:::::::::::: عبقٌ ........... و شيءٌ من ألق ::::::::::::
( بعيدا عن الشعر .. قريبا منه
مجرد عبث يتخلل الموضوع )
.
.
.
.
.
.
لمّا أسلم سعد بن أبي وقّاص قالت له أمه : و الله لا آكل و لا أشرب و لا يظلّني سقف بيتٍ حتّى تكفر بمحمّد .
فقال : إسمعي يا أمّاه ... و الله لو كان لي مائة نفس فخرجت واحدة بعد واحدة لم أكفر بمحمّد .
و يحها !!
ما خبرت خبر المحبّة ؟؟
متى وقع السلوّ في حُبٍّ صادق ؟؟
عذل العواذل حول قلبي التائهِ ... و هوى الأحبّة منه في سودائِهِ
القلب أعلم يا عذول بدائِهِ ... و أحقُّ منك بجفنه و بمائِهِ
فومنّ أحب لأعصينّك في الهوى ... قسماً به و بحسنه و بهائِهِ
أأحبّه و أحب في ملامةً ... إنّ الملامةَ فيه من أعدائِهِ
لا تعذل المشتاق في أشواقه ... حتّى تكون حشاك في أحشائِهِ
::::::::::::::::::::::::
ذِكْرُ الوصالِ في زمانِ الهجرِ تلفْ ! خصوصاً إذا لم يكنْ للحبيبِ خلف !! .
قال ابن مسروق : كنتُ أمشي مع الجنيد * في بعضِ دروبِ بغداد ، فسمع منشداً يقول :
منازل كنت تهواها و تألفها ... أيّام أنتَ على الأيّامِ منصورُ
فبكى الجنيد بكاءاً شديداً و قال : ما أطيب منازل الألفة و الأنس ، و أوحش مقامات المخالفة ..
لا أزال أحنُّ إلى أوّل بدء إرادتي و جدّة سعيي .
يا ليلتيّ بذات الشيحِ و الضّالِ ... و منبت البانِ من نعمان عودا لي
و يا مرابع أطلالي بذي سلمٍ ... لهفي على ما مضى من عهدك الخالي
ما لي أُعلّلُ نفسي بالوقوفِ على ... منازلٍ أقفرت منكم و أطلالِ ؟
من لي بكتمانِ ما ألقاهُ من ألمٍ ... و ظاهري مُعربٌ عن باطنِ الحالِ
قالوا تشاغل عنّا و اصطفى بدلاً ... منّا و ذلك فعل الخائن السّالي
و كيف أشغل قلبي عن محبّتكم ... بغير ذكركم يا كل أشغالي
.. .. .. ..
* الجنيد : أحد العُبّاد الزهّاد .. عاصرَ السري السقطي ، و رابعة العدوية
::::::::::::::::::::::::
شجرةُ الصنوبر تُثمر في ثلاثين سنة ، و شجرة الدبا تصعدُ في أسبوعين
فتقولُ لشجرة الصنوبر .. : إنّ الطريق التي قطعتيها في ثلاثين سنة قد قطعتها في أسبوعين ، فيُقال لي شجرة ، و يُقال لكِ شجرة ..
فتُجيبها شجرة الصنوبر : مهلاً إلى أن تهبّ ريح الخريف !!
::::::::::::::::::::::::
يا معاشر المذنبين ..
إن كان يأجوج الطبع ، و مأجوج الهوى ، قد عاثوا في أرض قلوبكم ( فأعينوني بقوّةٍ أجعل بينكم و بينهم ردما ) .. إجمعوا لي عزائم قويّه تُشبه زبر الحديد ، و تفكّروا في خطاياكم لتثور صعداء الأسف ، فلا أحتاج أن أقول ( إنفخوا ) ، و شيّدوا بنيان العزائم بهجر المألوف ، ليستحجر البناء فنستغني أن نفرغ فيه قطرا ..
هكذا كان بناء الأولياء قبلكم ، فجاء الأعداء ( فما اسطاعوا أن يظهروه )
::::::::::::::::::::::::
إذا رأيت محبّاً و لم تدرِ لمن ؟
فضع يدكَ على نبضه ، و سمِّ كل من تظنّه المحبوب ، فإنّ النبض لا ينزعج إلا عند ذكره
( إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وَجِلَت قلوبهم )
::::::::::::::::::::::::
يا واقفاً في صلاته بجسده و القلب غائب ...
ما يصلح ما بذلته مهراً للجنّة فكيف ثمناً لها ؟
رأت فأرة جملاً فأعجبها فجرّت خطامه فتبعها فلمّا وصلَ إلى بابِ بيتها وقف و نادى بلسانِ الحال :
إمّا أن تتخذي داراً تليقُ بمحبوبك .. أو محبوباً يليقُ بدارك ..
خذ من هذه إشارة ..
" إمّا أن تُصلّي صلاةً تليقُ بمعبودكَ .. أو تتخذ معبوداً يليقُ بصلاتك "
::::::::::::::::::::::::
ما زلتُ أُعالج مسمار الهوى في قلبِ العاصي ، أميل به تارة إلى جانب التخويف ، و تارة إلى جانب التشويق ..
فلمّا ضعف الماسك بإزعاجي له إتّسع عليه المجال فجذبته ..
فقد أنفت لصبي اللعب من بيع جوهر العمر النفيس بصدفِ الهوى ، فشددت عليه في الحجر ليعلم بعد البلوغ
( أنّي لم أخنه بالغيب )
::::::::::::::::::::::::
واعجباً للمحبّ !!
يسترُ ذكر الحبيب بذكر المنازل و ما يخفى مقصوده على السامع ( أحد جبلٌ يحبّنا و نُحبّه )
ألا فاسقني كاسات دمعي و غنّني ... بذكر سُليمى و الربابِ و تنعمِ
و إيّاك و اسم العامريّة إنّني ... أغارُ عليها من فمِ المتكلّمِ
::::::::::::::::::::::::
و يحك !!
لو عرفتَ قدر نفسكَ ما أهنتها بالمعاصي ..
إنّما أبعدنا أبليس لأنّه لم يسجد لك ..
فالعجب منك .. كيف صالحته و هجرتنا ؟؟
رعى الله من نهوى و إن كان ما رعى ... حفظنا له الودّ القديم و ضيّعا !
و واصلت قوماً كنت أنهاك عنهمُ ... و حقّكَ ما أبقيت للصلح موضعا !!
::::::::::::::::::::::::
هذا حادي الرحيلِ قد استعجلكم ..
فالبدار .. البدار ..
وآأسفي سبق الصالحون فماذا شغلكم ؟ ( فستذكرون ما أقول لكم )
ما على حادي المطايا لو ترفّق ... ريثما أسكبُ دمعي ثم أعنق
يا فؤاداً كلّما قلتُ خبتْ ... نارهُ ألهبه الوجدُ فأحرق
ذلك العيش الذي فات به ... سائق الدهرِ فولّى ، أين يلحق ؟
زال إلا خطرةً من ذكره ... كاد إنساني لها بالدّمعِ يشرق
يلذعُ القلب إذا غنّى على ... فننٍ ، أو ناح قمريٌّ مطوّق
::::::::::::::::::::::::
كل ما سبق ..
مقتطفات من كتاب " المدهش " لابن الجوزي " بقليلٍ من التصرّف "