لعبة الكراسي
كل الأشياء في عالمنا تدور وتدور ثم تعود إلى النقطة ذاتها
الولادة ليست سوى التفاتة إلى الحياة السفلى
والموت لا يعدو أن يكون مجرد انحناء للخط المستقيم
وبين هذا التعرج تتدحرج كرة يتيمة نمارس فوقها وتحتها وبها
"لعبة الكراسي"
مغامر
يستخدم المنشار لصنع الكرسي بنفسه
ويستدين من المحبطين رجلهم الأخرى
يعشق كسر الجوامد و تجاوز الأقطار
ويشكل من وتر الدائرة عصا يقفز بها نحو الجزء الآخر من الكرة
وهو يؤمن أن الكرسي لم يخلق للـ "جلوس"
بل للوقوف والتوازن أكثر لالتقاط الأنوار المثبتة في الأعلى
.
.
.
مشلول
يلتحف النور في عينيه
ويعبر طريقه نحوالضوء على دوائر مفرغة من الصخب والضجيج
يسكن الظلام و يدفع أجرته مقدماً
يستبدل "ديكور"السرداب الذي يقطنه بخيوط الأمل
لا يحسد الآخرين إلا على المسافات الطويلة التي يتذمرون منها في حين يتمنى هو سيرها
يختزل مشاوير الحياة المرهقة في نصف خطوة
و يتكئ على قدمٍ لا تقدر على التلوي من الألم
لهذا فالكرسي بالنسبة له هو الحياة بأكملها!
.
.
.
عالمي
يخالف فيثاغورس في نظرياته
ويعتقد أن الوتر ليس سوى خط استواء للأرض
ومن التخلف أن يظل البشر نقاطاً لا هم لها سوى إحراز المزيد من النقاط
يعتقد بأن الكرسي ليس سوى "خط" سفر
وهو شخص تنقصه كرة أرضية أخرى ليضع فوقها خطوته التالية
.
.
.
بريء
لا يتقن فن المراوغة
واللف والدوران حول الكراسي
يفشل في أخذ مكانه الصحيح لأن العجلات تسبقه في الركض
يقضي نصف حياته وهويعاني من دوار في الرأس بحثاًعن "الإستقامة"
وهو يعتقد أن الحياة رحبة الصدر
تماماً ككرسي يتسع لأكثر من شخص!
.
.
.
محترف
لم يصرخ حين خرج من رحم أمه لأنه
"لا داعي للقلق" كما يقول
يتكاثر في "الدوائر"الحكومية
ويحترف "طي" الملفات العقيمة في أدراج لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم
يشكو كثيراً ممن يدعون عليه متوهمين أن "الدنيا دوراة"!
ولهذا فهو لا يؤمن بكروية الأرض
ويجزم بأن الحياة للأقوى
والكرسي للأذكى
.
.
.
مغرم
يعيش انقساما داخلي يجزئه إلى مائة
شظية
يحلم بالعيش في بؤبؤ حبيبته ولا يهم إن كان ذلك منفى أو وطن
يدور في حلقة مفرغة من الوعود
و ينتهي من حيث بدأ
له من الأشياء حوافها
ومن الحدود انحرافها
وجهه تشبع من الانتظار حتى غدا كالساعة التي يحرسها
تضيق الدنيا في عينيه
وتضيق
وتضيق
حتى تتحول إلى نقطة
كما يتحول الحب إلى دمعة
ومالحياة إلا سجن
يقبع داخلها كرسي الموت!
.
.
.
أميــ الوله ــرة
12-4-2006