12- باب في بناء المساجد
448ـ حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن سفيان الثوريِّ، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "ما أمرت بتشييد المساجد" قال ابن عباس: لتزخرفُنَّها كما زخرفت اليهود والنصارى.
449ـ حدثنا محمد بن عبد اللّه الخزاعي، ثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة عن أنس، وقتادة عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم السَّاعة حتَّى يتباهى النَّاس في المساجد".
450ـ حدثنا رجاء بن المرجَّى، ثنا أبو همام الدلال [محمد بن محبَّبٍ]، ثنا سعيد بن السائب، عن محمد بن عبد اللّه بن عياض، عن عثمان بن أبي العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يجعل مسجد الطائف حيث كان طواغيتهم.
451ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس ومجاهد بن موسى، وهو أتمُّ، قالا: ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن صالح، ثنا نافع أن عبد اللّه بن عمر أخبره
أن المسجد كان على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مبنياً باللّبنٍ وسقفه بالجريد قال مجاهد: وعمده من خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئاً، وزاد فيه عمر، وبناه على بنائه في عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد، وأعاد عمده، وقال مجاهد: عمده خشباً، وغيَّره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصَّة، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج، قال مجاهد: وسقَّفه الساج، قال أبو داود: القصَّةُ: الجصُّ.
452ـ حدثنا محمد بن حاتم، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن شيبان، عن فراس، عن عطية، عن ابن عمر قال:
إن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كانت سواريه على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم منن جذوع النخل، أعلاه مظلَّلٌ بجريد النخل، ثم إنها نخرت في خلافة أبي بكر فبناها بجذوع النخل وبجريد النخل، ثم إنها نخرت في خلافة عثمان فبناها بالآجُرِّ، فلم تزل ثابتة حتى الآن.
453ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن أبي التَّيَّاح، عن أنس بن مالك قال:
قدم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المدينة فنزل في عُلْوِ المدينة في حَيٍّ يقال لهم: بنو عمرو بن عوف فأقام فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى بني النجار فجاءوا متقلِّدين سيوفهم، فقال أنس: فكأنِّي أنظر إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر رِدْفَه، وملأُ بني النجار حوله، حتى ألقى بفناء أبي أيوب، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلي في مرابض الغنم، وإنه أمر ببناء المسجد فأرسل إلى بني النجار فقال: "يا بني النجار، ثامنوني بحائطكم هذا" فقالوا: واللّه لا نطلب ثمنه إلا إلى اللّه عزوجل، قال أنس: وكان فيه ما أقول لكم: كانت فيه قبور المشركين، وكانت فيه خرب، وكان فيه نخل، فأمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسوِّيت، وبالنخل فقطع، فصفُّوا النخل قبلة المسجد، وجعلوا عضادتيه حجارةً، وجعلوا ينقلون الصخر، وهم يرتجزون، والنبي صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول
اللَّهمَّ لا خير إلاَّ خيرُ الآخِرة*.*فانصُر الأنصار والمهاجرة
454ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة عن أبي التَّيَّاح، عن أنس بن مالك قال:
كان موضع المسجد حائطاً لبني النجار فيه [حرثٌ ونخل] وقبور المشركين، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "ثامنوني به" فقالوا: لا نبغي به ثمناً فقطع النخل، وسوِّي الحرث، ونبش قبور المشركين، وساق الحديث وقال: "فاغفر" مكان "فانصر" قال موسى: [و] حدثنا عبد الوارث بنحوه، وكان عبد الوارث يقول: خرب؛ وزعم عبد الوارث أنه أفاد حمادا هذا الحديث.