نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
العلاجات الهرمونية كانت من أول العلاجات الموجودة للسيطرة على السرطان, فعند بداية إستخدامها كان إحتمال حدوث إستجابة للأورام الحساسة لها فقط كبير جداً, أما الآن فهي تعتبر من المركبات الحرجة في علاج العديد من الأورام المختلفة.
معظم العقاقير المُستخدمة في العلاج الهرموني هي الإستيرويدس و نظائرها (Steroids and it's Analogues ) و التي تُعتبر طريقة عملهم غير معروفة حتى الآن, لكنها قد تشمل تثبيط مستقبلات الإستيرويد الموجودة على سطح الخلايا, فإغلاق هذه المستقبلات يمنع الخلايا من إستقبال محفزات النمو الهرموني الطبيعية, و بذلك يقل معدل نمو الورم.

بعض العلاجات الهرمونية الأكثر إستخداماً:

أ. مضادات الإستروجين (Antiestrogens):


توقف مضادات الإستروجين عمل الإستروجين بطريقة ما أو بأُخرى, كإغلاق مستقبلات الإستروجين أو بتثبيط تكون الإستروجين.

1. تاموكسيفين (Tamoxifen):

و هو عقار مضاد للسرطان يُستخدم بكثرة لعلاج سرطان الثدي و يكون إستخدامه في إحدى حالتين, إما في الإعدادات المساعدة بعد إجراء العملية الجراحية أو للسيطرة على السرطان عندما يكون في مرحلة متقدمة. تختلف طريقة عمل التاموكسيفين الأولية في أورام مستقبلات الإستروجين الأولية, و التي هي إغلاق منبهات الإستروجين في خلايا سرطان الثدي, و هذا يحدث بقدرة العقار على تثبيط النقل و الربط النووي لمستقبلات الإستروجين. و يعتبر التاموكسيفين مضاد للإستروجين في أنسجة الثدي كما أنه منبه للإستروجين في أنسجة الرحم الداخلية و العظام و الأنسجة الدهنية. و من أبرز الآثار الجانبية للتاموكسيفين هي الإحساس بحرارة بالجسم و هي العلامة التي تصيب تقريباً نصف السيدات اللاتي يستخدمنه, أما عن الآثار الجانبية الأُخرى فهي تتضمن زيادة قليلة في فرص حدوث تجلطات سواء ثابتة أو متحركة مع إحتمال حدوث سرطان ببطانة الرحم. في دراسة عشوائية قُورن التاموكسيفين بعقار بلاسيبو لمنع حدوث سرطان الثدي عند النساء فلوحظ فيه أن خطر أو إحتمال إصابة النساء بسرطان الثدي تقل 50% في حال أُخذ 20 مجم منه يومياً.

2. تورمفين (Toremfen) :


و هو التركيبة النقية لمضادات الإستروجين. و قد أُنجزت دراسة قورن فيها التاموكسيفين بالتورمفين فوُجد أن العقارين فعالين بالتساوي في علاج سرطان الثدي المتقدم المرحلة. و لكن يظهر أن التورمفين أقل خطراً من ناحية حدوث سرطان الرحم على الأقل في النماذج الغير إكلينيكية.

3. ميجاستيرول ( Megasterol) :


أُستخدم هذا العقار أيضاً لعلاج سرطان الثدي المتقدم لكنه يُستخدم حالياً لعلاج فقدان الشهية و الهزال الشديد الناتج عن السرطان.

ب. مثبطات إنزيم الأروماتيز (Aromatese Inhibitors):


مثبطات الأروماتيز تُوقف تكون الإستروجين بعد سن إنقطاع الطمث و ذلك بتثبيط التحول الخارجي للأندروجين إلى الإستروجين, و طُورت هذه المركبات لعلاج سرطان الثدي الحساس للهرمونات. هذه العوامل مفيدة فقط للنساء بعد سن إنقطاع الطمث أو للنساء اللاتي أُجريت لهن عملية جراحية لإستئصال المبيضين قبل سن إنقطاع الطمث و ذلك لأن إنتاج الإستروجين من المبيضين غير متأثر بهذه العوامل.

1. الأمينوجلوتامايد ( Aminoglutethamide):


كان أول عقار متوفر لعلاج السرطان و لكن في الوقت الحالي أصبح إستخدامه نادراً و ذلك بسبب ضعف تحمل المرضى له و كذلك بسبب الحاجة إلى تعويض الكورتيزون عند إستخدام هذا العقار. و يوجد الأن عقارين جديدين و هما أناستروزول و ليتروزول و كلاهما من مثبطات الأروماتيز الفعالة و متساوية التأثير للأمينوجلوتامايد, إلا أنهما يُؤثران قليلاً على تكون الكورتيزون و الألدوستيرون و هرمون الغدة الدرقية( الثيروكسين).

2. مماثلات الهرمون المُرسل للجونادوتروبين
(Gonadotropin-Releasing Hormone Analogue ) :

الهرمون المُرسل لهرمون اللوتينايزينج ( "Luteinizing Hormone "LH) هو مركب منقسم من الهرمون الطبيعي الناتج. بدايةً كانت هذه العقاقير تسبب زيادة في معدل هرمون التيستيرون بسبب إستثارتهم له نتيجة إرسال هرمون اللوتينايزنج ”LH” , برغم ذلك مع الإستخدام المتكرر تضعف الغدة النخامية مما ينتج في قلة مفاجئة في إنتاج الإستروجين و الأندروجين. كما أن هناك عقاري الليوبرولايد (Leuprolide) و جوسيريلين (Goserelin) اللذان يعطيان كحقن وريدية بطيئة تُعطى شهرياً أو كل 4 أشهر, فيكون معدل القضاء على هرمون التيستيرون خلال 3 إلى 4 أسابيع مع الليوبرولايد, و خلال شهر واحد مع جوسيريلين.

3. مضادات الأندروجين
(Antiandrogens):

تُستخدم هذه العقاقير للرجال المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم و الحساس لهرمون الأندروجين, و ذلك إما كعلاج أولي أو كعلاج مركب بالإشتراك مع مماثلات الهرمون المُرسل للجونادوتروبين . و طريقة عملهم هي بالإرتباط مع مستقبلات الأندروجين و إغلاق تأثير الدايهيدروستيرون (Dihydrosterone) على خلايا سرطان البروستاتا. عقار الفلوتامايد (Flutamide) كان أول عقار متوفر لعلاج سرطان البروستاتا و معظم أثاره الجانبية تتضمن الإسهال, نمو الثدي عند الرجال, و في بعض المرضى يحدث تسمم كبدي لديهم. أنواع أخرى كالنيلوتامايد (Nilutamide) , بايكالوتامايد (Bicalutamide), لهما نفس نشاط الفلوتامايد لكن قدرة إحتمال المرضى لهما أكبر و ذلك بسبب الإسهال الأقل و سهولة جدول إعطائهما.