مددت يدي إلى أرجاء روحي أجسّ نبضها المرهق فردّتني قائلة :لا زلت على قيد الوجع ..
مددت يدي إلى أرجاء روحي أجسّ نبضها المرهق فردّتني قائلة :لا زلت على قيد الوجع ..
ضاعت يا قلب أمانيناغاب ما كان بالأمس يجمعنايضحكنا حينا و حينا يبكيناأين الذين كانوا للروح توأمهاأين الأهل و الرفقة أين المحبّوناَضاعت يا قلب أمانينارفقا يا هجر فما عاد الدمع يكفينامهلا يا غياب فالروح مرهقةلملم أشلاءك و اهجر بواديناألا يا فرحة العمر هلّي عليناو باللقيا أمطريناعجّل يا طير المراسيل و انثر وروداللذين فارقوا حواريناخبّرهم يا طير أنّا اشتقناو بات الفراق يضنينا
أراني أرقص على موائد الوجع .. أختفي عن العيون ليلا لئلّا يفضحني دمع الروح
كبائعة ورد متجوّلة تنهال الهواجس زائرة شوارع قلبي المرهق
تبيعني بعضا من همسها المثخن بالوجع
تعدني بباقة من رحيل آخر
ثمّ تهجرني مخلّفة عبق ذكرى و صور ...
ألمح طيفها تلك الصغيرة .. ها هو يقترب
يرمقني بنظرات حائرة
يدنو ثمّ ما يلبث أن يغيب
لم أفهم سرّ تلك الملامح الباهتة
فقط أدركت أنّي كنت أتوهّم
هكذا خيّل لي حين نمت و أنا أقرأ بعض القصص الليلية
أشعر بانهيار قريب سيحدث ...ربّما يفاجئني عند هطول الصباح
يا رب لطفك
ها هو أيار قد أقبل باسم المحيّا .. و لا زلت وحدي أراقص زخّات المطر و يغمرني حلم جميل كالثلج بياضا .. أرقب هطولك على أنفاسي بين الشجر المعانق آمالنا فهل تراك تصغي لهمسي أم سيبقى أيّار باسما إلى حين ليرحل ..
انسكبت آخر زجاجات العطر المتبقيّة لديّ
و تآهت روائحها في الأفق معانقة عبث النسيم
كأنّما انتحرت من فرقاك هاتيك العطور
و انتحر معها عبق الذكرى الوحيد
فقد تمزّق الحلم على مرأى رحيلك
و اندثرت معه لقيانا ذات أيّار حزين
هنآك حيث تتسلّل بعض من خيوط الاشتياقأسترجع و فنجان قهوتي صورآ تائهة في الذاكرةأرتشف عبق اللقيآ و أرقب هطول طيفك كمطر أيّارأكاد أسمع همسك بين طيّآت الورق أماميتحادثني عنك الحروف المبعثرة هنآ و هنآكو فجآة غابت هاتيك الوشوشاتلم يبق في الأرجاء غير عبق القهوة و بعض منّيكآن مجرّد حلم ...
طال الغيابو أرّقني السهرجفّت مدامعيو الروح اعتراها الوهنفمتى يعود الأحبّة ...
....
همس غريب في أرجاء روحي يقتربأنين ..وجعبكآءتتدفّق إلى رأسي وشوشاتهواجس لعينة تلهو بيضاق بيَ الأفقأتراه الرحيل اقترب
ميلاد الياسمين " إهداء لروح رفيقٍ لي بغزّة "
اقترب موعد الرحيل يا نيسان و موسم الأزاهير
على وشك الذبول .....
و ها هي أزقّة مدينتنا تعلن قدوم ليل جديد يطفئ قناديل الصباح
لتنير في الدروب أجنحة الحباحب و تشدو نسمات المساء
ألحانها الحبلى بعبق الشوق النابت في أعالي الذكريات
ها قد حل عام آخر يا رفيق الروح ، عام كأنما لم تمض على لقياك
لحظات .... وميض ضحكاتك المشرقة يداعب وجنتي في خجل العذارى
اليوم ميلادنا يا حبيبي ، ميلاد الروح ، ميلاد الهوى
ميلادك المحلّى بنبض القلب الصارخ عشقا
ميلاد الورود ، ياسمين الشام و جوري و زنبقات من حي فلسطين
تحيي الجزائر في ألق ، كأنما تصافحني يداك و تضمني
أنفاسك يا رفيقي
فليعلن التاريخ ذكراك المشرقة من جديد
في يوم سعدك ، يوم ميلادك الزاهر بالحب
و ابتسم لتنتعش روح الياسمين و تغنيك شوارع غزة
معزوفة الهوى المعانق في شوق سماء جزائري
أحبك
يشبهه حدّ التمرّد على النبضات .. يسكن الأوردة بعمق و يتعطّر بعبقه الغارق في الرحيل .. لم يعد هنا لكنها ما زالت تتمسّك بمجاذيف شوقه على عتبات سفينة أخرى .. أرست حبال الوداد فكانت تذبح روحا من دون أن تدري ...
