
قوس قزح
توقفت السيارة و خرجت منها مسرعة لتعانق الفضاء
شمس بالكاد دافئة لكنه يوم جميل بعد أيام من المطر
و قاد صادف هذا اليوم عطلة مدرسية قرر الوالد أن يقوموا بنزهة جبلية
يرفهوا من خلالها عن أنفسهم و يبتعدون عن أجواء المدينة المزدحمة بناسها و زوارها .
و فجأة وقع نظرها على ذاك المتعدد الألوان ذاك الذي نادرا ما تصادفه
و صرخت بفرح انظروا انه قوس قزح
تركتهم و ركضت نحوه علها تمسك به فكثيرا ما كنت مرة تتخيله تاجا على رأسها و مرة قلادة و مرة سوارا
كانت مغرمة بألوانه حد الاعتباط .
ركضت و كلما هيئ لها أنها أمسكته فر هاربا الى السماء .
تعبت أرجلها الصغيرة فهوت على الأرض و لسان حالها يقول
لن أمسك به أبدا ربما لا يحبني و ربما له وجهة أخرى .
و بينما هي هكذا سمعت صوتا يقترب منها و هو يقول
مابك طفلتي لما تحاولين الامساك بي
اتسعت أعينها انه هو قوس قزح يخاطبها
نظرت اليه و اخبرته بما تريد أن تصنع منه
ابتسم و ربت بيده الأرجوانية على رأسها و قال
ربما يوما ما يا طفلتي ستتحقق أمنيتك
و عاد أدرجه .
فنادته ..
- أيا قوس قزح
- نعم يا طفلتي
- أوليس مكانك السماء
- نعم
- اذا لما لا تتواجد بسماء مدينتي
- أوا لا أفعل
- لا أبحث عنك بعد كل مطر و اشراقة شمس فلا أجدك أو لست ملكا للجميع
- طبعا يا طفلتي
- اذا لما تتواجد بسماء البعض و سماء البعض الآخر مثلي تغيب
لامست يده الجورية ذقنه الأزرق و نظر اليها و وعدها أن يزور سماءها عن قريب
و منذ ذلك الحين و هي لا تزال تنتظر زيارة قوس قزح لسمائها
و لم تفقد الأمل بلقياه من جديد مع أنها أصبحت بالثلاثينات
و كلما تذكرت لقاءهما الأول ابتسمت .
|