لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 57

الموضوع: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

  1. #21
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    إليكم ملخّص رواية " مغامرات هكلبيري فين " للروائي " مارك توين "


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    تبدأ القصة في مكان من نسج خيال الكاتب يدعى سانت بيترسبيرغ, ميسوري, على ضفاف نهر الميسيسيبي. كان الصبيان توم سوير وهكلبيري فين قد جمعا مبلغاً جيداً من المال من مغامراتهما السابقة (مغامرات توم سوير). وكان هاكلبيري تحت رعاية السيدة دوجلاس والتي كانت تسعى جاهدة مع أختها الآنسة واتسون أن تغير من طباعه وتجعله أكثر تحضراً وأرقى طبيعة. وكان هاك يقدر جهودهما ولكنه كان يرى في ذلك تقييداً لحياته لا يرغب فيه. ويظهر توم سوير في بداية القصة ليساعد هاك على الهرب من المنزل. ويجتمع الصبيان مع المجموعة التي كان يلتقي معهم توم سوير والذين كانوا يخططون بعض الجرائم في مغامراتهم. وتتغير حياة هاك رأساً على عقب عند الظهور المفاجئ لأبيه الكسول وعديم الحيلة "باب", وكان رجلاً سيء الأخلاق دائم السكر. وبالرغم من نجاح هاك في منع أبيه من الحصول على ما كسبه من مال إلا أن باب يأخذ هاك ليكون تحت رعايته وينتقل به إلى ناحية من الغابة حيث يغلق عليه الكوخ ويسجنه فيه. إلا أنه هاك يهرب من الكوخ ويتوجه نحو نهر الميسيسيبي.



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    يلتقي هاك بالخادم الذي كان يعمل لدى الآنسة واتسون, جيم, في جزيرة تدعى جزيرة جاكسون, ويخبره بأنه قد هرب من عندها بعد أن سمع أن الآنسة واتسون ستبيعه لعائلة قرب نهاية النهر حيث أوضاع العبيد هنالك أسوأ بكثير. كان يحاول جيم الذهاب إلى منطقة القاهرة, إلينوي والتي لا يوجد فيها رق, وكان هاك في البداية معارضاً لأن يصبح جيم رجلاً حراً, ولكن بعد أن تنقلاً مع بعضهما وتبادلاً أطراف الحديث بعمق وعرف هاك الكثير عن حياة جيم وماضيه, وساعد ذلك في تغيير بعض الأفكار التي يعتقدها هاك حول الناس والرق والحياة بمجملها, ويستمر هذا التغيير خلال الرواية بأكملها. ويلجأ هاك وجيم إلى مغارة على أحد التلال في جزيرة جاكسون للاختباء من عاصفة قوية, وكانا يذهبان نحو النهر كلما تمكنا لإحضار بعض الطعام والحطب وغيرها من المواد التي قد يحتاجون إليها, وفي أحد الليالي يعثرون على طوف خشبي فيأخذونه ويستخدمونه لاحقاً للسفر عبر نهر الميسيسيبي. وبعد ذلك يجدون بيتاً بأكمله عائماً على النهر, فيدخلان إلى ذلك البيت ليأخذوا ما أمكنهم منه, ولكن حين دخل جيم إحدى الغرف رأى باب (والد هاك) ميتاً وملقى على الأرض, ويظهر على ظهره أثر رصاصة أصيب بها وهو يحاول على ما يبدو أن يسرق البيت. ما يفعله جيم في هذه اللحظة هو منع هاك من النظر إلى وجه الرجل ولا يخبره بأنه باب.




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    كان يريد هاك أن يعرف ما يدور في المنطقة حوله من أخبار الناس فذهب متنكراً بزي بنت (سارة ويليامز) ويتوجه إلى المدينة. يدخل هاك إلى بين امرأة انتقلت مؤخراً إلى المدينة ظناً منه أنها لن تعرفه, وبينما بدأ الحديث بينهما أخبرته المرأة أن هنالك مكافأة قدرها 300 دولار لجيم لأنه متهم بقتل هاك. وتبدأ المرأة بالشك في جنس هاك وعندما رأت أنه لا يحسن استخدام إبرة الخياطة تجر قدمه ليكشف عن شخصيته ولكنه يلوذ بالفرار. يعود هاك إلى الجزيرة ويخبره بما سمع فيجهز الاثنان أنفسهما ويغادران الجزيرة.
    عائلة جرانجرفورد وعائلة شيبردسون يضل هاك وجيم وجهتهما نحو إلينوي ويغرق الطوف عند مرور باخرة فينفصل الاثنان عن بعضهما ويأوي هاك إلى عائلة جرانجرفورد وهي من العائلات الثرية ويكون علاقة مع باك جرانجرفورد وهو صبي في مثل عمره. يكون هنالك عداوة وثأر بين هذه العائلة وعائلة أخرى وهي عائلة شيبردسون منذ 30 عاماً. ويبلغ الصراع الدموي ذروته الكبرى حين تهرب أخت باك مع أحد أفراد عائلة شيبردسون ويتسبب النزاع في مقتل جميع الرجال والصبيان في عائلة جرانجرفورد ومن بينهم باك. تأثر هاك بذلك تأثراً عميقاً ويصف كيف نجى هو من القتل المحتم. يجتمع هاك بعد ذلك مع جيم ويذهبان معاً نحو الجنوب على نهر الميسيسيبي.



