السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


قضية عدم توافق الشهادة الجامعية و الوظيفة في الواقع قضيّة لا بد من الوقوف عندها


فكثيرا ما تتصادم رغبات حاملي الشهادات الجامعية في ميدان التوظيف مع ما رسموه و حددوه


في أذهانهم من أهداف .. و لعلّ عدم توفّر المهن الخاصة بكلّ فرع أو مجال هو العائق


الأوّل ....



انتظار التوظيف الحكومي عادة ما يخيب في بلداننا العربية إن نحن أردنا حصر القضية


في إطارها و ما أكثر الشباب العاطلين عن العمل لعدم توفّر ما يناسب تخرّجهم و تفوقهم


و من ناحية أخرى نرى الكثيرين يشغلون من الوظائف العامة و لو بدخل زهيد رغم أنها


غير مناسبة " المهم وظيفة " و هذا حالهم يتحدث



ثمّ إنّ الأمر لا يتوقّف على الحظ حسب اعتقادي بل هو سوء التسيير فيما يتعلّق بميدان


التربية و التعليم العالي ثم الوظيف العمومي و ما يتبعه من ملاحق ، فالطالب الذي يدرس


في الثانوي و قبله المتوسط و هو يجتهد وصولا للمرحلة الجامعية كثيرا ما يفتقر للتوجيه


الصحيح لاختيار ما يلائم قدراته فنجده ضائعا فيما بعد و لشدّ ما يجد ذاته أمام اختيارات


محصورة تزيد حيرته فيتجه لدارسة أيّ شيء من أجل الدراسة و فقط و على عكسه


فمن ينتهجون سبلا واضحة و ميادين يتفوّقون فيها لقلّ ما يعثرون فيما بعدُ على المناسب


لتدخّل ما يسمّى بالواسطات في العمل و هي ظاهرة لا يمكن إنكارها ... ثمّ أنّه لو وظف


يقذف به خارج حدود الأرض ليلاقي عناء البعد و المشقّة بدل الراحة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



و لنعد للنقطة التي أثارها الأستاذ " شفق " في تعقيبه : عدم توافق مناهجنا التعليمية


مع سوق العمل ....



فعلا فالمتوجّه منا للميدان لا يجد توافقا مع الجانب النظري الذي يتلقّاه المتخرجون و الواقع


العملي و هذا ما يحدث مفارقات تقلّل من شأن الناتج و المردود و لا ينعكس على الفرد


وحده فحسب ... ثمّ إنّ خلوّ المناهج من تطوير و تغييرات و إصلاحات ملائمة يصيب


التلقي بالرتابة و لا يواكب ما يحدث من تغييرات ستفاجئ لاحقا المتّجه للوظيف



مثال بسيط أنّ ما تلقّيته أنا أثناء دراستي الجامعية لا يوافق في جانبه النظري تماما ما


نقوم بتلقينه و إعطائه للطلبة اليوم بل على العكس من ذلك وجدنا أنفسنا ندرس من جديد


لنستطيع التوافق مع طبيعة الفصول الدراسية هذا و نحن موظفون في مجال تخصصنا فما


بالك بفروع أخرى .



شكرا أستاذ " بحار " لطرح هذه القضية الهامة للنقاش و لي عودة إن شاء الله إن كان في


الأمر ما يدعو لذلك و عذرا لإطنابي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي