منذ وجد الانسان فوق هذه الأرض وهو في صراع دائم مستمر مع الحياة التي تغلبه تارة ويغلبها تارة أخري وهو في كل الحالتين يشعر انه في حاجة الي من يعينه وهو لابد ان يكون أقوي منه ليشد من أزره ويقوي من عزمه ويسانده في هذا الصراع ، والانسان لم يجد هذا المعين من البشر
فلجأ في زعمه الي القوي الأخري مثل الشمس والقمر والكواكب ونسي خالق الشمس والقمر فالتجأوا اليهم بالعبادة وتارة بالثناء خوفا وطمعا" فنهاهم الله عن ذلك فقال لهم (لاتسجدوا للشمس
ولا القمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون(37فصلت)وعبدوا الأصنام والأرواح
فأخبرهم انهم لا يستطيعون اجابتهم ولا يملكون لهم نفعا ولا ضرا (والذين تدعون من دونه مايملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم (13 فاطر)
وعندها لما علم الكفار ان أصنامهم لا تستطيع تحقيق رغباتهم ولا تسمع دعاءهم قالوا (مانعبدهم الا ليقربونا الله زلفي(2 الزمر) وما أفسد من هذا الزعم الباطل فالله قريب من عباده ليس في حاجة الي واسطة وليس بينه وبين عباده حجاب او حرس .
وقد علمنا ربنا سبحانه ان الأنسان يجب أن تكون غايته الله يتجه اليه ويسعي للوصول اليه عن طريق الكمال الذي يتحلي به حتي تسمو نفسه وتهذب مداركه يقول الله تعالي (ففروا الي الله أني لكم نذير مبين (50الذاريات) وفرار الانسان الي الله يكون بذكر الله والدعاء والتضرع اليه بما علمنا في كتابه وعلي ألسنة رسله وأنبيائه والهداة المصلحين ( ومن يعتصم بالله فقد هدي الي صراط مستقيم (101آل عمران )

بورك فيك أخيتي