالقانون، يحافظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي لبلده وأُمته.
    والطفل الذي يعيش في بيئة شاذة، أو يُربّى تربية منحطّة تترك تلك التربية تأثيرها في سلوكه فتجني عليه، وتصنع منه انساناً مجرماً معذَّباً في حياته وشقياً في آخرته.
    فقد أثبتت التجارب والاحصائيات العلمية التي أجراها الباحثون أثر التربية في تكوين الفرد والمجتمع فجاءت متطابقة مع تشخيص الرسالة الاسلامية ومقرراتها العلمية في التربية، نذكر منها:
    تقول معظم الدراسات التي اُجريت في العالَمين العربي والغربي بأن سني الطفولة الاُولى هي سني تكوين الشخصية الانسانية وتنمية المواهب الفردية؛ فالولد يكتسب من احتكاكه بمحيطه ردات فعل على المثيرات الخارجية بحيث تكتمل نصف ردات فعله الثابتة في حياته في السنوات الاُولى منها وبديهي أن يكون للقيم السلوكية الايجابية والسلبية السائدة في محيطه العائلي دور فعال ومؤثر في تكوّن طريقة تعامله مع الغير. وتثبت الأبحاث التربوية ايضاً أن تكوّن الصورة الذاتية لدى الطفل منذ حداثة سنه تؤثر في نظرته الى نفسه طيلة سني حياته. فإذا تكونت لديه صورة سلبية عن مقدرته ومكانته في عائلته بأن شعر نفسه مهملاً، دون دور معين في محيطه العائلي، لا يثير اهتمام أحد كأن وجوده أو عدمه سيّان؛ نمت لديه صورة قاتمة عن مكانته في المجتمع، ما تلبث ان تترجم بتصرّفات تؤدي الى اثبات الوجود عبر سياق تعويضي يتصف بالعنف أو بالمشاكسة أو بالانحراف. وبالعكس اذا وجد الرعاية والمحبة والعاطفة والتقدير والتشجيع بين افراد اسرته زهت صورته عن نفسه ونمت مقدراته ومواهبه وأصبح يشعر بإشراقة مضيئة تشعّ من شخصيته فتؤهله للقيام بدور فعال في حياته العائلية ومن ثم المدرسية والمهنية والاجتماعية.
    أثبت التقرير الذي وضعه كولمان نتيجة لأبحاثه التربوية المؤيّدة بالأبحاث التي قام بها المجلس الاستشاري المركزي للتربية في انكلترا أن خمسين بالمئة من ذكاء الأولاد البالغين السابعة عشرة من عمرهم يتكوّن بين فترة تكوّن الجنين وسن الرابعة. وأن خمسين بالمئة من المكاسب العلمية لدى البالغين ثمانية عشر عاماً تتكون ابتداءً من سن التاسعة. وان 33% من استعدادات الولد الذهنية والتصرفية والمقدامية والعاطفية يمكن التنبؤ بها في سن الثانية، وتصبح درجة التنبؤ 50% في سن الخامسة. وتضيف دراسة اُخرى أن نوعية اللغة التي يخاطب بها الأهل أولادهم تؤثر الى حدّ كبير في فهم هؤلاء وتمييزهم لمعاني الثواب والعقاب وللقيم السلوكية لديهم ولمفاهيمهم ودورهم وأخلاقيتهم
    ويعتبر الاسلام أن من أهم مكاسب الانسان في الدنيا أن يكون له ولد صالح، سويّ الشخصية والسلوك.
    فقد روي عن الرسول (صلى الله عليه وآله) قوله: (من سعادة الرجل الولد الصالح)(1).
    وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: (ميراث الله من عبده المؤمن الولد الصالح يستغفر له)



    قاتل الله الغياب ,, وكفى

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    سفريات فارس { مدونتي }



  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الشفق
    مجلس الإدارة

    أبومحمد
    تاريخ التسجيل
    01 2005
    المشاركات
    26,319

    رد: مبادئ في تربية النشئ المسلم رقم 1

    بحث قيم ورائع ومفيد
    أرى إن الخطوة الأولى نحو تربية سليمة وتنشئة صالحة هى حسن اختيار الزوج لزوجته
    ولذلك شدد النبي صلى الله عليه وسلم على الظفر بذات الدين ، فمن حقوق الطفل على والديه
    بأن يحضى بتربية صالحة يعود أثرها إيجابا على سلوكه وتصرفاته مستقبلا .
    وإني لأرى إن خير من يقوم بذلك أم صالحة دينة ذات خلق فاضل تغرس في أبنائها القيم والمبادئ قولا وفعلا
    كما إن هذه الأم الفاضلة ستكون زوجة صالحة مع زوجها فيسود الأسرة جوا مفعما بالروحانية
    والعلاقة الزوجية الطيبة التي يسودها الود والاحترام المتبادل فيهنأ كل أفراد الأسرة بجو أسري صحي
    بعيدا عن الخلافات والمشاحنات التي تأثر على نفسية الطفل وسلوكه .

    تحياتي وتقديري أخي فارس الكلمة

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: مبادئ في تربية النشئ المسلم رقم 1

    مرحبا


    أوّلا دعني أحيّيك لانتقائك هذا الموضوع القيّم ... ثمّ شكرا للأستاذ " الشفق " على لمسته


    الطيّبة ، فالأمّ أو المرأة الصالحة ركن رئيس في بناء نشئ سليم ...



    ثمّ أنّي أضيف إلى ذلك و حسب ما قرأت الوارد في هذا المقال أنّ التربية الصحيحة


    تقوم على مبادئ صحيحة متى ما ترسّخت لدى الأولياء زرعت في أبنائهم و الطفل يولد


    صفحة بيضاء كما أكدت ذلك النزعة التجريبية و كما ذكر في ديننا الحنيف على الفطرة


    فيتلقّى في بداياته ما يتلقّاه من أصول و أخلاق و سلوكيات من والديه و أسرته و تنمو


    شخصيته عن طريق المحاكاة ثم ّ ما يلبث أن يحدد أطرا لعالمه الخاص فنجده متمرّدا عاصيا


    إن لم تحطه الرعاية الصحيحة و العكس ... و للمجتمع دور كبير في التأثير أيضا و ذلك لا شك


    فيه فهو يصنع الفرد كعجينة يشكّلها و يخرجها ...


    لذلك وجب اتّباع أسس و أساليب متينة المبادئ و لنا في التربية النبوية الكثير من النماذج



    شكرا لك مرّة ثانية فارس الكلمة و عذرا لإطنابي و سنتابع موضوعك بشغف
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •