الموت ... النداء الصامت الذي ما يفتأ يقرع الأسماع ..
الموت ... نقطة في آخر سطر الحياة ..
فعزاءا لكل من قرع الموت بابه .. وتذكيرا لمن خاف الرب وهابه .. وردعا لكل من غفل بوابة العرض الآخير ..
اخترت لكم من شعر العشماوي أبياتا عنوانها الموت .. في قافية نونية بديعة ..
ينقلها لنا العشماوي بإحساس المسلم المؤمن بقضاء الله المصدق بوعده ...
ماذا أقول لزائر مهما نأى *** عنا , فإن خياله يغشانا
لو أن أبراج الحراسة شيدت *** من حولنا , لاجتازها وأتانا
لغة الممات فصيحة لكنما *** لهو الحيـــــــاة يغلق الآذانا
ميلادنا باب الدخول وموتنا *** باب الخروج بنا إلى أخرانا
للموت عين يـــا محدثتي تــرى *** ما لا يراه النـــاس من أخــرانا
هو لا يفرق بــين شيخ أو فتى *** أبدا , و لا يتخـــــــــــير الألوانا
تمضي بـنا نحو المعاد ركـــابه *** لنرى السراط هنــاك والميزانا
فــكبيرنا كصغيرنا , وغنــــينا *** كفقيرنا , و الموـــت لا ينــسانا
و الآلة الحدباء عرش رحيلنا *** و اللحد في عمق الثرى مثوانا
ما بين جملة " يحفظ الله الفتى " *** فينا و"يرحمه " ترى البرهانا
كل العناوين انمحت لما غدا *** صمت المقابر للفتى عنوانا
مات ابن آدم يالها من عبرة *** تحيي القلوب , وتوقظ الأذهانا
مات ابن آدم فالحياة قصيرة *** تطوي بكف رحيلها الأزمانا
وتقيم فينا بالمصائب واعظا *** أندى وأبلـــغ منطقا ولسانا
يا فاقد الأحباب صبرا إنها *** دنيا فناء , طبعها النقصان
لو تدوم الحياة ما مات كسرى *** وتهاوى من بـــــــعده الإيوان
يا فاقد الأحباب أبشر , إنما *** يرجى لهم من ربنا الغفران
فالله أرحم بالفتى من نفسه *** وبعــــفوه يتـــــعلق الإنسان
فقد الأحبة عاصف من خسرة *** بهــــــــبوبه تتزلزل الأركان
لا يعصم الإنسان من هبـــاته *** إلا يقـــــــين القلب والإيمان
فالموت سماه الإله مصيـــبة *** مشهودة يتــــــلى به القرآن
يدمي القلوب ويستثير أنينها *** وبه يحرك نــــــاره البرهان
سيموت من في الأرض لن يبقى بها *** إنس ولا جـــــــــــان , ولا حيوان
سيموت -حتى الموت- هذي سنــة *** في الديــــن منها شـــــــاهد وبيان
هي ساعة كتبت فإن حانت فما *** يحمي الفتى أهـــــــل ولا إخوانا
أسأل الله أن يغفر لموتانا وموتاكم وموتى المسلمين وأن يرحمنا ويغفر لنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه .... اللهم آمين
شكراً على هذه الكلمات التي مازلنا في أمس الحاجة لها