أرتدي ضياء القمر و في جوفي عتمة يخشاها الليل ..
كأنّما الأسى لي حبيب
و الوحدة مؤنسي في زمن الرحيل
لا زلت أرسم ابتسامة طيف ساخر
و أكتحل بدمعيَ اليتيم ...
يلتحفني البرد فيرتجف أياّر معلنا سقوط آخر أوراقه
و ينبت في أعماق الروح خريف بنكهة التفاح العفن
ليمون أخضر تتراقص روائحه في أفق التلال المنتحبة ...
عبثا ها هي تتهاوى ليغلب لونٌ رماديّ أرجاء المدينة الثكلى
صرخات .. عويل و بعض من وجع مهترئ
باتت تلك المسرحية المألوفة في يوميّات قلب منتفض
و المشهد اليومَ على غير عادته متّشح بالبياض
مهلا .. ليس أملا ذاك بل شبح حزنٍ آخر يقترب
يعاندني قلميو تفرّ الحروفتنفر من بين أناملي الكلماتو يباغتني صمت رهيبهمس بين ثنايا الأوراق يكاد يختفييسكنني غضب .. ثورة أنفاسشوق و هوىحزن ..رحيلاغتراب حتى في عزّ الحضورترانيم بلون العذابلست أجيد رسمهافقط تغمرني فوضى حواسترتمي في جنبات الروحتلقي بظلها الثقيل ذاكو تنهشني التساؤلاتغموض .. حيرةو بعضٌ مني ينتفضأطلق حريتياصدح و غرّد يا قلبيلا تلجم النبضو املآ فضاءاتي صراخاثمّ إن شئت تمرّد
لم يزل همسه مؤنس وحدتي في ليالي أيار الباردةفمتى ينتهي درب الانتظار الطويل ليكتمل اللقاء ...
يعدني الفجر بانتشار رائحة الأمل
يلوح لي في الأفق طيف ابتسامة هاربة من صفحات الألم
و هنآك حيث توشك الجراح على الرحيل يضحك الياسمين
فهل سيولد جنين اللقيا ؟؟ أم أني سألتحف وحدتي و أمضغ دمع الأنين
يستوطنني جوعٌ نهِم ... روحي تطالبني بوجبة حريّة تعتقني منك ...
رسائل من محابر الحب
كتلك الروح الملتصقة بورق أصفرممزوجة بعنفوان ريح هوجاءمعانقة أفق الشوق حدّ التمردتصلني رسائلك يا سيديأقف لبرهة و أنا أتجوّل بين الحرف و الحرفأرتشف عطر الجاردينيا يفوح بين الجنباتأقلّب النظر بين الكلماتثم أتنهد هنيهة ... و أسترجع ما تبقى لي من زفرات ..ترهقني نبضاتك المخبّأة ها هناو يشدّني الحنين لأعانق طيفا راحلا عبر بدايات الزمانربّما لا أبالغ حين أعتقدني مجنونة بكأتعلّق بخيط من أمل رفيعحتى و إن كان نزرا من بقايا حبرك الملطّخ دون قصدنهايات الرسائلدعنا لا نسهب في الحديثو انظر إلى هاتيك العيون المتيّمة بكاسألها أن تخبرك عنيفالكلمات قد فرّت من على الصفحاتحاولت مرارا و تكرارا أن أفهم سرّ ذاك الهروبلكن عبثا ... ففي الحب تقال آلاف الكلماتو وحده الصمت الموحي يرسم دربا في عزّ البرودة المفاجئةلن تنفد محابر أشواقي إليكو لن يتوقّف نزف الوريد الممتزج باسمكسأتفنن في تلوين صوركو سأطيل النظر إلى تفاصيلك الصغيرةفملامحك تمدّني بحياة آخرىلا زوردية هي أحلاميخرافية ربّمامجنونةتراودها أناملك الرقيقة حين تحنو على القلمفتبتسم طواعية و تسلّمك ذاتهاعذرية الهوىليلكية الأوصالخزامية ...هكذا كانت رسالتك الأخيرة
رسالة أخرى من محابر الحب
أيّ شحوب ذاك المعتلي وجهك اليوم
أتراه البعد قد أجهض جنين الشوق
أم أنّ رسائل الهوى انتحرت على عتبات الانتظار
...
ها أنت تنتفض كطيرٍ مذبوح
و تنزف آخر لحظات الحنين
تقلّب النظر في أرجاء المكان
و تستجدي أطيافا راحلة ...
لم أعهدك مستسلما يا رفيقي
أكره ذاك الذبول في عينيك
اطرد عنك شبح الحزن و ابتسم
دعني أسترجع في رحاب أحضانك أملي
تمرّد على واقعك المجنون ذاك
اصرخ بعالي الصوت
مزّق أوردة الكآبة بمشرط السعادة
و ترنّم بالحياة ...