هذه اولـى مشاركاتي بمنتداكم الزاخر بإبداعاتكم أيها الأخوة

وهي المشاركة التي ستكون بداية إنطلاق للعديد من المشاركات

والتي آمل أن تجد لديكم الرضا والإستحسان فتقبلوا تواجدي بينكم

مع خالص تقديري..عبدالله الجوي



(فاغي التي غدت مثلاً)



كان هناك مثل شائع يقول(فاغي وتحناً) يقال هذا المثل عندما يراد إمتداح الفتاة

الجميلة التي تزداد جمالاً إن تزينت. فــ(الفاغي) هو زهر شجرة الحناء ذو الرائحة

العطره و(تحناً) أي وضعت الحناء. ومعنى المثل أن فاغي جميلة وبلاشك

ستزداد جمالاً بوضعها الحناء فتلك الشجرة التي تنتج زهوراً في فصل من السنة

له رائحة زكية وتستخدم اوراقها للحناء قد جمعت خصلتان محببتان لدى النساء

فالحناء يجمل أكفهن والفاغي يضعنه تحت غطاء الرأس ليختزن شعرهن تلك الرائحه الزكية لأيام .

من هنا كان إرتباط هذا المثل بــ(فاغي المرأة) حيث أن فاغي هي الفتاة الجميلة

المشتق إسمها معناً من تلك الشجرة التي تمد النساء بما يجملهن ويعطرهن في آن

فلا ريب بعد ذلك أن كل فتاة جميلة هي فاغي إن وضعت الحناء لأنها

ستكون قد جمعت معنيان للجمال الحسن والعطر.

والفتاة والمرأة (فاغي) كانت لها قصة كتبتها صفحات الأيام

وتداولتها الألسن لسنين طويلة والمثل الذي شاع عنها ساهم في إنتشارها

حتى غدت قصة تحاكي عظمة النساء في منطقة جازان وحكمتهن منذ زمن بعيد ...

فهيا بنا لنتعرف على تلك القصة التي خلدها التاريخ عن (فاغي) ...

كانت فاغي قد قطعت يميناً على نفسها أن لاتضع الحناء

حتى يعود أخوها صالح الشاب ألذي غاب عن القبيلة منذ سنتين

وظل أهله وقبيلته يبحثون عنه طيلة هذه المدة وعجزوا ان يجدوه

فكان الأثر بالغاً على أهله وأقاربه حيث لازمت أمه الفراش

تعاني قسوة غيابه وحزن لذلك أبوه أشد الحزن لكنه كان قوياً

وصابراً وآملاً تماماً كما هو الحال عند فاغي التي طالما كانت تقول

( أخي لايزال حياً وسيعود يوماً) فقد كانت حريصة أن لايستجد جديد في حياتها

إلا بعودته فمن يتقدم لخطبتها تمانع وتؤجل ذلك إلى أن رأت كثرة من يتردد

على أبيها طالباً يدها فقررت أن يكون مهرها هو البحث عن أخيها والعودة به

أو المجىء بخبر يفيد عنه. ووضعت ذلك شرطاً ومهراً لزواجها لا تحيد عنه.

فذاع الخبر بين القبائل بأن فاغي الفتاة الجميلة التي طالما تسائل الناس كم سيكون مهرها؟

هي اليوم تضع شرطاً يزن عندها بقيمته مهرها فهي لاتريد ممن أرادها

سوى البحث عن أخيها فكان الشرط لايفرق ولايسثني أحداًفقيراً او غنياً

بل جعلهم على سواء في الفرصة للظفر بفاغي الفتاة الأصيلة الجميلة .

عندها هب فرسان القبائل للبحث عن صالح شقيق فاغي في كل إتجاه يقطعون

الفيافي وينزلون القرى ويصعدون الجبال تهون في أعينهم الصعاب وكل يأمل

أن يكون صاحب ذلك الفوز .

وبعد مرور أشهر جاء إلى والد فاغي رجل قال إن معه المهر والخبر عن صالح!!

ولأبيها الخياروأخبر بأنه قد بحث في كل مكان ووجد خبراً أكيداً يفيد بموت صالح

في ارض تبعد مسيرة شهر وقد دفن هناك وجاءا بمعيته إثنين قال إنهما وجداه

في طريق قد فارق الحياة فقاماعلى دفنه في الحال بذلك المكان فلما سمع منهم

والد فاغي هذا الخبر أجلسهم ثم دخل إلى إبنته فاغي التي كانت تستمع لحديث الرجل

من حجرتها فبادرت اباها بقولها: إنهم يكذبون وسا أكشف خبر كذبهم هذا!!

ارسل في طلب شخص يأخذ الرجل إلى خارج البيت ودعني

أسأل هذين اللذين أتى بهما فلما خرج الرجل من البيت

إقتربت فاغي من باب المجلس تسألهما قائلة:كيف كانت اوصافه؟

فوصفه أحدهما.فقالت: هل كان بجسده طعنة او أثر؟

فقال أحدهما:لا فقالت: هل اخبرتما أحداً بهذا بعد أن دفنتماه أو قبل ذلك؟

فقالا: لالم نخبر احداً . ثم أشارت لوالدها أن يلحق بها .

وقالت له: الآن سا أسأل الرجل وسيظهر لك إختلاف أقوالهم

وسيفضحهم الله فنادى والدها على الرجل فلما دخل قال له والد فاغي:

إن أخت صالح تريد أن تسألك من وراءالباب هذا فإستمع وأجبها

فقالت له: هل تعرف أخي من قبل فقال: لا ولكن وصفوه لي .

فقالت: ومن دلك على هذين الرجلين؟

فتلعثم وقال: رجل أخبرني أنهما دفنا رجل وجداه ميت على الطريق

فقالت: إن صاحبيك قد أخبرا بخلاف ذلك وقالا لم نخبر أحداً لئلا تُعرف

جريمتهما لقد قتلا أخي وهذا الرجل الذي سألته شريكهما!!

فنطق أحدهما: لا لا نحن لانعرف شىء عن أخيك و هذا الرجل

قد أغرانا بدراهمه ودفع لنا لنشهد زوراً ....


كونوا بالقرب سنكون هنا في الجزء الثاني

.aljawy