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    الدوق والملك في طريقهما إلى جنوب يصعد إلى الطوف رجلان ماكران أنقذهما هاك وجيم, أحدهما يعرف نفسه بأنه ابن دوق إنجليزي (دوق بريدج ووتر) وولي العهد الشرعي بعد والده, أما الرجل الآخر فهو كبير في السن ويقول أنه الملك الأحق بعرش فرنسا. ويرغم الدوق والملك جيم وهاك على أن يرحلا معهما بعد أن نالا ثقتهما. وتحدث معهما بعض المغامرات التي لعب فيها الدوق والملك دوراً ماكراً للحصول على ورثة شخص كان قد توفي وادعيا أنهما إخوة للمتوفى (بيتر ويلكس), ولكن هاك يسرق المال منهما بعد أن اكتشف حيلتهما ووضعه في نعش ويلكس, وافتضح أمرهما بعد أن جاء الأخوان الحقيقيان لويلكس فلاذا بالفرار.
    هروب جيم هرب الأربعة نحو الجنوب, وعند ذهاب هاك إلى قرية قريبة يقوم الملك بتقييد جيم وبيعه. فثارت ثائرة هاك عندما رأى الخيانة التي ارتكبها الملك ولكن ضميره كان يخبره بأنه إن ساعد جيم على الفرار مرة أخرى واستعادة حريته فإنه يكون يسرق ملكية الآنسو واتسون, ولكنه عزم وقال : "لا بأس, فلأذهب إلى الجحيم". وذهب لفك أسر جيم. يعلم هاك عند وصوله إلى المنزل الذي يتواجد فيه جيم أن الملك قد باعه في أحد حانات الخمر مقابل 40 دولاراً. ويكتشف هاك في مصادفة عجيبة أن من اشترى جيم هما السيد والسيدة فيلبس, وهما أقارب توم سوير, وكانا يتوقعان وصول توم سوير لزيارتهما. فعندما يرى السيد والسيدة فيلبس هاك, يظنان أنه توم فيدخل إلى المنزل ويلعب ويحاول أن يجد طريقة ليفك أسر جيم. وبعد وهلة يصل توم سوير إلى المنزل, إلا أنه تظاهر بأنه "سيد" وهو الأخ الأصغر لتوم, ويكمل الخدعة مع هاك.



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خاتمة القصة

    تتطور أحداث القصة بعد ذلك بشكل متسارع, فتأتي العمة بولي وتكشف عن هوية هاك وتوم الحقيقية, ويخبر توم بأن جيم قد كان طليقاً لأشهر عديدة وأن السيدة واتسون قبل وفاتها أعتقته. وأخبر جيم هاك بموت والده وأنه يمكنه أن يعود للعيش إلى بيترسبيرغ بدون مشاكل. وفي النهاية يخبر هاك عن سعادته بأنه قد أكمل كتابة حكايته وبالرغم من محاولات عائلة توم أن تتبناه وتحضره إلا أن عازم على الذهاب غرباً نحو المناطق الهندية.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي و دمتم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  2. #22
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    Frasha رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    مرحبا أحبتي


    اليوم سأنقل لكم بعض أشعار " لويس أراغون " .. و قبل ذلك سأقدّم عنه نبذة مختصرة :



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيلويس أراغون
    Louis Aragon
    1897-1982
    France

