مرت اسوق الاسهم العربيه والخليجيه في مقدمتها السعودية منذ بداية العام بظروف غريبة جدا لم يسبق لها مثيل, فمن صعود كبير جدا في السعوديه الى هبوط عمودي ومفاجئ جدا بتذبذب عالي تجاوز 6500 نقطة الامر الذي أثار الاستغراب في سوق يصعد من 16000 نقطة الى 21000 في شهرين ثم هبوط الى 14000 في اقل من شهر دون اوامر طلبات على معظم الاسهم بما فيها الاسهم القيادية والاستثمارية, الامر الذي دفع الكثيرين للشعور بأن السوق السعودي انتهى تماما وباتت طفرتة في عداد الموتى وترحم المتعاملين في السوق على الايام الخوالي التي كان يصعد فيها المؤشر دون هوادة محققا ارباحا خيالية للجميع خبراء ومبتدئين.

ويبقى السؤال المهم هل انتهت طفرة الاسهم السعودية بالفعل؟ ام ما حصل كان مجرد عاصفة عابرة وستعود المياة الى مجاريها؟

تتعدد الاراء في الاجابة على التساؤلات فالدكتور عمر با قعر يؤكد بأن السوق لايزال امامة هبوط قوي الى حدود11000 نقطة وهو قاع السوق وهناك خبراء اخرين متشائمين من السوق مثل عمار شطا وبشر بخيت الذي يؤكد دائما ان اسعار الاسهم لا تزال متضخمة جدا ولا يزال للهبوط بقية في المقابل هناك خبراء اخرين متفائلين جدا من السوق مثل الدكتور علي الدقاق والدكتور ياسين جفري والاخ محمد الشميمري واخرين

ومع احترامي الشديد لجميع الاراء الى انني اعتقد اننا يجب ان نتفائل بحذر شديد فحركة السوق شديدة التعقيد والحساسية في الفترة القادمة خصوصا بعد الصعود السريع والهبوط الاسرع الذي اضاع ما يقارب من 70% من اسعار بعض الاسهم وما صاحب ذلك من قرارات عديدة لهيئة سوق المال منها تحديد التذبذب ب 5% فقط والغاء التعامل في اجزاء الريال ثم التراجع عن هذة القرارات وايقاف بعض المضاربين المتعاملين في الاسهم والاعلان عن الاسهم المتلاعب فيها دون اعلان اسماء المتلاعبين, ثم اعلانات السماح لدخول المقيمين وتجزئة الاسهم بقرار المجلس الاقتصادي الاعلى. كل هذة الامور وغيرها رسمت واقعا جديدا لسوق الاسهم سيلقي بظلالة على المستقبل لهذة السوق الواعدة عالميا والتي تعد الاولى على مستوى الشرق الاوسط والاولى على مستوى العالم من حيث سرعة النمو.

وفي اعتقادي ان المستقبل مشرق باذن اللة فكل المقومات التي ساهمت في ارتفاع وتقوية سوق الاسهم لا تزال قائمة فالبترول يتوقع لاسعارة الصعود المتواصل وبالتالي السيولة النقدية ستستمر في الارتفاع بالاضافة الى الاستقرار الامني والسياسي الذي تتمتع بة المملكة وللة الحمد فضلا عن صعوبة الدخول في مجالات تجارية لتعقيد الاجراءات وصعوبة الدخول في مجالات صناعية لارتفاع التكلفة وعدم وجود مساحات كافية في المدن الصناعية الرئيسية لانشاء مصانع جديدة وارتفاع اسعار العقار الذي اصبح سوقا للنخبة ولا مجال فية لصغار المستثمرين, لذلك يبقى سوق الاسهم هو الوعاء الاستثماري الامثل لشريحة كبيرة جدا من المستثمرين سواء مواطنين او مقيمين.

والسوق السعودي يملك مقومات عديدة للنجاح المستقبلي منها وجود شركات عملاقة تعد من اكبر واقوى مئة شركة على مستوى العالم من حيث القيمة السوقية مثل سابك والاتصالات والراجحي وسامبا والكهرباء وصافولا, وكذلك يملك شركات واعدة يتوقع لها ربحية مستقبلية عالية جدا منها على سبيل المثال بنك البلاد واتحاد الاتصالات والتعاونية للتأمين وينساب وسدافكو وعسير والمراعي والتصنيع والمجموعة السعودية وغيرها بالاضافة الى طرح ما يقارب 40 شركة للاكتتاب العام منها على سبيل المثال البنك الاهلي وبنك التنمية الاسلامي وشركة الالياف وشركة التعدين وشركة المواصلات والعالمية للبتروكيمائيات وشركة النقل والشركة السعودية للابحاث والنشر وشركة مرافق وشركة الاسمنت الابيض وشركة اعمار السعودية وغيرها. وبالاضافة الى ذلك ستقوم عدة شركات قائمة بالاندماج مع شركات اخرى او تغيير نشاطها مثل شركة جازان الزراعية التي ستصبح جازان للتنمية وشركة القصيم الزراعية التي ستصبح القصيم للتنمية القابضة وغيرها وبالتالي ستتغير انشطة هذة الشركات وتزيد ربحيتها باذن اللة الامر الذي سينعكس ايجابا على اسعار اسهمها. كما ان هناك شركات اخرى ستقوم برفع رأس مالها بهدف التوسع وزيادة الربحية مثل الاتصالات السعودية والشركة العقارية وشركة مكة وبنوك الجزيرة والاستثمار والهولندي والبريطاني والعربي وشركة صافولا العملاقة وسيسكو والمجموعة السعودية والاحساء للتنمية وشركة زجاج والعقارية والتعمير والسيارات والبحري وطيبة واسمنتات اليمامة والجنوبية والشرقية وغيرها.

كل هذة التغيرات ستعطي السوق السعودي دون شك زخما كبيرا جدا خصوصا بعد شعور المتعاملين بالامان لان سوقهم يلقى اهتماما مباشرا من الدولة ومقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبداللة بن عبدالعزيز حفظة اللة والذي يعد بحد ذاتة محفزا قويا للاقتصاد السعودي ككل الذي حقق في عهدة مكتسبات كبيرة منها الفائض الكبير المتوقع لهذا العام 2006 بالاضافة الى الموازنة التنموية العظيمة التي اعلنت كأكبر موازنة تشهدها المملكة في تاريخها فضلا عن الانضمام الى منظمة التجارة العالمية والتحالفات العظيمة مع الشرق الواعد والقوي.

خلاصة القول ان السوق متجه الى 25000 نقطة بأذن اللة عبر الاسهم القيادية التي زادت ارباحها وتعتبر مكرراتها الربحية جيدة واسعارها معقولة حاليا الامر الذي يتيح نمو مستقبلي قوي لاسعارها خاصة بعد التجزئة ودخول المستثمر الاجنبي. وعلى الرغم من وجود موجات من جني الارباح خلال رحلة المؤشر الى هدفة الى انني لا اتوقع انهيارات بأذن اللة بسبب انشاء صندوق التوازن الوطني للسوق والذي تشير بعض المصادر بأن راس مالة يتجاوز 50 مليار ريال سعودي وهو مبلغ كبير جدا.

واخيرا اشير الى ان الحذر دائما مطلوب خاصة من اسهم الخشاش ذات المكررات المرتفعة وذات الربح المنخفض كما ان التهور ودخول السوق بكل الثروة امر ممكن ان يسبب مشكلة لا تحمد عقباها للمستثمر لا قدر اللة.




ماجستير الادارة والاقتصاد