قال تعالى (لتجدنَّ أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا..)
وقال تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) )


في ذكرى الإنتفاضة


شعر .. أحمد صغير مباركي


قلبٌ على مسرى الرسول مُذابُ


ومن التألمِ حرقةٌ وعذابُ

ذبلتْ على أفواهنا صعقاتنا

وتقطِّـعتْ بمرادنا الأسبابُ

وهوتْ مآثرناالطوال فهل ترى

إلا خراباً يعتليهِ خـرابُ

لا الأرضُ أرضٌ حين نهرع فوقها

ممَّا يُراقُ ولا الترابُ ترابُ

بالأمس أشرقتِ الفتوح لعزنا

واليوم أين لعزنا (الخطَّـابُ) ؟

لم أدرِ والكلماتُ تخترق المدى

أنَّ الحروف تجفُّ وهيَ رِطابُ

لم أدرِ والضمأُ المريبُ يلفُّـني

أنَّ الذي فوق الرمالِ سرابُ

أيقنْتُ أني لامحالة هالكٌ

غصَصي أعاصيرٌ وكأسيَ صابُ

حتَّامَ تحترقُ النفوسُ تنهداً

ومن الردى تتكحَّـل الأهدابُ

ومشاعرٌ حرَّى يُأججها الأسى

ورؤىً يسابق طرفَها التسكابُ

آهٍ فلسطين الحبيبة إنَّ لي

قلباً بحبك نازفاً ينسابُ

جرحٌ على جرح (الخليل) بمهجتي

وهشيم (غزةَ) في العيون ضبابُ

والقدس ماللقدس تصرخُ من فمي

وبها تئنُّ مآذنٌ وقبابُ

تلك انتفاضاتي تــثـابُ عن المنى

والتضحياتُ عن الفداء تــثـابُ

ياقدس إنَّ على ترابك أنفساً

تفدي الترابَ وأنفساًترتابُ

وعلى صروحك أُمَّةٌ عربيَّةٌ

نُقِشتْ..ففيمَ يُنَقِبُ الأطنابُ

لا لن يُطوِّقني العدوُّ..سأمتطي

صهواتِ إيماني فكيف أَهابُ

هم أحرقوا الأقصى المبارك حولهُ

مسرى الهدى فتأَوَّهَ المحرابُ

هتكوا عفاف الطهر وهوَ منمَّقٌ

فالتاعَ جلبابٌ وناحَ نقابُ

قتلوا الطفولة في براءةِمهدها

كيما يشيب المرءُ وهوَ شبابُ

ولكلّ قصفٍ بكرةٌ وعشيَّـةٌ

للمعتدين ـ وجيْئةٌوذهابُ

لاتفصِحُ الكلماتُ سوءَ صنيعهم

وعن البشاعةِ يعجزُ الإعرابُ

القتل والإجرام زعْمُ سلامهم

وبسلْمهم يتجسَّدُ الإرهابُ

فمِن الدماءِ على الصدور تخضُّبٌ

وعلى الكفوفِ من الدموع خضابُ

أوَّاهُ يا أمَّاهُ كيف بموطني

أُنفى ويفنى الأهلُ والأحبابُ

الآن مدي لي يديكِ فإننا

قدضاقَ متَّـسعٌ بنا ورحابُ

تغشى محيَّـاها الشجيَّ كآبةٌ

وتفور في زفراتها الأعصابُ

صرخاتها تدوي المصابَ وصمتها

والصمتُ في بعض الأمور مصابُ

كم يا (صلاح َ الدين) في نبراتها

تصِلُ الوجودَ ولاتَ ثَمَّ تُجابُ