بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكرمنا ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم خير البرية أجمعين وإمام المتقين أرسله ربه رحمة للعالمين وأخرج به الناس من الظلمات إلى النور ,من الشقاوة إلى السعادة والسرور وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا أما بعد :
إخوتي في الله : إن القلب ليحزن وإن دمع العين ليذرف أسفا على ما بلغنا من أحداث عظيمة وأمور جسيمة حيث مس أصحاب الكفر جناب نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ورموه بما هو منه بريء واستهزؤوا به وبما جاء به أيما استهزاء في رسومات آثمة نثرتها صحفهم المسيئة على الملأ والعيان لذا كان لزاما علينا نحن أبناء الإسلام وأتباع النبي المصطفى والحبيب المجتبى أن ننصر نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ودينه وسنته وشريعته المطهرة قال تعالى ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم )
أيتها الإخوة : إن نصرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم عبادة نتقرب بها إلى الله جل وعلا وعمل صالح نرجو ثوابه من الله تعالى .
إن نصرته صلى الله عليه وسلم تكون ببيان مكانته والدفاع عنه وتوقيره وتعزيره واحترامه وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر .
بأبي هو وأمي إنه أفضل الخلق وأكرمهم على الله وهو أفضل الأنبياء والمرسلين على الإطلاق وهو سيد ولد آدم كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) كرمه ربه أيما تكريم وفضله أتم تفضيل هدى الله به البشرية وأخرجهم من الظلمات إلى النور ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ويكفيه شرفا أن جعل الله الشهادة برسالته في أول ركن من أركان الإسلام ، شرفه ربه وحماه وحرسه وأعلى منزلته ومكانته فمكانته لن تنال وجنابه صلى الله عليه وسلم مصان من ربه قال تعالى : ( إنا كفيناك المستهزئين ) وقال تعالى : ( والله يعصمك من الناس )
وقال تعالى : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ولقد أوذي صلى الله عليه وسلم في حياته فما انتصر لنفسه قط بل كان يعفو ويصفح ويقابل الإساءة بالإحسان أدبه ربه فأحسن تأديبه ، وإن جنابه عال وإن حقه صلى الله عليه وسلم عظيم وإن مكانته سامية ومنزلته عليا ولن ينال منه أحد مهما كان .
والحمد لله فرب ضارة نافعة فلقد سمعنا ورأينا من نصرة المسلمين لنبيهم صلى الله عليه وسلم ما يثلج الصدر ويبهج الخاطر مما يدل دلالة واضحة على أن أمة الإسلام بخير وأن في المسلمين غيرة وتماسك واتحاد وقوة في الرد على أعداء الإسلام .
والحمد لله أن كان لأهل هذه البلاد المباركة مهد رسالته ومولده ونشأته وسنته حكاما ومحكومين كان لهم قصب السبق في الانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لهم مواقف مشرفة في الدفاع عنه وعن سنته فقد هب الجميع في نصرة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وما زالوا مواصلين النصرة .
وإننا إذ ننصر رسولنا وحبيبنا محمدا صلى الله عليه وسلم يجب أن نتمسك بسنته ونسير تحت لوائه ونحافظ على شريعته ونعتز ونفخر بها كما يجب علينا أن نستقيم على شرع الله وشرع نبيه صلى الله عليه وسلم قولا وعملا سرا وعلانية وهذا فيه أبلغ نصرة وأقوى رد على الأعداء .
وهنا أذكرك ونفسي أن نكثر من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وأن نجعل جل وردنا اليومي من الأذكار صلاة وسلاما على رسولنا صلى الله عليه وسلم .
وقد أحسن حسان بن ثابت رضي الله عنه حين قال دفاعا عن محمد صلى الله عليه وسلم :
هجوت محمدا فأجبت عنه @@ وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولـست له بكفء @@ فشركما لخيركما الــــفداء
هجوت مباركا برا رحيما @@ أمين الله شيمـــته الوفــاء
فمن يهجو رسول الله منكم @@ ويمدحه وينصره ســواء
فإن أبي ووالدتي وعرضـي @@ لعرض محمد منكم فـداء
وقد أحسن رضي الله عنه حيث قال أيضا :
وأجمل منك لم تر قط عيني *** وأحسن منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيب *** كأنك قد خلقت كما تشاء
وإني أقول لكل من رد على العجم والكفرة
أحسنت أحسنت في رد على الكفر *** وفي انتصار لخير الخلق والأمم
وفي دفاع عن المختار سـيــدنا *** محمد المصطفى المعصوم من التهم
هو الحبيب رسول الله قدوتنا *** خير الورى خير من يمشي على قدم
وهكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يدافعون عن النبي صلى الله عليه وسلم ويذودون عنه ويفدونه بأرواحهم وأموالهم وقد كانوا رضوان الله عليهم أجمعين يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم كل الحب ويعظمونه ويجلونه ويحترمونه ويوقرونه حبا له وتعظيما ومن ذلك أنهم كانوا إذا توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم كادوا يقتتلون على وضوءه يتبركون به ويدلكون به أجسامهم وكانوا إذا بصق بصاقة ابتدروا ريقه ومسحوا به أجسادهم لما فيه من البركة . رضي الله عنهم أجمعين , ولقد نام ذات يوم في بيت أم سليم وقت الظهيرة فتصبب منه العرق فأخذت أم سليم مزودة (قارورة ) طيب وجعلت عرقه يتصبب فيها فأخذت عرقه لتطيب به طيبها الله أكبر هل رأينا أوسمعنا من يحب محبوبه مثل هذا الحب لا والله ..لقد كانوا يستشعرون قوله صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) وقوله : ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان وذكر منها أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما )
أيها الإخوة :
إن المقام مقام تذكير ووعظ وإن الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم لا تسعه الكتب ولا المحاضرات فمكانته أعلى وأسمى وإنما ذكرنا شواهد وأسأل الله تعالى ألا يحرمنا الأجر والثواب فإن أحسنت فمن الله وإن أسأت فمن نفسي الضعيفة والشيطان وأستغفر الله العظيم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته