لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 20 من 57

الموضوع: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    و إليكم هنا رابطا لتحميل رواية الآمال الكبرى ل تشارلز ديكنز لمن أرادة القراءة


    http://www.4shared.com/document/BNpEe-MG/___online.html


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    تحية عطرة يا حلوين .... سنقرأ اليوم للكاتب المسرحي و المؤلف " أنطون تشيخوف "



    و لنتعرّف عليه في نبذة مختصرة كما نفعل دوما قبل عرض أحد رواياته :



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    أنطون بافلوفيتش تشيخوف (29 يناير 1860 [1] - 15 يوليو 1904).[2] طبيب وكاتب مسرحي ومؤلف قصصي روسي كبير ينظر إليه على أنه من أفضل كتاب القصص القصيرة على مدى التاريخ،[3] ومن كبار الأدباء الروس. كتب المئات من القصص القصيرة التي اعتبر الكثير منها إبداعات فنية كلاسيكية، كما أن مسرحياته كان لها تأثير عظيم على دراما القرن العشرين.[4][5] بدأ تيشيخوف الكتابة عندما كان طالباً في كلية الطب في جامعة موسكو، ولم يترك الكتابة حتى أصبح من أعظم الأدباء، واستمرّ أيضاً في مهنة الطب وكان يقول «إن الطب هو زوجتي والأدب عشيقتي.[6]»
    تخلى تشيخوف عن المسرح بعد كارثة حفل النورس "The Seagull" في عام 1896، ولكن تم إحياء المسرحية في عام 1898 من قبل قسطنطين ستانيسلافسكي في مسرح موسكو للفنون، التي أنتجت في وقت لاحق أيضًا العم فانيا لتشيخوف وعرضت آخر مسرحيَّتان له وكان ذلك لأول مرة، الأخوات الثلاث وبستان الكرز، وشكلت هذه الأعمال الأربعة تحديًا لفرقة العمل[7] وكذلك للجماهير، لأن أعمال تشيخوف تميز بـ"مزاجية المسرح" و"الحياة المغمورة في النص".[8]
    كان تشيخوف يكتب في البداية لتحقيق مكاسب مادية فقط، ولكن سرعان ما نمت طموحاته الفنية، وقام بابتكارات رسمية أثرت بدورها على تطوير القصة القصيرة الحديثة.[9] تتمثل أصالتها بالاستخدام المبتكر لتقنية تيار من شعور الإنسان، اعتمدها فيما بعد جيمس جويس والمحدثون، مجتمعة مع تنكر المعنوية النهائية لبنية القصة التقليدية.[10] وصرح عن أنه لا للاعتذارات عن الصعوبات التي يتعرض لها القارئ، مصرًا على أن دور الفنان هو طرح الأسئلة وليس الرد عليها.[11]



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    و إليكم الآن رائعة من روائعه " الرهان "






    كانت ليلة خريف ليلاء شرع المصرفي العجوز يذع غرفة مكتبة جيئة و ذهابا مستعيدا في خيالة ذكرى لحفلة أقامها ذات ليلة خريفية منذ خمسة عشر سنة مضت ... يومها كان المكان يعج بجمع غفير من العلماء والباحثين و المثقفين و دار الحديث الماتع فيما دار آنذاك حول عقوبة الإعدام فانقسم المدعوون بين معارض و مؤيد وتمنى نفر منهم إبداله بعقوبة السجن المؤبد
    -لا استطيع أن أوافقكم الرأي في ذلك – قال المضيف لم يحكم عليّ من قبل و لله الحمد- على أني لو خيرت بينهما لاخترت عقوبة الإعدام فهي أرحم ..إن الإعدام يستل روحك فورا أما السجن المؤبد فيمتص منك رحيق الحياة شيئا فشيئا .

    -كلتاهما تؤديان الغرض ذاته إلحاقك بأصحاب القبور ..

    قال أحدهم



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    و من بين المدعوّين كان محامٍ شاب لم يتجاوز أسوار الخامسة و العشرين بعد
    طلب منه أن يدلي بدلوه فقال :
    كلتا العقوبتين في القسوة سواء على أني لو خيرت بينهما لاخترت السجن المؤبد دون تردد
    و دار على إثر ذلك جدال عميق ،فقد المصرفي الذي كان آنذاك أنضر شبابا و أكثر تحمسا و ميلا إلى الغضب
    فقد أعصابة فضرب المنضدة بقبضته بشدة و التفت إلى المحامي الشاب غاضبا قبل أن يصيح به :

    -هراء و كذب أراهنك بمليونين أنك لن تستطيع البقاء في زنزانة حتى و لو لخمس سنوات

    - إن كنت تعني ما تقول حقا فأراهن أن باستطاعتي البقاء لا لخمس سنوات و إنما لخمس عشرة سنة
    - قبلت أشهدكم على ذلك يا سادة مليونان عدا و نقدا
    - اتفقنا إذاً ،تراهن بمالك و أراهن بحريتي
    و هكذا أبرم ذلك الرهان السخيف الطائش ...
    و طرب ليلتها ذلك المصرفي فقد كانت دماؤه تمور بطيش الشباب و هوس التحدي فيما كانت ملايينه لا تعد و لا تحصى .



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    و قال في تهكم :
    - عد إلى صوابك و ثب إلى رشدك قبل فوات الأوان أيها الشاب إن فقدان مليونين لن يضرني شيئا أما أنت سوف تهدر من عمرك ثلاث أعوام أو أربعة هي أجمل سنين حياتك و أقول ثلاثة أو أربعة لأني على يقين من أنك لن تصمد أكثر من ذلك ثم تذكر إن السجن التطوعي هو أشد من الإلزامي و أنكى أيها الشقي التعيس إن التفكير في كونك قادرا على مغادرة السجن أنى شئت سيظل هاجسا يطاردك ليل نهار ليسمم حياتك .

    تذكر المصرفي العجوز كل ذلك و هو يقطع الغرفة جيئة و ذهابا متسائلا في قرارة نفسه :
    -أيّ فائدة تجني من إبرام ذلك الرهان يا ترى ؟؟
    يفقد المحامي خمس عشرة سنة فيما ينقص من مالي مليونان هل سيقتنع الناس جراء ذلك بجدوى الإعدام و بأنه خير أو أكثر شرا من عقوبة السجن المؤبد كلاّ محض هراء ذلك الأمر برمته... كان ذلك غرور و كبرياء مني و عشقا للأصفر الرنان من طرف المحامي.




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    و طفق المصرفي يجتر الذكريات مستعيدا ما حدث بعد انتهاء تلك الحفلة المشؤومة فقد تقرر سجن المحامي في حديقة أحد أجنحة قصر المصرفي و في ظل حراسة مشددة تحت سمع المصرفي ذاته و بصرة كما نصّ الاتفاق على أن يمنع السجين إبان ذلك من تجاوز أعتاب المنزل أو رؤية الناس ناهيك عن سماع أصواتهم كما حرم علية تلقي الصحف و الرسائل و أما ما رخص له به كتابة الرسائل و تأليف الكتب و أتاحت له تلك الاتفاقية الاتصال الصامت بالعالم الخارجي عبر نافذة صغيرة صممت خصيصا لذلك و كان بإمكانة الحصول على كلى ما يطلبه ضمن دائرة المسموحات متى أراد و ذلك بإرفاق طلب خطي صغير عبر النافذة .

    كانت الاتفاقية المبرمة قد راعت كل صغيرة و كبيرة حتى صيرت من سجنه حبسا انفراديا لمدة خمس عشرة سنة يبدأ من الساعة الثاني عشر ليوم الرابع من شهر نوفمبر لعم 1870 و ينتهي الساعة الثانية عشرة من شهر نوفمبر لعام 1885 و نصّت الاتفاقية على أن أي محاولة لمخالفته حتى و لو قبل الانتهاء من الموعد بدقيقتين يلغي الاتفاقية .



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    خلال سنته الأولى عانى المحامي من الوحدة و الملل بدا ذلك جليا عبر ما يدونه في مذكراته و استمر وصول الكتب ذات الطابع الخفيف إليه روايات غرامية و قصص حربية و أخرى كوميدية و في السنة الثانية اكتفى بقراءة روائع الأدب العالمي و في السنة الخامسة أمضى معظمها في تناول الطعام و الشراب و في الاسترخاء على أريكتة و ما أكثر ما تثاءب و تحدث بغضب إلى نفسه و كان يستيقظ في بعض الأحيان في الليل فيكتب و عندما يستيقظ في الصباح يمزق ما كتبة .. في النصف الأخر من السنة السادسة عكف السجين على دراسة اللغات و الفلسفة و التاريخ بحماس إلى حد استعصى معه المصرفي تزويده بما يطلبه من كتب حول ذلك و في بحر أربع سنوات تمّ بناء على طلبه شراء ما يقارب ستمائة مجلد و قد أرسل خطاب إلى المصرفي جاء فيه :



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    سجاني العزيز
    تصلك أسطري هذه بست لغات و إني آمل أن تعرضها على المختصين من الخبراء فإنأ جمعوا على خلوّها من أي خطأ فإني أرجو أن تأمر بإطلاق رصاصة استدلّ بها على صحة توجهي و أن جهودي لم تذهب سدى ...لقد تحدث عباقرة الكون بألسن شتى لكن اللهب ذاته كان يتأجج في ذواتهم .. ليتك سيدي تدرك أي سعادة جمة تحتويني بعد أن صار بإمكاني معرفة ما يقولون و فهم ما يكتبون.

    و كان للسجين ما أراد رددت جنبات الحديقة صدى مدويا لعيارين ناريين أطلقا تنفيذا لتوجيهات المصرفي.




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    بعد السنة العاشرة عكف السجين على قراءة الكتب الدينية أما في العامين الأخيرين له في السجن فقد انكبّ على قراءة كمّ هائل من الكتب في شتى فنون المعرفة ....ثم يعرج على روائع بايرون و شكسبير و كثيرا ما بعث بطلب خطي لتزويده بكتب الكيمياء و الطب و الفلسفة و كان أمره في القراءة عجيبا إذ إن الكتب بالنسبة له شادت قطع الخشب على صفحة اليمّ ،يهرع إليه الغريق في لهفة من يأمل في النجاة من ذلك البحر اللجي فيجمعها قطعة قطعة و اللهاث يمزق رئتيه.

    استعاد المصرفي كل تلك الجزيئات في ذاكرته و فكر

    غدا في الساعة الثانية عشر سيغادر سجينه و سيكون لزاما عليّ أن أفي بعهدي فأدفع له المليونين عندها سأهوي إلى قرار الإفلاس

    و عشت سحابة من الهم و الكدر .. إذ تذكر أنه كان يعد ملايينه فيما مضى من سنين عمرة أما في حاضره ذاك فقد كان يتساءل بحسرة عما إذا كان عدد ديونه قد فاق حساب رصيده

    أضاع القمار و التهور و قاعات البورصة ما جمعه مستدرجا إياه إ لى الخراب و الدمار ليحوله بذلك من ثري فخور واثق الخطوة غير هياب و لا وجل إلى مصرفي عادي يرتعد فرقا لدى كل انخفاض في السوق أو ارتفاع.



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    ذلك الرهان المشئوم ... تمتم العجوز ممسكا برأسه في يأس و ألم لماذا لم يمت ذلك الرجل ما جاوز الأربعين لقد بلغ أشدّه و سيضع يده على كل ما أملك فيتزوج و يضارب بمالي في ردهات البورصة أما أنا فسأظل أرنو إليه في حسد و لهفة متسولا مسكينا و لسوف تطرق مسمعي ذات الكلمات كل يوم ( أنا مدين لك بما اجتمع لي من ثروة و سعادة دعني أنفحك شيئا ) كلاّ هذا لا يطاق قال المصرفي في كمد لن ينقذني من ظلمة الفقر و العار إلا موت السجين ....



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    يتبع ...
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    صبآح / مساء الورد يا غوالي

    سأستكمل معكم أحداث رواية " الرهان" ل " تشيخوف " :



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    كان الجميع نياما عندما دقت الساعة معلنة الثالثة ، و أصاخ المصرفي السمع فما تسلل الى أذنيه سوى ذلك النحيب المؤلم لأشجار الخريف و قد جمدها الصقيع فهي تئن كلما داعب النسيم مكامن الشجن في أوتارها عندها هب واقفا ثم تسلل إلى خزينته فأخرج منها مفتاح السجن الذي ما مسته يد منذ خمس عشرة عاما ثم ارتدى معطفه وخرج
    كانت الحديقة باردة مظلمة و المطر ينهمر بشدة فيما هابت موجة أقضت مضاجع الأشجار مجددا و فرك المصرفي عينية فما تبين في خضم الحلكة شيئا و لما حاذى جناح السجن هتف باسم الحارس مرتين و لما لم يجب أدرك أنه في المطبخ أو الحديقة المغطاة محتميا من الماء المنهمر ....

    لو واتتني القدرة على تنفيذ مخططي لاتجهت أصابع الاتهام إلى الحارس دون شك و تلمس المصرفي العجوز طريقه في خضم بحر الظلمات حتى ارتقى درجات العتبة المؤدية إلى جناح السجين ثم وصل إلى ممر ضيق فأشعل عود ثقاب و ألقى على غرفة الحارس نظرة فإذا هي خالية إلا من سرير و موقد أما الأختام الموضوعة على باب السجن فكانت كما هي منذ وضعت و عندما خبا وهج عود الثقاب هز الانفعال جسد المصرفي و هو يسترق النظر عبر نافذة السجين الصغيرة ....



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    يتبع





    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "


    مرحبا يا حلوين ... لا زلنا نقرأ رائعة تشيخوف " الرهان " فتعالوا نرى ما حدث للسجين :



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    في غرفة المحامي كانت ثمة شمعة واهنة تحترق ببطء و كان هو جالسا و ظهره إلى مسترق النظر مابدا منه سوى شعر رأسه و يديه و على المنضدة و الكرسي و السجادة انتشرت كتب مقلوبة كثيرة ...خمس دقائق مرت دون أن يبدي السجين أي حراك علمته سنوات السجن الطويلة أن يجلس كالتمثال دون حراك و طرق المصرفي النافذة بإصبعة فلم يحرك السجين ساكنا عندها فض الأولى اختام الباب قبل أن يدير المفتاح في القفل و أحدث القفل الصدئ صرير مزعج ثم سمع صرير الباب و هو ينفتح و توقع المصرفي أن يهب السجين من مكانة لفرط المفاجأة فيصرخ في ذهول لكن دقائق ثلاث مرت دون أن يطرأ على السكون الموغل في تجاويف الغرفة أي تغيير فعقد العزم على الدخول .
    أمام المنضدة جلس رجل غريب الهيئة فكأنما ودع منذ أزل عالم البشر كان هيكلا عظميا رق جلده حتى كشف عما تحته أو كاد و كان له شعر طويل أجعد كشعر النساء و لحية أما لون وجهه فحاكى صفار التربة فيما غار خده و تأمل ظهره فهاله ما بدا عليه من طول و نحول و تلك اليد التي أسند عليها رأسا مشعرا لكم كانت تبعث على البكاء كان مجرد النظر إليها يحرك في الذات أقسى مشاعر الشفقة و الألم و خط الشيب هامته ...تسللت خيوط الكفن البيضاء حتى كللت معضمه حتى لم بعد يصدق من يرى أن ذلك الشبح الواهن لم يزل في بحر الأربعين و تحت اليد المثنية على المنضدة كانت هناك ورقة دوّن بها شيئا ما...
    - يا للشرير التعس إنه الآن يحلق مع أطياف الكرى حالما بما سبصنعه فور تلقيه المبلغ ليس لي الآن إلا حمل هذا الجسد شبه الميت لألقي به فوق سريره قبل أن أطبق عليه بيدي و لن تظهر أدق التحقيقات أي أثر لوفاة غير طبيعية و لكن قبل هذا دعني أقرا ما كتب هنا :
    - فرفع الورقة وقرأ التالي :
    غدا و في منتصف الليل تحديدا سأسترد حريتي فأستعيد بذلك نعمة الاختلاط بالناس على أني أرى لزاما عليّ قبل أن أغادر غرفتي فأبصر ضياء الشمس أن أخبرك بشيء
    أعلن الآن و بكامل قواي العقلية و بضمير واع مرتاح تحت رقابة من لا تنام عينيه بأني ....

    أمقت الحياة و الحرية و كل ما تنعته كتبك قاطبة .. بنعيم الوجود!

    لقد دأبت و لخمس عشرة سنة خلت على دراسة حياة الإنسان على هذه الأرض.. صحيح أنى مارأيت أرضَاً ولا بشراً..


    لكني .. في كتبك أبحرت إلى عوالم من خيال ... أثملني فيها رحيق الزهور و شدو الطيور .. رددّت روحي أعذب الأنغام و توغلت في مجاهل الغابات فاصطدت الظباء و الغزلان .. و رأيت النساء.. نساء فاتنات كسحب الأثير أبدعتها قرائح عباقرة الشعراء... فتيات كن إذا أويت إلى فراشي يزرنني فيسكبن في مسمعي أروع الحكايا فانتشي لوقعها و يثمل فؤادي للحظات عفيفات ..



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    يتبع في آخر جزء من القصة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    أسعد الله أوقات الجميع


    سنستكمل الليلة آخر جزء من قصة الرهان ...



    عبر كتبك-سيدي-امتطيت قمم الجبال الشاهقة لـ"البروز"و"مونت بلنك".. و اكتحلت عيناي في ذراها بمرأى الشمس يتفتق عنها صدر الأرض..هناك في آخر العالم.. فتسكب إبان غروبها صبابة الذهب تطلي بها السماء و المحيط و رؤوس الجبال..سمعت هناك في الأعالي دوي الرعد.. و رأيت وميض البرق يقدّ الفؤاد الغيوم كسيف عنترة بن شداد .. رأيت غابات خضر و بيادر و حقولاً و جداول و أنهاراً و مدناً...و لمست يداي أطراف أجنحة النوارس المبحرة في خضم السماء .. في كتبك-سيدي-سبرت غور بحار لجّيّة ... صنعت المعجزات أحرقت مدناً عن بكرة أبيها و حررت أقطاراً !

    لقد منحتني كتبك الحكمة كل الحكمة ... إن عبقرية الإنسان و حصاد فكره الفذّ قد اختزل الآن في جمجمتي.. و أنا على يقين الآن بأني أفوقكم طرّاً علماً و ثقافة و ذكاء و حكمة ...

    على أني الآن أحتقر كل كتبك ..أمقت النعيم الدنيوي و حكمة الإنسان ..فقد أدركت أن كل شيء ما خلا الله باطل ... و أن كل ما بنا من نِعَم و ما لدينا من متع.. ماهو إلا سراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً... أيقنت-سيدي-بأنك مهما كنت جميلاً غنياً حكيماً..فإن يد الموت لاشك ستمتد إليك لتمحوك عن وجه البسيطة..فتتساوى بذلك مع الجرذان النافقة تحت الأرض ... عندها لن ينفعك مال و لابنون إلا من أتى الله بقلب سليم..

    تعساً لكم بني آدم ... تحسبون الزيف حقيقة .. و تخالون القبح جمالاً و تستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ...

    كم أحتقر ما تمجّدون و خير دليل على ذلك .. هو إنني سأتنازل طائعاً مختاراً عن مبلغ الرهان المتفق عليه ..ذاك الذي طالما حلمت بأنه المفتاح إلى عوالم السعادة و النعيم ..ذلك الذي أمقته الآن فهو لا يساوي في نظري شيئاً .. أجل سأحرم نفسي من حق الحصول عليه إذ أني سأغادر هذا المكان قبيل الموعد المضروب بخمس دقائق ... فأكون بذلك قد خالفت بنود الأتفاقية و يصبح المصرفي في حلُّ ساعتها من دفع المتفق عليه لي ..

    عندما أنهى المصرفي قراءة ذلك وضع الورقة بهدوء على المنضدة ثم انحنى فقبّل في حنان رأس الرجل الغريب و انخرط في بكاء عميق قبل أن يغادر الجناح ..

    ما أحس في أيّ وقت مضى بازدراء ذاتي كذلك الذي أحس به آنذاك مطلقاً ...حتى يوم مُنيَ بخسارة فادحة في سوق البورصة .. و ما أن دخل بيته حتى استلقى على سريره لكن العذاب و الدموع و الألم لم يسلمه للنوم إلا بعد مضي وقت طويل ...

    في صبيحة اليوم التالي جاءه الحارس المسكين يعدو .. و أخبره بأنهم قد بصروا السجين يتسلل من النافذة إلى الحديقة التي لفظته بعد أن عبر بوابتها ..

    و هرع المصرفي من فوره مع حارسه إلى غرفة السجين فكتب تقريراً بذلك و لتلافي ماقد ينتشر من إشاعات أخذ ورقة التنازل الخطي للسجين من على المنضدة و إبان عودته أقفل عليها باب خزانته ..

    تمت



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    إلى اللقاء في رواية أخرى


    دمتم كما تحبون
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    تحية عطرة يا حلوين


    عدت إليكم اليوم لنستمتع بالقراءة في رحاب الروايات العالمية و سنطّلع اليوم على أعمال


    الكاتب و المسرحي " ألبير كامو " ... و سنبدأ كما في كل مرة بعرض نبذة صغيرة عنه



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ألبير كامو (7 نوفمبر 1913 - 4 يناير 1960) فيلسوف وجودي وكاتب مسرحي وروائي فرنسي مشهور ولد بقرية موندوفي من أعمال قسنطينة بالجزائر، من أب فرنسي، وأم أسبانية، وتعلم بجامعة الجزائر، وانخرط في المقاومة الفرنسية أثناء الاحتلال الألماني، وأصدر مع رفاقه في خلية الكفاح نشرة باسمها ما لبثت بعد تحرير باريس أن تحولت إلى صحيفة combat الكفاح اليومية التي تتحدث باسم المقاومة الشعبية, واشترك في تحريرها جان بول سارتر. ورغم أنه كان روائيا وكاتبا مسرحيا في المقام الأول, إلا أنه كان فيلسوفا. وكانت مسرحياته ورواياته عرضا أمينا لفلسفته في الوجود والحب والموت والثورة والمقاومة والحرية، وكانت فلسفته تعايش عصرها، وأهلته لجائزة نوبل فكان ثاني أصغر من نالها من الأدباء. وتقوم فلسفته على كتابين هما ((أسطورة سيزيف)) 1942 والمتمرد1951 أو فكرتين رئيسيتين هما العبثية والتمرد ويتخذ كامو من أسطورة سيزيف رمزا لوضع الإنسان في الوجود، وسيزيف هو هذا الفتى الإغريقي الأسطوري الذي قدر عليه أن يصعد بصخرة إلى قمة جبل، ولكنها ما تلبث أن تسقط متدحرجة إلى السفح, فيضطر إلى إصعادها من جديد, وهكذا للأبد، وكامو يرى فيه الإنسان الذي قدر عليه الشقاء بلا جدوى، وقدرت عليه الحياة بلا طائل, فيلجأ إلى الفرار أماإلى موقف شوبنهاور : فطالما أن الحياة بلا معنى فلنقض عليها بالموت الإرادي أب بالانتحار، وإما إلى موقف اللآخرين الشاخصين بأبصارهم إلى حياة أعلى من الحياة, وهذا هو الانتحار الفلسفي ويقصد به الحركة التي ينكر بها الفكر نفسه ويحاول أن يتجاوز نفسه في نطاق ما يؤدي إلى نفيه, وإما إلى موقف التمرد على اللامعقول في الحياة مع بقائنا فيها غائصين في الأعماق ومعانقين للعدم, فإذا متنا متنا متمردين لا مستسلمين. وهذا التمرد هو الذي يضفي على الحياة قيمتها, وليس أجمل من منظر الإنسان المعتز بكبريائه, المرهف الوعي بحياته وحريته وثورته, والذي يعيش زمانه في هذا الزمان : الزمان يحيي الزمان.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    و الآن سأعرض عليكم ملخصا عن روايته التي حازت جائزة نوبل " رواية الطاعون "




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    تتلخص أحداثها بأن ألوفاً من الجرذان قد خرجت من مخابئها فى وهران لتموت على قارعة الطرقات ، و فى المنازل ، نذيراً بالطاعون الذى تفشى فى المدينة. فنجمت فجأة حالة مضعضعة للسكان أدت إلى هرب بعضهم ، و انفصال آخرين عن أحبائهم ، و نزول الرعب فى القلوب ، و انكماش الناس و تقوقعهم. و تطور الوباء ، محطماً النفوس ، منتزعاً ما فيها من خير ، مشيعاً فيها اللامبالاة بالمعذبين. و تحول بعض السكان إلى الصلوات و إلى الله ، أو عمدوا إلى التعاويذ و إلى استكشاف المستقبل بالسحر و الشعوذة. و قلة ضئيلة منهم نظرت إلى الكارثة بهدوء ، و نظمت أمرها لمجابهتها ، على رأسها تارو و الدكتور ريو. و قد تعرض هذان المناضلان للموت بلا تأثر ، و ثابرا على إسعاف المرضى ، و مكافحة الطاعون ، و لا دافع لهما فى هذه المعركة الرهيبة إلا إحساسهما بالإشفاق على ضحايا الداء أو القدر ، و بواجب التصدى للشر. و قد أدركا من التجربة أن محاربة الجراثيم أمر طبيعى و مألوف فى كل زمان و مكان ، و أن النزاهة ، و الصفاء ، و المثابرة على العمل فى الملمات العاصفة هى نتيجة إرادة عنيدة و مستمرة لا تتجلى إلا فى الكوارث ، و المواقف المصيرية. و انضم إليهما جماعة من المتطوعين فى المعالجة ، و إسعاف المحتضرين ، و دفن الموات و تشجيع من تبقى من الأصحاء على احتمال الرعب المدمر للنفوس ، و تأمين ضرورات الحياة اليومية. و هكذا استمر الطاعون فى زحفه أياماً ، يحصد الكبار و الصغار ، الأقوياء و الضعفاء ، الصالحين و الأشرار ، الأصدقاء و الأعداء ، و المكافحة ناشطة فى مسيرتها المتزنة ، الواعية ، المجاهدة ، إلى أن بدأت الأزمة بالانحسار ، و الوباء بالتلاشى شيئاً فشيئاً. و لما استعادت المدينة هدوءها ، ثم شؤونها العادية ، ثم أفراحها و لامبالاتها ، و رجع الذين كافحوا بلا هوادة إلى رتابة الحياة ، شعر هؤلاء أن المآثر التى أقدموا عليها خلال العاصفة ما هى إلا نتيجة لما أرادوه لأنفسهم من عمل ، و مستوى ، بالتزامهم جانب الانسان المعذب ، الضائع. و لا ريب أن الكاتب قد اتخذ من هذه الأحداث و ويلاتها رمزاً لحالة الانسان فى واقعه ، مصوراً فى براعة مدهشة ، تصرف كل فرد أمام قضية مصيرية تحتم على كل فرد اتخاذ موقف يمثل ما فى إرادته من عزم ، أو خور ، و تصد ، أو هروب. فيرضى بعضهم بالهزيمة ، و يصمد بعضهم الآخر للدفاع عن كرامة الانسان متحدياً القدر الأعمى .



    و إليكم رابطا لتحميل الرواية لمن أراد قراءتها :



    http://www.liillas.com/kleeja/downlo...X19fLmh0bWw%3d




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    إلى اللقاء في عمل آخر و دمتم كما تحبون



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    مسآكم حلا يا غوالي .. سنقرأ اليوم للرائع " وليم شكسبير "



    و إليكم نبذة مختصرة عنه قبل أن نعرض إحدى رواياته الشهيرة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    ويليام شكسبير (1564 ـ 1616) هو الشاعر و الكاتب الأنكليزى الذى يصنف كاعظم كاتب فى اللغة الأنكليزية, , و اعظم كاتب مسرحى على مستوى العالم, و كثيرا ما كان يعتبر الشاعر الوطنى لأنكلترا. سبر في مسرحياته أغوار النفس البشرية، وحلّلها في بناء متساوق جعلها أشبه شيء بالسيمفونيات الشعرية. من أشهر آثاره الكوميدية كوميديا الأخطاء (1592/1593) وتاجر البندقية (1596/1597). ومن أشهر آثاره التراجيدية روميو وجوليت (1594/1595)، ويوليوس قيصر (1599/1600) وهاملت (1600/1601)، وعطيل (1604/1605)، ومكبث (1605/1606)، والملك لير (1605/1606 أيضاً).


    بعض أعماله :



    تاجر البندقية
    زوجات وندسور المرحات
    ريان الناصر
    جعجعة بلا طحن
    بيرسيليس، أمير تير
    ترويض النمرة
    العاصفة (مسرحية)
    الليلة الثانية عشرة أو كما تشاء
    السيدان الفيرونيان
    القريبان النبيلان
    حكاية الشتاء


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    ما رأيكم أن نقرأ الآن رائعته " تاجر البندقية " نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    تاجر البندقية هي إحدى المسرحيات الأشهر للكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير، وقد حظيت بدراسة مستمرة من النقاد العالميين، ومعاداة من قبل التوجه الرسمي لليهود بسبب شخصية حول تاجر شاب من إيطاليا) يدعى أنطونيو، ينتظر مراكبه لتأتي إليه بمال، لكنه يحتاج للمال من أجل صديقه بسانيو الذي يحبه كثيراً لأن بسانيو يريد أن يتزو> و في المسرحية خيوط أخرى تتحدث عن عداء المسيحيين لليهود، وعن الحب والثروة، والعزلة، والرغبة في الانتقام.
    أنتجت هذه المسرحية مرات كثيرة، وكان آخر إنتاج لها فيلم تاجر البندقية من بطولة آل باتشينو.



    الشخصيات

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي شايلوك وإبنته جيسيكا


    انطونيو
    بسانيو—صديق انطونيو
    سلاريو, سولانيو, لانسولوت, جراتشيانو—أصدقاء انطونيو وبسانيو
    لورنزو—صديق انطونيو، عاشق جسيكا
    بورشيا
    شايلوك—مرابي يهودي ووالد جيسيكا
    جيسيكا—ابنة شايلوك، حبيبة لورنزو
    ليوناردو—خادم بسانيو
    دوق البندقية
    أمير أراغون
    ضباط من محكمة العدل
    سجٌان


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    ملخص الرواية :

    في مدينه فينيسا "البندقية" بايطاليا،كان اليهودي الجشع"شيلوك"قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش ..وكانت مدينه "البندقية"في ذلك الوقت من اشهر المدن التجارية،ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو".
    كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم ..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل.
    وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه،بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه،وفي الوقت نفسه كان يتحين ايه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو".
    وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له اصدقاء كثيرون يعزهم ويعزونه..ولكن اقرب الاصدقاء واعزهم على قلب "انطونيو"كان صديقا شابا اسمه"بسانيو"..وهو نبيل من طبقة نبلاء البندقية،الا انه كان صاحب ثروة بسيطة ،أضاعها وبددها بالاسراف الشديد على مظاهر حياته..وكلما كان يحتاج الى المزيد من النقود ليصرفها ،كان يلجأ الى صديقة "انطونيو" الذي كان لا يبخل عليه ابدا ويعاملة بكل كرم يليق به كصديق من اعز اصدقائة.

    وفي احدى الايام قال"بسانيو" لصديقه "انطونيو" إنه مقبل على الزواج من فتاه ثرية ورثت عن ابيها ممتلكات وثروة كبيرة..وإنه يحتاج الى ثلاثة آلاف من الجنيهات حتى يبدو مظهره امامها كعريس يليق بها .
    ولكن "انطونيو" لم يكن يمتلك هذا المبلغ في ذلك الوقت ..كان ينتظر سفنه القادمة المحمله بالبضائع التي يمكن ان يبيعها عند وصولها ..ولكي يلبي "انطونيو" طلب صديقه العزيز،قرر ان يقترض هذا المبلغ من اليهودي "شيلوك" ..على ان يرد له هذا الدين وفوائده فور وصول سفنه المحملة بالبضائع.

    وذهب الصديقان الى "شيلوك" وطلب "انطونيو" منه ان يقرضه مبلغ ثلاثه الاف من الجنيهات بأي نسبة فائدة يطلبها،مه وعد بأن يرد اليه القرض وفوائدة عند وصول السفن في موعد قريب..
    هنا...سنحت الفرصة التي كان يتحينها اليهودي "شيلوك"للتاجر "انطونيو" ..ودارت في ذهن اليهودي افكار الشر والأذى والانتقام...وظل يفكر طويلا فيما عساه يصنعه بهذا التاجر الذي يعطي للناس نقودابلا فائدة:هذا التاجر الذي يكرهني ويكره شعبنا اليهودي كله ..إنه يسبني ويلعنني ويسمسني بالكافر..وبالكلب الأزعر ..ويبصق على عباءتي كلما رآني ..وها هي الفرصة قد سنحت امامي لكي انتقم..واذا لم اغتنم هذه الفرصة فلن يغفر لي ذلك اهلي وعشيرتي من اليهود الآخرين..

    قال "شيلوك"وهو يخفي الحقد والكراهية في قلبه:يا سنيور"انطونيو"..كثيرا ما شتمتني ولعنتني وركلتني بقدمك كما لو اني كلب من الكلاب..وهأنتذا جئتني وتطلب مني ان اساعدك بثلاثة الاف من الجنيهات..فهل تظن يا سيدي ان كلبا يمكنه ان يقدم لك مثل هذا القرض..؟!
    فقال "انطونيو"بشجاعه:حتى او اقرضتني هذه النقود،فسوف اظل ادعوك كلبا واركلك بقدمي وابصق عليك وعلى عباءتك..اقرضني هذه النقود وافرض وزد عليها ما شئت من فوائد تطمع فيها..وسوف يكون لك الحق في ان تفرض على ما شئت من عقاب اذا لم اردها اليك في الوقت المتفق عليه.
    وعندئذ قال "شيلوك"بكل خبث ودهاء إنه على استعداد أن يقدم لانطونيو هذا القرض بدون فوائد على الاطلاق..ولكن بشرط واحد:هو ان يذهبا معا الى المحامي ،وان يوقع "انطونيو"على عقد يبدو كما لو كان مزاحا،يتيح لليهودي "شيلوك"أن يقطع رطلا من لحم "انطونيو" ومن اي جزء يختاره "شيلوك" من جسم "انطونيو" وذلك اذا لم يرد اليه الالاف الثلاثة من الجنيهات في موعد محدد!

    وحاول "بسيانو"ان يثني صديقه"انطونيو" عن توقيع هذا العقد اليهودي الماكر...ولكن "انطونيو" صمم على التوقيع دون خوف ....لأن سفنه وبضائعه ستصل قبل ان يحل موعد السداد بمدة كافية...ولن تكون هناك فرصة امام "شيلوك"لتنفيذ هذا المزاح...
    وهكذا وقع "انطونيو" على العقد...!



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    أما الفتاه التي يحبها "بسيانو" ويتمنى الزواج منها فقد كان اسمها "بوريشا"...وكانت تتمتع الى جانب أخلاقها الرفيعة ورجاحة عقلها بثروة طائلة ورثتها عن ابيها..وكانت لها وصيفة اسمها "نيرسا" ..وكانت "بورشيا" تعيش في منطقة "بلومنت" القريبة من البندقية.
    وبعد أن حصل "بسانيو" على النقود، التي اقترضها صديقه "انطونيو" من اليهودي "شيلوك" أخذ طريقة الى "بلمونت" ليعرض الزواج على حبيبته "بورشيا" ...وكان قد اصطحب معه تابعه المهذب "جراتيانو"ومجموعه من الخدم الذين يرتدون ملابس حسنه المنظر ليكونوا في خدمته مؤتمرين بأمرة...
    ووافقت "بورشيا" على الزواج من "بسانيو"بسعادة غامرة...واعترف لها "بسانيو" بأن ممتلكاته قليلة .وأن الشئ الوحيد الذي يفخر به هو انتماؤه الى اسرة عريقة من النبلاء .فقالت له "بورشيا" إنها تهبه نفسها وكل أملاكها ...وأنه من الآن فصاعدا هو رب البيت ومن حقه أن يتصرف في كل شئ....وخلعت الخاتم من اصبعها وأهدته إليه،وطلبت منه الاَ يفرط في هذا الخاتم ابدا..
    وكان التابع"جراتيانو" والوصيفة "نيرسا" يحبان بعضهما ويرغبان في تتويج هذا الحب بالزواج...لذلك فما أن علما بأن سيديهما سيتزوجان حتى أعلن "جراتيانو" انه يرغب في الزواج من "نيرسا"..

    ووافق السيدان على ذلك بكل سرور...

    ولكن لحظه الهناءهذه لم تستمر طويلا..فقد وصل الى "بسانيو" خطاب يتضمن أنباء مزعجة ومفزعه،فشحب وجهه وسألته "بورشيا" عن سر اضطرابه ،فقال لها بكل صدق إنه مدين لصديقة العزيز "انطونيو" بمبلغ ثلاثة الاف من الجنيهات...وقد اقترض صديقه هذا المبلغ من اليهودي "شيلوك" بناء على عقد يعطى لليهودي الحق في قطع رطل من لحم "انطونيو" اذا لم يسدد اليه القرض في موعد محدد..
    وأراها الخطاب الذي وصله من صديقه الوفي "انطونيو" والذي يحمل انباء سيئة ..وكان الخطاب يقول :"عزيزي بسانيو"...فقدت كل سفني ولم اعد استطيع سداد القرض "لشيلوك" بعد ان حل موعد الدفع ومعنى ذلك ان اليهودي سيقطع رطلا من لحمي من اي جزء من جسمي وسوف تنتهي حياتي وكل ما اتمناه ان اراك قبل موتي ...
    تاثرت "بورشيا" كثيرا بالمصير المؤلم لهذا الصديق المخلص النبيل وقالت إن على "بسيانو" ان يرحل فورا الى مدينه " البندقية" ومعه اضعاف هذا المبلغ ليحاول تصحيح هذا الخطأ وينقذ صديقة من براثن اليهودي "شيلوك" ووعدته بانها سوف تبذل كل جهدها بالوقوف الى جانبه في هذه المشكلة..
    ولكن لكي يصبح "لبسانيو" الحق في التصرف في اموال "بورشيا" فقد كان لا بد ان يتم زواجهما فورا ...فتزوجا وتزوج ايضا "جراتيانو"و"نيرسا"..
    وفور اتمام كل هذه الاجراءات سافر "بسيانو" وتابعه "جراتيانو" الى البندقية فوجدا "انطونيو" محبوسا بالسجن..
    وحاول "بسيانو" ان يتفاهم مع اليهودي "شيلوك" الذي رفض قبول الثلاثة الاف من الجنيهات التي قدمها اليه "بسيانو" واصر "شيلوك" على ان يقطع رطل من لحم "انطونيو" طبقا لما تم الاتفاق عليه في العقد وبعد ان فات ميعاد السداد..
    وتحدد موعد لمحاكمه "انطونيو" امام دوق البندقية ووقع "بسانيو" في قلق بالغ وحيرة شديدة..

    بعد رحيل "بسانيو" خافت "بورشيا" ان يفشل "بسانيو" في انقاذ هذا الصديق الوفي النبيل الذي ضحى بحياته من اجل زواجها وقررت بينها وبين نفسها ان تذهب الى البندقية لتدافع عن هذا الصديق النبيل امام المحكمه ولكن كيف؟!
    كان احد اقارب "بورشيا" محاميا كبيرا اسمه "بلاريو" فقامت بالكتابه اليه بكل تفاصيل المشكلة وطلبت منه ان يعطيها النصيحة في كيفية الدفاع كما طلبت منه ايضا ان يعيرها روب المحاماه حتى يمكنها الوقوف به امام المحكمه وسرعان ما وصلها رد المحامي "بلاريو" متضمنا كل النصائح والتفاصيل خطوة خطوة.
    وهكذا تزيت"بورشيا" ووصيفتها "نيرسا" بدور كاتب المحامي وشدتا الرحال الى البندقية.
    ودخلت الفتاتان الى قاعة المحكمه التي كانت منعقدة برئاسة دوق البندقية ومجموعه من المستشارين.وسلمت "بورشيا" الى المحكمه خطابا بتوقيع المحامي الكبير "بلاريو" يقول فيه انه كان ينوي الحضور الى البندقية للدفاع بنفسة عن "انطونيو" ولكنه يعتذر عن الحضور بسبب مرضة.
    ويفوض الشاب المثقف الدكتور"بالتازار" وهو الاسم الذي سميت به "بورشيا" ليقوم بالدفاع نيابه عنه ..وقبل الدوق هذا الخطاب ووافق على ان يقوم الدكتور"بالتازار" بالدفاع عن " انطونيو" بالرغم من صغر سنه وبالرغم من ملامحة الغضة الرقيقة التي تشع بالنضارة....!
    ودارت "بورشيا" بعينيها في قاعة المحكمه وشاهدت خصمها اليهودي الجشع"شيلوك" الذي خلا قلبه من الرحمه كما وشاهدت زوجها "بسانيو" الذي لم يستطع التعرف عليها وهي مرتدية ملابس الرجال وروب المحاماه وكان واقفا الى جوار صديقة الحميم "انطونيو" وقلبه مفعم بالحزن والاسى..

    وقالت "بورشيا" او"الدكتور بالتازار المحامي" دفاعا عن "انطونيو" انه طبقا لقوانين البندقية فلا بد من تنفيذ الاتفاق الذي تم في هذا العقد .
    وطلبت العقد من "شيلوك" لتقرأه ثم قالت ان هذا الاتفاق يعطي الحق لليهودي "شيلوك" ان يقطع رطلا من لحم "انطونيو" ولكن الرحمة ضرورية وواجبه ...إن تحقيق العداله لا بد ان يتم بالرحمه.وظلت تستعطف اليهودي لكي يكون رحيما بخصمه ما دام الدين قادرا على رد الدين ودفع الثلاثه الاف من الجنيهات.
    وعندئذ قال "بسانيو" انه مستعد ان يرد لليهودي هذا المبلغ اضعافا مضاعفة ولكن "شيلوك" لم يستجب لاي عرض ،واصر على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في العقد وان يقطع رطلا من لحم "انطونيو".
    وهنا تظاهرت "بورشيا" بقبولها لحكم القانون والتفتت الى "انطونيو" وطلبت منه ان يكشف صدرة ويستعد لهذه العملية القاسية التي سيقوم بها اليهودي ..
    واخذ اليهودي يسن سكينه الحادة..

    تساءلت"بورشيا" عن وجود الميزان الذي سيستخدم في وزن رطل اللحم وقالت لليهودي :قبل ان تقوم بقطع الرطل من لحم"انطونيو" يجب ان تحضر طبيبا حتى لا ينزف دمه الى ان يموت..
    فقال "شيلوك" بغيظ:ان ذلك غير منصوص عليه بالعقد.
    فقالت "بورشيا":نعم ان العقد يعطيك الحق في رطل من لحم "انطونيو" ولكنه لا يعطيك الحق في ان تجعله ينزف دما..ان إراقه الدماء جريمه يعاقب عليها القانون..فعليك ان تقطع رطل اللحم دون ان تريق ولو قطرة واحدة من دم هذا المسيحي..والا فإن قوانين البندقية ستطبق عليك فورا...فتصادر جميع ممتلكلتك وجميع بضائعك واموالك وتصبح حقا لحكومه البندقية!

    وهنا هلل جميع الحاضرين في المحكمه فرحين..لقد اصبح من المحال على اليهودي "شيلوك" ان ينفذ خطته الوحشية الدنيئة لذلك فقد اضطر الى الاستسلام فورا وان يقول في يأس:إذن اعطوني نقودي وسانصرف الى حال سبيلي!
    عندئذ صاح "بسانيو" متسرعا :ها هي نقودك فخذها ..ولكن "بورشيا" قاطعته قائله:انتظر ...ان العقد لا ينص الا على حق اليهودي في ان يقطع رطلا من لحم مدينه اذا فات ميعاد السداد ولم يقم المدين برد الدين فإذا استطاع اليهودي ان يقطع رطل اللحم دون ان يريق دم المدين فعليه ان يقوم بذلك الان ثم ان اليهودي قد ارتكب جريمه يعاقب عليها قانون البندقية ...هذه الجريمة هي التآمر على حياة احد مواطني المدينه ولأنك يا "شيلوك" قد تآمرت على حياة "انطونيو" فإن جميع اموالك ستصادر لصالح حكومه البندقية .... اما حياتك او اعدامك..فذلك امر متروك لرحمه الدوق رئيس المحكمه ليحكم ضدك بما يشاء طبقا للقانون فهيا اركع على ركبتك والتمس العفو عنك او الرحمه بك!!
    وقال الدوق رئيس المحكمه :لقد عفونا عنك دون ان تتوسل الينا اما ثروتك وممتلكاتك فقد حكمنا بمصادرتها على ان يؤول نصفها الى "انطونيو" الذي كنت ستتسبب في موته..ويؤول النصف الاخر الى حكومه البندقية.
    ولأن "انطونيو" كان طيبا وكريما فقد أبدى استعداده للتنازل عن نصيبة الى "شيلوك" بشرط ان يوقع على وصية تنص على ان تؤول ثروته بعد موته الى ابنته وزوجها...
    فقد كان "انطونيو" يعلم ان لهذا اليهودي ابنه وحيدة احبت وتزوجت شابا مسيحيا اسمه"لورنزو" وهو صديق عزيز من اصدقائة..فغضب اليهودي على ابنته وقرر ان يحرمها من ميراثة وتركته بعد موته ..

    واستسلم اليهودي ولم يجد مفرا...واضطر ان يقبل كل ذلك وبعدئذ حكم الدوق بإطلاق سراح "انطونيو" وانتهت المحاكمه .
    وعندئذ تقدم "بسانيو" الى الدكتور "بالتازار" المحامي ليشكره على دفاعة الذكي الذي انقذ حياه صديقة "انطونيو" ولم يكن "بسانيو" يعلم ان هذا المحامي ما هوالا زوجته "بورشيا" وقال "بسانيو" بكل شكر وامتنان: إن تقديرنا لك لا يقدر بثمن وارجوك ان تقبل الالاف الثلاثة من الجنيهات التي كنا سندفعها الى اليهودي كأتعاب لك...


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    رفضت "بورشيا" أن تأخذ النقود ولكن "بسانيو" أصر على المحامي أن يقبل أي هدية يحددها ....وعندئذ قالت "بورشيا" :إذن اعطني قفازك هذا !
    وعلى الفور خلع "بسانيو" قفازه وأعطاه للمحامي وعندما شاهدت "بورشيا" الخاتم الذي أهدته إليه ووعدها بألا يفرط فيه ابدا...وقالت له: ارجوك ..أعطني هذا الخاتم وسوف أقبله كهدية بدلا من الاتعاب....!

    شحب وجه "بسانيو" وشعر بحرج شديد وقال معتذرا : بأن هذا الخاتم بالذات هدية من زوجته العزيزه ولا يستطيع أن يفرط أو يتصرف فيه ..وأنه على استعداد لشراء أغلى وأثمن خاتم في البندقية وتقديمه هدية للمحامي ولكن "بورشيا" أصرت على اخذ الخاتم الذي يلبسه "بسانيو" في اصبعه.

    وانصرفت وهي تتظاهر بالغضب وانصرفت وراءها وصيفتها "نيرسا" التي كانت متنكرة في زي كاتب المحامي وعندئذ اقترح "انطونيو" على صديقة "بسانيو" ان يعطي الخاتم للمحامي وان يعتذر لزوجته عن هذا التصرف وازداد حرج "بسانيو" وخاف ان يتهم بأنه ناكر للجميل فخلع الخاتم واعطاه لتابعه "جراتيانو" ليلحق بالمحامي ويعطيه اياه...
    وعندما اخذت "بورشيا" الخاتم طلبت من "جراتيانو" أن يبلغ شكرها لسيده..وهنا طلبت "نيرسا" من زوجها "جراتيانو" الذي لم يعرفها وهي متنكرة في زي الرجال ،أن يعطيها الخاتم الذي يلبسه في اصبعه(وكانت "نيرسا" قد اهدت لزوجها هذا الخاتم وأقسم لها ألا يفرط فيه) ولم يجد "جراتيانو" مناصا سوى ان يخلع الخاتم ويقدمه الى الكاتب ...وانصرفت "بورشيا" ووصيفتها عائدتين الى بيتهما

    جلست الزوجتان "بورشيا" و"نيرسا" تنتظران عودة زوجيهما "بسانيو" و"جراتيانو" ..ووصل الزوجان ومعهما "انطونيو" ليتعرف على زوجة صديقة الكريمه وما هي لحظات حتى نشب شجار بين "جراتيانو" و"نيرسا" التي اكتشفت ان زوجها قد فرط في الخاتم الذي أهدته له ،واتهمته بأنه أعطاه لامرأه أخرى..وعندما حاولت "بورشيا" التدخل لفض النزاع بين الزوجين، اكتشفت هي الاخرى ان زوجها "بسانيو" قد فرط في الخاتم الذي اهدته له واتهمته بأنه اعطاه لامرأه اخرى....
    وعبثا حاول الزوجان ان يقنعا زوجتيهما بأنهما قد أعطيا الخاتمين للمحامي وكاتب المحامي وذلك بعد ان رفض المحامي ان يأخذ أتعابا سوى الخاتم الذي كان يلبسه "بسانيو".
    وتظاهرت الزوجتان بالحزن والغضب ..بينما ساد حزن حقيقي في قلب كل من الرجال الثلاثة ..وكان "انطونيو" اشدهم حزنا ..لذلك فقد قال "لبورشيا" بتأثر : سيدتي ..ارجو ان تغفري لي لاني تسببت في هذا الشجار ..وفي ان زوجك الكريم قد اعطى الخاتم للمحامي الذكي العظيم الذي انقذ حياتي ..وإني على يقين يا سيدتي بأن زوجك سيحافظ على ثقتك فيه طوال حياته.

    وعندئذ قالت "بورشيا" ولأجل خاطرك يا سيدي ..فسوف أعيد اليه هذا الخاتم وهو نفس الخاتم الذي اهديته من قبل ..وفوجئ الرجال بأن المحامي الدكتور "بالتازار" لم يكن سوى "بورشيا" نفسها..وأن كاتب المحامي لم يكن سوى "نيرسا" ..وفرح الرجال كثيرا بهذه المفاجأه ..وفرحوا أكثر وأكثر عندما أعطت "بورشيا" "لانطونيو" خطابا يحمل أنباء طيبة بأن سفنه قد وصلت سالمه ولم تلحق بها أي خسارة..

    تمت



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    و إلى اللقاء في رواية أخرى نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •