أنتِ اللآليءُ كلّها
من ذي سواكِ أجلّها

أنتِ النعيمُ وأنتِ لي
فرحُ الحياةِ وأنسها

سألَ العواذلُ عن هواْ
يَ وللأناسِ حديثها

قالوا أما في الغيدِ عنْ
ها شاغلٌ ينسيكها

يُنسيكَ منْ ألمِ الجروْ
حِ صبابةً تشقى بها

وينيرُ دربكَ بعدما
غابَ المنيرُ بفقدها

ويعيدُ فرحةَ قلبكَ الْ
مشتاقِ حتى صوتها

تلكَ الفتاةُ أما لقيْ
تَ ببعدها سلوانها

فلتصمتوا يا عاذليْ
يَ فما علمتمْ قدرها

لو أنَّ جنّةَ مهجتي
في بعدها ما شئتها

أو أنَّ ناري أن أكوْ
نَ خليلها لطلبتها

ريمٌ تفيضُ محاسناً
أحلى السماتِ تروقها

خُلق الجمالُ لأجلها
فالحسنُ ملكُ يمينها

لو أنّها ابتسمت لشعْ
عَ البرقُ من أسنانها

شربت زلالَ الماءِ فانْ
فضحَ الشرابُ بنحرها

الشهدُ والعسلُ اللذيْ
ذُ مذاقهُ بشفاهها

اللهُ حرّمَ خمرتي
والحلُّ لي في ريقها

ولئنْ رأيتُ الوردَ فالْ
وردُ احتمى في خدّها

ولئن شممتُ العطرَ إنْ
ني ساكنٌ في ثغرها

نبعُ الحياةِ رويتُ قلْ
باً ضامئاً من نبعها

بدرُ البدورُ أعيشُ لي
لي هائماً في نورها

إن أرتئي البدرَ المضيْ
ءَ فضوءهُ من ضوئها

حتى وإن غابتْ أبي
تُ مسامراً لطيوفها

هبّ النسيم بليلتي
إذْ أفردتْ منديلها

تجري النجومُ لها كما
تجري الشموس بطوعها

فجمالُ غيركِ إن علا
ساوى قلامةَ ظفرها

يكفيهِ فخراً أن يما
ثلَ ذرّةً من حسنها

زعمَ العواذلُ أنَّ عمْ
ري ضائعٌ في عشقها

وبأنني سأتوهُ في
ولهي وفي إعصارها

وبأنَّ خلقَ أميرتي
شيءٌ علاهُ سفالها
ِ
زعموا بأنَّ حبيبتي
مفتونةٌ في لهوها

كذبوا وربُّ البيتِ يع
لمُ طهرها وعفافها

ويرى بأنَّ مليكتي
أمُّ الفضائلِ كلّها

شرفٌ تعبّدها فكاْ
نَ قلادةً في عنقها

نام الأناسُ فأيقظتْ
في ليلها مصباحها

ملأت ظلامِ الليلِ أذْ
كاراً ملاهُ دعائها

تخطو على حبل العفاْ
فِ دلائلٌ لصلاتها

لو يُجمعون بكفّةٍ
مالت بهم أخلاقها

ما ضرّها ما ضرّها
لو قابلت محبوبها

نُطفي جحيمَ بعادنا
تشتاقني أشتاقها

حتى تزولَ غمائمٌ
ضرّي رأت وتضرّها

اللهُ يعلمُ أنّها
هي وحدها هي وحدها

وهي المكارمُ والهوى
وهي الوفاءُ دليلها

وهي العيونُ ومهجتي
وهي التي أحببتها

أمست لجرحي بلسماً
وأنا الدواءُ لجرحها

لن أنتهي عنها ولن
أرمي غليظ عهودها

ولئنْ تكن أقدار دهْ
ري بعدها لنسختها

وجعلت مكتوبي لقاْ
ءَ حبيبتي ونوالها

لا تحسبوا أنَّ الزماْ
نَ غداً يجودُ بمثلها


محمد فقيهي ..