أسكنتُ حبك ...
شعر .. احمد صغير مباركي
قالت إليكَ قبيلَ الفجر عائدةٌ
فعدْ إلـيَّ إذاما آذنَ السَّحَرُ
أسْكنْتُ حبكَ في قلبي وفي نظري
فكيف يسلوكَ مني القلبُ والنظرُ
وكنتَ لي قمراً في الليل آنَسُهُ
والآن أسألُ ما ليلي وما القمرُ ؟
قد احتفظْتُ بما أرْسلْتَ من كتبٍ
وشاقني الشالُ مذْ أهْديْتَ والصورُ
وعطْركَ العذبُ لم أهْملْ زجاجتهُ
وفوق طاولتي من وحيكَ الزَهَرُ
هذيْ سبيليْ إلى لقياكَ ياقدَري
فهل إليكَ سبيلٌ أيها القَدَرُ
أكادُ ألْفظُ أنفاسي وأُرْجِعُها
كأنني ليلةٌ قمراءُ تحتضِرُ
إنْ كان يرضيكَ في شوقي وفي فِكَري
هذا العذابُ .. فِداكَ الشوقُ والفِكَرُ
أما علِمْتَ بأنَّ الشوق يعصِفُ بي
وأنَّ ناركَ " لاتبقي ولا تذَرُ "
أنا بحبكَ لاأقوى مكابَرةً
فكيف تقوى على حبيْ وتصْطبِرُ
فخذْ يديَّ الى خديكَ حسبهما
أيديْ السنين التي فيهنَّ أعتصِرُ
قالت.. وقالت ، فما كذَّبتها خَبَراً
وراحَ يأخذُني في وصلها الخَبَرُ
حبيبتي : لاتظني أننيْ بطَلٌ
فالحبُّ ليس لمن للخبْـزِ يفتقِرُ
ظَليْ بقصْركِ إنيْ في الحطام هنا
يدايَ صِفْرٌ وعيشي كلُّهُ كَدَرُ
لا تأمليْ فارسَ الإحلام سِيَري
خيْـليْ أنا نازِفٌوالسيفُ منكسِرُ
اليأسُ أطفأَ مشكاتي .. وأوْقَدَني
والحلْمُ يرفعُني .. منْ حيثُ أنحدِرُ
طريقنا مستحيلٌ .. يامعللتي
فدوننا البحرُ والبيداءُ والسفَرُ
وما يفيدُ الهوى إلَّـم نعِشْهُ معاً
وليس في وِسْعنا عذراً فنعتذِرُ
سأبْذُلُ البعدَ إيثاراً وتضحيةً
وأرْبِطُ الحبَّ في قلبي وأنتحِرُ