ما للأحبة في الحياة تفرقوا = وتعمقوا في الهجر والإدبار
وتشاغلوا عن صحبهم بتعذر = وتفننوا في صيغة الأعذار
قد أبدعوا في كل قول رائع = في الحب يحكي قصة الأنصار
لكنهم لا يُتبِعُون بقولهم = فعلاً يُصدِّق روعة الأخبار
هل يا ترى ملكوا الحياة متاجراً = ومصانعاً في البر والأنهار
أم أنهم شغلوا بعلم وافر = يُنجي البرية من دجى الأخطار
أم أنهم قد سخروا أوقاتهم = لتلاوة القرآن والأذكار
أم يا ترى هذا الزواج غزاهم = حتى غدوا في ذلةٍ وصغار
لا يخرجون بإذنهم وحياتهم = مرهونةٌ بإشارة الإنذار
قد ضيَّعوا معنى الحياة بحبها = ويجعلها للبيع والأسعار
كم طلعة وزيارة كم رحلةٍ = وئدت على أعذارهم بنهار
كم من وعود للزيارة منهم = ضاعت مع الأيام والأعمار
ولعلها ستكون في قبري إذا = حلَّ الفراق بقدرة الجبَّار
هم يهجرون ويزعمون بأنهم = في الشوق مثل الواله المحتار
وإذا أتيت تزورهم في منزلٍ = ستعود في قهر من التكرار
(( لا يوجدون )) مقالة معروفةً = (( أو يوجدون)) بشرق غرب الدار
يا ويح قلباً قد تحطم صبره = حتى غدا في علةٍ وضرار
يشكو البلية من إخاءٍ غيرت = هذي الحياة زهوره بشَرَار
أتمرُ أيام الإجازة لا أرى = خلاً يعطر مجلس الزوّار
هذا النداء من الفؤاد بعثته = وكتبته في هدأة الأسحار
أملاه شوق للأحبة ثابت = في القلب رغم جفائهم لدياري
فلعل في قلب الأحبة موضعا = يصغي لمعنى الحب والتذكار
لكنَّ خوفي أن يلاقي شاعراً = يلقي عليه من اللظى والنار
فقصيدتي لا ترتقي أبياتها = للمالكين زعامة الأشعار
والنجم مهما كان في عليائه = لا يرتقي لمكانة الأقمار
شعر الأستاذ عبدالعزيز النجمي