* الولاء للوطن وحكامه ينعدم تقريبا لدى الفئتين , الأولى ترى أن مصالح الوطن تتعارض مع مصالحها ولكنها تستمر بالنفاق حتى تحصل على المزيد من الامتيازات, والثانية تعتقد أن الحكومة تحابي الفاسدين على حساب الضعفاء . والنتيجة مواطنين بلا ولاء لوطنهم


شهد هذا العصر في ظل التطور التقني وانفتاح الاعلام على بعضه البعض بالإضافة إلى تقارب دول العالم اقتصادياً في ظل العولمة والدخول في اتفاقيات دولية، نشط الحديث عن الفساد الإداري ومألوفاً للجميع في وقت كان فيه هذا الموضوع عند بعض الدول من الخطوط الحمراء التي لا يمكن مساسها لكون الفساد بطبيعة الحال يحمي الفساد.
ولعلي استعرض في هذا المقال إلقاء الضوء على مشكلة الفساد الإداري في محاولة لتعريفه وشرحه وصولاً إلى، ثم التركيز على سبل مكافحته يقينا منا بانه من المواضيع الهامة التي تمس المجتمع والفرد وان التعرف عليه بحد ذاته قد يساهم بشكل كبير في الحد من هذا المرض المستشري الذي انهك اقتصاديات دول ومقدرات شعوب عديدة مازالت في مؤخرة الركب ليس فقط بسبب الفساد الإداري وانما هو كذلك لاسباب عدة.
من الصعب ايجاد تعريف واحد لمفهوم الفساد الإداري حيث ان هناك تعاريف متعددة تناولته من جوانب مختلفة، لكنها لا تعطي تعريفاً شاملا ودقيقاً حيث تباينت وجهات النظر بين الاكاديميين وأهل الاختصاص وغيرهم فمنهم من ذهب إلى ربط مضمون الفساد الإداري بالبعد الحضاري وما فيه من قيم وتقاليد ومعتقدات ونظم سياسية وبيئية اخرى، ومنهم من ذهب إلى النظرة الآحادية بالقول بأن الفساد الإداري هو نتيجة التسبب والفوضى واستجابة للحاجة والعوز المادي. هذا باختصار ما يروج له الطرفان.
ولم يغب عن اذهان اللغويين والمفسرين تعريف ذلك بأقوال عدة فمن يرجع إلى أمهات المؤلفات العربية كلسان العرب لابن منظور، والقاموس المحيط للفيروز أبادي، والمصباح المنير للفيومي يجد تعريفات عدة في هذا الأمر.
وبالرجوع إلى الآراء الحديثة فإن معجم وبستر في اللغة عّرف الفساد الإداري إلى انه "اقناع شخص مسؤول عن طريق وسائل خاطئة كالرشوة مثلا بانتهاك الواجب الملقى على عاتقه".
وبطبيعة الحال فإن الفساد في الواقع العملي قد لا يكون من الصعب معرفته بخلاف صعوبة ايجاد تعريف علمي دقيق له. حيث ان كل ما خالف الطبيعة البشرية الطبيعة بداهة فهو خطأ.
والفساد الإداري يرتبط من اسمه بالاعمال والوظائف سواء كانت في القطاع العام أو الخاص، حيث ان الموظف مهما كانت مرتبته علت أو دنت أو كينونة عمله المختص بها انما وضع لانجاز مهام مؤتمن عليها كونها تدخل في مسؤوليته سواء كانت تلك المسؤوليات اشخاصاً تحت ادارته، أو ممتلكات، أو اموالاً، أو أسرار عمله وما يرتبط به.
لذا فإن كل ما خالف القيام بهذه المسؤولية شرعاً وعرفاً ونظاماً فانه يعتبر فساداً إدارياً.
ان الفساد الإداري يعتبر معضلة في سبيل تطور المجتمعات والدول لانه يقضي على القيم ويعزز النظرة الفردية بتغليب مصالحها على مصلحة المجتمع بكافة اشكاله ومستوياته من خلال العمل بطرق غير مشروعة ينتج منها استفادة فئة صغيرة على حساب حقوق وتطلعات الفئة الأكبر، وهذا بدوره كفيل بأن يوقف عجلة التنمية وتنفيذ خطط التنمية سواء في منظمة صغيرة أو في دولة بأكملها. ولعلنا ساهمنا ولو بشكل بسيط في تسليط الضوء على هذه المشكلة من خلال تعريف الفساد الإداري بشكل يعطي القارئ فكرة عامة عنه بالإضافة إلى نبذة مختصرة قد تكون مفيدة عن سبيل مكافحة هذا الوباء، ولعل هذا المقال الذي كتبه عيسى الغفيلي يساهم في زيادة الوعي حول الفساد الإداري كأحد أهم اسباب مكافحته من خلال التعرف عليه ومن ثم اتخاذ كافة السبل في سبيل مكافحته كل من خلال موقعه ومسؤولياته تجاه نفسه وتجاه مجتمعه الذي يعيش فيه سواء كان المجتمع الصغير وصولاً إلى المجتمع الأكبر وهو الوطن الذي هو بالنهاية هدفنا جميعاً لحمايته والمساهمة في رقيه وتطوره.
أستاذتي / أنوار لك من تلميذك البحري كل الودوالاحترام نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي