قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولونَ مَا لا تفعلون. كَبُرَ مقتاً عندَ الله أنْ تقولوا ما لا تفعلونَ». وقالت العرب قديماً لمن يحدث بشيء ولا يفعله (نسمعُ جعجعةً ولا نرى طحناً)، وفي رواية هايط مهايطة إذن هو مهايط وذلك بحسب المعجم المحلي في شبه الجزيرة العربية الذي أُضيف له هذا المصطلح مؤخراً عقب ازدياد تداوله، وذلك بفضل تعدد وسائل التقنية الحديثة للتواصل بين الأفراد والمجتمعات، تلك الوسائل المعتمدة في مجملها على الطاقة الكهربائية كمصدر، إلى هنا يمكن وصف كلامي السابق بالاستطراد وربما الهياط.. ولا مشاحة في ذلك؛ فالنقد الهادف أمر محمود سأضعه في الحسبان لتطوير أدواتي الكتابية مستقبلاً. ولكن الأمر غير المحمود هو اتخاذ جهة رسمية كشركة الكهرباء – باعتبارها عصب حياة الحاضر وشريانه الرئيس – من الهياط استراتيجية تنطلق منها في عملها.. فبزيارة خاطفة لموقع الشركة الرسمي – للمقارنة بين الواقع والمعمول – عبر محرك بحث السيد «جوجل» تجد من الشعارات الرنانة والرؤى والاستراتيجيات مالم تصدح به أبرز منابر الخطابة والتنظير. والسيد جوجل نفسه يصادق أيضاً على أن ما قرأت في موقع الشركة إن هو إلا الهياط بشحمه ولحمه، وذلك من خلال استعراضنا لمعاناة وهموم الناس من تواضع خدمة الكهرباء وانقطاعاتها المتكررة في مناطق أطراف الوطن على وجه الخصوص، التي ملَّ هو كذلك من تكرارها على صفحاته. ولنأخذ على سبيل المثال جازان كواحدة من أهم تلك المناطق وقصة معاناتها الأزلية مع الكهرباء، فمن يصدق أن هذه المنطقة المستقلة إدارياً (كإمارة) وبالرغم من الكثافة السكانية والنهضة العمرانية والاقتصادية التي تشهدها خاصة في السنوات الـ 10 الأخيرة.. لاتزال إدارة الكهرباء فيها تابعة لمنطقة إدارية أخرى (عسير). ولذلك الاقتران بطبيعة الحال مردوده السلبي المتعدد والمتراكم منذ سنوات كضعف الشبكة وغياب الصيانة الدورية وكذلك قلة الفنيين وبالتالي عدم القدرة على مباشرة الأعطال في زمن يجنِّب المواطن عناء الانتظار والضرر المترتب عن انقطاع التيار الذي أضحى هاجساً له في الشتاء والصيف.. فمحافظة حدودية في ذات المنطقة كصامطة منذ بدء دخول الكهرباء منازلها – قبل 30 سنة تقريباً – لاتزال تعتمد على فرقتي طوارئ فقط!. وصامطة أيضاً شهدت قبل 4 سنوات تنفيذ مشروع زراعة كيابل الكهرباء في طرق المدينة، كخطوة أولية في سبيل التخلص من الشبكة المعلقة التي تغذي المحافظة بالتيار الكهربائي. ولكن توقف المشروع عند ذلك الحد، فهل يأتي هذا التوقف عن قناعة المعنيين وثقتهم في قدرة تربة المنطقة – المعروفة بخصوبتها الزراعية – على نمو توصيلات التيار للمنازل والمنشآت من تلقاء نفسها بعد موسم الأمطار؟! بقي أن نعرف هنا أن الـ «هياط» باحترافية قد يكون ماركة كهربائية مسجلة كما هي معاناة كل الأطراف مع هذه الخدمة.
http://www.alsharq.net.sa/2013/03/08/755028