بداية بالعنوان الذي يتجزأ إلى أربع كلمات تفصل بين كل كلمتين .. نقطتين
وفقت إلى حد بعيد في التعبير عنه بـ : مقاطع النزف
الأكثر تلامسا مع مقاطع العزف
من المعتاد أن يعبر الكاتب عن الألم بألفاظ مثل :تألمت..جرحت..نزفت..بكيت..سهرت........الخ
والمباشرة في التعبير أسلوب ممل يفقد المتلقي متعة الغوص في أعماق النص لاستخراج الألم بذاته ويدفع بالقارئ نحو تشريح الكتابة بحثاً عن النقطة التي أثارت الكاتب وأدار عجلة "نزفه" حولها .
الجميل هنا هو أن المفردات الناعمة رغم سلاستها و هدوئها و انسيابها إلا أنها تعبر عن انفجار و غيبوبة و انهيار ..
والأجمل من ذلك هو أن الخاطرة أعلاه رغم كونها مقاطع فصل بينها الكاتب بين كل بوح وآخر
إلا أن القارئ يشعر تلقائيا أثناء قراءتها بأنها شلال هادئ لا يمكن الفصل بين انسياب قطراته
أن تكتب خاطرة واحدة فأنت بذلك تسهل على نفسك وعلى القارئين لك المهمة..فيكون التعبير كله مركزا على فكرة واحدة من بداية النص إلى نهايته
لكن أن تكتب مقاطع فأنت تحتاج إلى سلاسة فكرية وعاطفية لتربط بينها بحيث لا يشعر المتلقي أنه يقرأ فكرة ثم يقفز فجأة إلى فكرة أخرى
هنا
المقاطع كثيرة لكن النزف لجرح واحد
وأخيراً - لو لاحظتم-
لا توجد كلمة "نزف" أو "جرح" في الخاطرة
ومع هذا فلابد أنكم شعرتم أن النص كله من "الوريد"إلى "الوريد"
هو نزف لا يتخثر!!
تحية بكثافة الغابات المتفرعة في هذا النص!
وبالتأكيد سـ أعود !