بدء :
يتهدل القلب .. أتلعثم في زهرة الآس ..نشتبك
على أسوار البوح ..فأذوب في حضن
الأبجدية ..
أجد الليل ملائماً للإعتراف بالحزن ..
فإني قد كتبت على وجه النار شطراً .. فثار
الدخان من وجد ألم به ..
قد توقف نبض المحبرة .. ولم يتبقى في كلمات
الصمت سوى حبل يتهادى فوق وجهات الشبه
بيني وبين الموت ..
أختنق من تقاطعات التيه .. سراديب بارده .. تعج
بالماضي .. صور تجلب الآهات قُدُماً نحو قلبي ..
في هذا المدى السرمدي .. صقلت
روحي .. فكان أن تنفس بعضٌ من
بعضي ..
لم تنكمش الأماكن .. ولم يتمدد الزمان ..كنت
على وشك أن أغفر لقصيدتي .. فأبت إلا
الإنتحار على صفحات الإنتظار ..
أقلب جسدها الميت .. وابحث عن حرف أحيي
به رفات ماقد مضى ..
أُقْحمُ قلمي .. ينبُش الأركان .. ينفض الغبار
عن تلك الزوايا ..
لافائدة ترجى .. فأنا لم أشيد موائل الروح ..
وبحيث أنه لا أمل بين الكينونة وقلبي .. فقد
تشظى المدى .. وتاهت الأرواح في أزمنة
الإفصاح بنغمات تحمل غنج الإقحوان وهتاف
الليلك ..
في إحدى مساءاتي .. عمدت الى
تعويذتي .. وأنشدتها بصوت مرتفع فهبطت
قصائدي وأشتبكت .. وترنحت بإيقاع اليتم ..
فكان أن قربوا قلمي قرباناً بين
يدي ..منحت من الضوء خاتم ..
ذهبت القصائد .. وبقي إنعكاس وجهها القمري
في سمائي ..
كسرت حلقة الخوف .. أطلقت سهمي .. فجرحت
غيمة .. لطم المطر خديّه ..
وخضبت الأرض بخمرة الشمس ..
قصصت تواتر الضوء .. مسحت أقدام الليل أثره ..
يتراشقان النظرات .. تهب عاصفة لاتلتقط منها
الذكريات سوى الشائك من النبض ..
تسيل من عين الأرض دمعة .. فتصب في
الفرات .. ينوح من ألمها جوف
العاشقين ..
تتأخر الكلمات .. ولا أجد الخلاص ..
فأستسلم لزخة صوت .. لهمسات تعزف على
أوتاري .. ألحان الورد ..
كيف بي وأنا أهذي .. لذة الإعتراف .. هي
نبيذ الواقع .. من يستمع لها آثم
ومن يقرأها آثم .. في منهجي .. أبتعد قدر
الإمكان عن واقع يلزمه الإعتراف ..
تذوب جمرة الإقدام في جليد الصمت فتبقى آخر
حروف الشطر محفورة على جبين
النسيان ..
همسة :
لكي يجد البوح مكانته .. كان لابد من
التضحية .. فأنا لاأحب الإرتباك بين جدائل الصقيع
وأزقة المدينة ..
بقلمي : الناسك ..