يعرف مكان الكمأة
إما بتشقق سطح الأرض
التي فوقها أو بتطاير الحشرات فوق الموقع.
و يوجد على سطح الكمأة تشققات تمتلئ عادة بالتراب
أنواع الكمأة:
توجد عدة أنواع من الكمأة ولا يكاد تختلف عن بعضها كثيراً سوى اختلاف بسيط في ألوانها
مثل :
الزبيدي """ ولونه يميل إلى البياض وحجمه كبير قد يصل إلى حجم البرتقالة الكبيرة أوالتفاحة وأحيانا أكبر من ذلك .
الخلاسي """ لونه أحمر وهو أصغر من الزبيدي .
الجبي """ لونه أسود إلى حمرة وهو صغير جداً .
الهوبر """ لونه أسود وداخله أبيض وهذا النوع يظهر قبل ظهور الكمأة الأصلية
وهو يدل على أن الكمأة ستظهر قريباً، ويعتبر هذا النوع أردأ أنواع الكمأة ونادراً ما يؤكل .
**
المحتويات الكيميائية للكمأة :
خلق الله تعالى هذا الكون بتناسق عجيب وركب مكوناته من مواد هي مسخرة بإذنه لبني آدم حيث
يحتوي كل نبات على عناصر معينة وفيتامينات ومعادن هي في تناسقها وكمياتها وتجانسها تشكل حكمة بالغة
وآية لأولي الألباب
بحيث تبين من تحليل الكمأة احتواؤها
على البروتين بنسبة 9%
والمواد النشوية بنسبة 13%
ودهون بنسبة 1%
لهذا فهو ذو مردود حراري متواضع
وتحتوي على معادن مشابهة لتلك التي يحتويها جسم الإنسان
مثل :
الفوسفور، والصوديوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم .
كما تحتوي على فيتامين ب، وهي غنية بهذا الفيتامين.
و تحتوي أيضاً على كمية من النيتروجين بجانب الكربون، والأكسجين، والهيدروجين .
وهذا ما يجعل تركيبها شبيهاً بتركيب اللحم .
كما أنه عندما تم تحليل الكمأة تبين أنها مصدر مهم للبروتينات من بين نباتات الصحراء
وأنها تتكون من :
77% ماء
23 % مواد مختلفة .. منها60 % هيدرات الكربون
7% دهون
4 % ألياف
18% مواد بروتينية
11% تبقى على هيئة رماد بعد الحرق،
وتم التعرف على سبعة عشر حمضاً من الأحماض الأمينية في بروتينيات الكمأة.
**
استخدام الكمأة في العلاج :
اختلفت طرق ووسائل العلاج بالكمأة كما اختلفت طرق ووسائل أكله
فكل بلد له فلسفة خاصة في أكله أو العلاج به
قال ابن القيم نقلاً عن الغافقي :
« ×× ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين إذا عجن به الإثمد واكتحل به، ويقوي أجفانها ويزيد الروح الباصرة قوة وحدة
ويدفع عنها نزول النوازل ×× »
أما المراد بماء الكمأة
فقد قال ابن الجوزي في المراد بكونها شفاء للعين
قولان:
أحدهما"""" : أنه ماؤها حقيقة إلا أن أصحاب هذا القول اتفقوا على أنه لا يستعمل صرفاً في العين لكن
اختلفوا كيف يصنع به على رأيين:
أحدهما:
أنه يخلط في الأدوية التي يكتحل بها قال ويصدق هذا أن بعض الأطباء قالوا أكل الكمأة يجلو البصر.
ثانيهما:
أن تؤخذ فتشق وتوضع على الجمر حتى يغلي ماؤها ثم يؤخذ الميل فيجعل في ذلك الشق وهو فاتر
فيكتحل بمائها لأن النار تلطفه وتذهب فضلاته الرديئة ويبقى النافع منه ولا يجعل الميل في مائها
وهي باردة يابسة فلا ينجع .
الثاني """" : أن المراد ماؤها الذي تنبت به فإنه أول مطر يقع في الأرض فتربي به الأكحال
فتكون الإضافة إضافة الكل لا إضافة جزء قال ابن القيم:
«وهذا أضعف الوجوه، قلت وفيما ادعاه ابن الجوزي من الاتفاق على أنها لا تستعمل صرفاً -
أي وحدها من غير إشراكها بغيرها من المواد .
وذكر الزرقاني أن المتوكل أمير المؤمنين رمد، ولم يزدد باستعمال الأدوية إلا رمداً فطلب من أحمد بن حنبل
إن كان يعرف حديثاً في ذلك، فذكر له أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين"
فأرسل المتوكل إلى طبيبه يوحنا بن ما سويه وطلب منه أن يستخرج له ماء الكمأة فأخذ
الكمأة فقشرها ثم سلقها فأنضجت أدنى النضج ثم شقها وأخرج ماءها بالميل فكحل به عين المتوكل
فبرأت في الدفعة الثانية فعجب ابن ماسويه وقال: اشهد أن صاحبكم كان حكيماً،
يعني النبي صلى الله عليه وسلم .
و تستعمل الكمأة لعلاج هشاشة الأظافر وسرعة تكسرها أو تقصفها، وتشقق الشفتين واضطراب الرؤية.
و لقد ثبت أيضاً أن ماء الكمأة
يمنع حدوث التليف في مرض التراخوما
وذلك عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف وعليه فإن الكمأة تستعمل على نطاق واسع
في علاج التراخوما في مراحلها المختلفة.
**
حكمة الله و إعجآزه
(سبحان الله) كلمة تدين بها الخلائق لخالقها..
ومن مما سبق يتضح لنا أمرين
الأول :
صدق ما أخبر به الحبيب المصطفى من كون الكمأة شفاءاً للعين وهذا يدل على
أن محمداً رسول من الله للعالمين لا ينطق عن الهوى ولا يتكلم بالخرافات ولا هو ساحر ولا مجنون.
الثاني :
البرهان الذي ثبت بهذا الخبر وهو العلاج بالكمأة وهو خبر ثبت صدقه وتحققت مصداقيته
في زمن العلم والبحث والتجربة..
وفي هذا آية ومعجزة للعالمين أنه كلام الخالق الذي أوحاه لنبيه
في زمن بعيد جدا ًحتى يستيقن الناس أن الدين الحق الذي أراده الله لخلقه
هو دين الإٍسلام فدعمه بهذه الأخبار والمعجزات.
فكان قوله هذا سبقاً علمياً وإعجازاً نبوياً..
تحدى فيه الأطباء والباحثين
قبل أن تتطور العلوم ويكتشف الناس هذه الحقائق في العصر الذي تباهى الناس فيه بالعلم وركنوا إليه
وليتهم جعلوا منه طريقاً إلى الإيمان بالله وبرسوله عليه الصلاة و السلام
*
دمتم بـ/ أنس يغمر كل دقائقكم
*