تجربة قيادة سريعة: رانج روفر 2013
بقدر ما يمكننا أن نعتبر أنَ رانج روفر الجديدة قد تغيَرت، وبقدر ما يمكننا أن نستفيض بالحديث عن المواصفات المتفوقة التي تتمتع بها، بقدر ما يمكننا أن نؤكد أنَ رانج روفر لم تتغير أبداً. فعلى الرغم من أنها أصبحت تعتمد على هيكل خفيف مصنوع من الألومنيوم، وعلى الرغم من أن إنقياديتها قد تحسَنت بنسبة هائلة، وعلى الرغم من أنني وخلال تجربة قيادتها وبسبب متطلبات التصوير إضطررت للقيادة بسرعاتٍ عالية على طرقات ملتوية وتحت الأمطار حين تمكنت السيارة من توفير أعلى مستويات التماسك، الأمر الذي جعلني أعتقد للحظات أنَ ما أقوده هو سيارة سيدان رياضية عالية الأداء وليس مركبة دفع رباعي متعددة الإستخدام كبيرة ذات مركز ثقل مرتفع، وعلى الرغم من كل هذه الـ 'على الرغم'، الا أنَ رانج روفر بجيلها الأحدث، والتي تشاهدون صورها هنا، لم تتغير أبداً بل بقيت وفية للقيم المحببة، تلك القيم التي جعلت من أجيال رانج روفر المتعاقبة أيقونات أكثر منها مجرد مركبات دفع رباعي فاخرة.
وعلى حد تعبير جيري ماكغفرن، رئيس قسم التصميم لدى لاند روفر، فإنه من الخطير أن تُغيَر الكثير من الأمور عندما توكل اليك مهمة تطوير جيل جديد من سيارة أسطورية كرانج روفر وذلك لأنك اذا أطلقت العنان لمخيلتك الى أقصى الحدود فإنك قد تقع في فخ فقدان الشخصية المحببة للسيارة، تلك الشخصية التي بُنيت على مدى عقود من الزمن. وفي المقابل، فإنه اذا ما بالغت بتحفظك معتمداً بشكلٍ كامل على تحسين طفيف لخطوط السيارة التصميمية تقع في فخ التكرار وعدم الإبتكار، وهذا ما لا يجب على سيارة من عيار رانج روفر أن تقع فيه.
ومن الخارج، تتميز رانج روڤر الجديدة بنفس المظهر الراقي والأنيق الذي لطالما سيطر على خطوط أجيال رانج روفر المتعاقبة، ولكن ضمن تجسيد عصري لطابع رانج روڤر التصميمي المبتكر. فبطول يبلغ خمسة أمتار تقريباً، تتميز رانج روڤر الجديدة بأنها أكثر مركبات رانج روڤر تطوراً من الناحية الأيروديناميكية على الإطلاق، مع نسبة جر لا تتعدى الـ 0.34 على مقياس نسبة أيروديناميكية الأجسام.
ويساهم هيكل المركبة الخفيف المصنوع من الألومينيوم في توفير العديد من التحسينات الجوهرية وترشيد استهلاك الوقود وبالتالي خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، كما ساهم برفع أداء السيارة بشكلٍ ملحوظ.
وميكانيكياً، يتوفر لرانج روفر الجديدة خيارات متعددة من محركات البنزين أو الديزل المتميزة بقوة عزم دورانها، والتي تتصل بعلبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب تمتاز بتعشيق سلس وسريع الإستجابة.
وبمناسبة الحديث عن المحركات، لا بد من الإشارة الى أنَ ما يتوفر منها في المنطقة هو محرك الثماني أسطوانات سعة 5.0 ليتر مع أو بدون شاحن هواء فائق (سوبر شارجر). ففيما يولد المحرك بنسخته ذات السحب العادي قوة 375 حصان على سرعة دوران محرك تبلغ 6500 د.د مقابل 510 نيوتن متر على سرعة دوران تبلغ 3500 د.د، يولد المحرك بفئته المزوَدة بشاحن هواء قوة 510 حصان على سرعة دوران تبلغ 6500 د.د مقابل عزم دوران أقصى يبلغ 625 نيوتن متر على سرعات دوران تتراوح بين 2500 و5500 د.د.
ومن الداخل، تحظى مقصورة رانج روفر الداخلية بمكانة خاصة، إذ أنها تمنح ركابها شعوراً بأنهم في مكان مميز لا يضاهيه أي مكان آخر، حيث يمتاز القسم الداخلي بطابعه العصري الأنيق، بحيث يتكامل هذا القسم مع روح تصاميم رانج روڤر المميزة، لكن ذلك لم يمنع من تطويره وتنفيذه بروحٍ معاصرة للغاية.
وتمتاز المقصورة بمحافظتها على الأشكال الهندسية القويَة المميزة، وهو ما يتم تعزيزه من خلال الأسطح الأنيقة التي تم توضيبها بشكلٍ مثالي بإستخدام أفخر أنواع الجلود والأخشاب.
وقد جرى توفير تصميم جديد وقوي للمقصورة يتضمن لوحة مفاتيح مركزية واسعة تمتد ضمن الكونسول الوسطي بين السائق والراكب الأمامي. وتمتاز لوحة المفاتيح بسطحها الجميل المنحوت من الخشب، والذي يظهر فوق الزخارف الداعمة ويجذب الإهتمام إلى الجودة الكاملة للمواد التي تم إستخدامها، علماً أنَ المصممين أولوا اهتماماً خاصاً براحة الجالسين في المقعد الخلفي، حيث توفر مقصورة رانج روڤر الجديدة مساحة أكبر للقدمين، فضلاً عن توفيرها لخيار المقعد الثنائي الخلفي المخصص للفئة التنفيذية، والذي يمكن تعديله بالكامل.
وتحفل رانج روڤر الجديدة بتقنيات ذكية تضمن استمتاع مستخدميها برحلات طويلة مريحة خالية من التوتر والإجهاد. وتشتمل أحدث المزايا المتاحة لمساعدة السائق وتعزيز الراحة والسلامة على النظام المتكيف والمُحَسَّن لتثبيت السرعة الذي يواصل العمل حتى عندما تنطلق المركبة بسرعة بطيئة أو تقف ثابتة في مكانها.
وتقوم رانج روفر الجديدة على جهاز تعليق متطور بأذرع طويلة وقصيرة (SLA) مع وصلات سفلية مزدوجة بنوابض هوائية، تخميد تكيفي وقضيب مقاوم للإنزلاق في الأمام مقابل جهاز تعليق متكامل الربط مع نوابض هوائية، تخميد تكيفي وقضيب مقاوم للإنزلاق في الخلف. أما المكابح، فتتألف من أسطوانات أمامية مهوأة قياس 380 ملم وأسطوانات خلفية مهوأة قياس 365 ملم.
وخلال تجربة القيادة التي قمنا بها بدايةً فوق الطرقات المعبدة ثم فوق المسارات الوعرة، بدا لي أنَ هيكل رانج روفر ونظام تعليقها قادران على الجمع بين الراحة العالية والقدرة على إجتياز العوائق التي صادفتنا على الطريق سواء ان كانت تتألف من صخور صلبة أو من رمال ناعمة، وبشكلٍ دفعني الى يقين كبير مفاده أن ما من شيء قادر على منع رانج روفر من خوض مغامرات مثيرة خارج الطرقات المعبدة.![]()