    ولد في 2 اكتوبر عام 1897
    رائد م نرواد النقد الأدبي والفني الواقعي
    شاعر وقصصي وصحفي وناقد كبير
    وقف بقوة إلى جانب شعوب فيتنام والجزائر كما وقف إلى جانب مصر أثناء العدوان الاستعماري
    اشترك في تأسيس مجلة الآداب الفرنسية
    مؤسس اللجنة الوطنية للكتاب وهي الجبهة الثقافية في فرنسا
    تزعم المدرسة السريالية في الشعر والأدب بين عام 1920-1930
    تحول عن السريالية بعد التقائه بزوجته الزاتريوليه واعتناقه الفلسفة
    الاشتراكية ثم انضمامه إلى العمل الحزبي في سنة 1932
    كان منذ عام 1932-1939 من أقوى المناضلين ضد الفاشية والحرب
    منذ 1945 وهو يدير الحركة الثقافية والأدبية النقدية في فرنسا بوصفه رئيس تحرير الآداب الفرنسية ومدير دار الناشرين الفرنسيين المتحدين ونائب رئيس اللجنة الوطنية للكتاب

    سجن خمس مرات بسبب كتابة قصيدة "الخطوط الأمامية الملتهبة"
    عمل فترة من الوقت محررا في كل من :"الاومانيتيه" و"سي سوار"

    من مؤلفاته الشعرية "قلب كسير" و "عيون إلزا" و "متحف جريفان" و "ديانا الفرنسية"
    يعتبر كتابه "أحاديث الغناء الجميل" من أهم ما وضع في نظرية الشعر المعاصر
    أجمع النقاد على اعتباره من كبار كتاب القصة الواقعية لأعماله القصصية الرائعة وخاصة سلسلة "العالم الحقيقي" التي تشمل "أجراس مدينة بال" ثم "الأحياء الجميلة" و"المسافرون على عربة امبريال" و"اورليان" أصدر في مجال النقد والنظرية الجمالية: "بحث في الأسلوب" "الثقافة والانسان" "من اجل واقعية اشتراكية" "ستندال" "الآداب السوفيتية" لعبت "الاداب الفرنسية" التي يرأس تحريرها دورا هاما في التعريف بأدب شمال إفريقيا العريبة "المغرب وتونس والجزائر".




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    و إليكم إحدى أشعاره بعنوان :

    إلزا أمام المرآة



    في أوج مأساتنا
    كانت طوال النهار جالسة إزاء مرآتها
    تسرح شعرها الذهبي اللامع. وكان يخيل إليّ
    أن يديها الوديعتين ترتبان اللهيب
    في أوج مأساتنا
    .
    كانت طوال النهار جالسة أمام مرآتها
    تسرح شعرها الذهبي اللامع، كمن يعزف
    في أوج مأساتنا
    على قيثار ذهبي بلا إيمان، مقضية
    الساعات الطويلة جالسة أمام مرآتها
    .
    تسرح شعرها الذهبي اللامع، كأنها
    تضحي راضية بذكرياتها
    طوال النهار وهي جالسة أمام مرآتها
    ولا تزال تحيي ورود اللهب المبددة
    صامتة كأي شخص آخر
    قد ضحت راضية بذكرياتها
    في أوج محنتنا القاسية
    مرآتها السوداء كانت صورة العالم
    ومشطها وهو يجعّد نيران هذه الكتلة الحريرية
    أضاء أركان ذاكرتي
    .
    في أوج أيامنا القاسية
    كما أن يوم الخميس يقع في منتصف الأسبوع
    رأت وهي جالسة أمام ذاكرتها
    خلال المرآة (لكنها لم تتكلم)
    .
    رأت الذين نمدحهم في هذا العالم المظلم من يمثلون أدوار
    مأساتنا، وهم يموتون الواحد إثر الآخر
    لا حاجة لذكر أسمائهم فأنت تعرف أية ذاكرة
    تحترق فوق أتون هذه الأيام المتهرئة.
    .
    وفي شعرها الذهبي عندما تجلس هناك
    تسرحه في صمت، ينعكس اللهيب
    *
    ترجمة: عبد الوهاب البياتي وأحمد مرسي
    عن كتاب: أراغون شاعر المقاومة- الطبعة الثانية 1994
    المؤسسة العربية للدراسات والنشر



    و دمتم كما تحبّون



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  3. #23
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    تحية عطرة أحبتي


    سأنقل لكم تباعا مقتطفات متنوّعة من روائع الأدب العالمي و لنبدأ بالروائي "خوسيه

    ساراماغو " :



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    جوزيه دي سوزا ساراماغو (بالبرتغالية José de Sousa Saramago)‏ (16 نوفمبر 1922 - 18 يونيو 2010) روائي حائز على جائزة نوبل للأدب وكاتب مسرحي وصحفي برتغالي. مؤلفاته، التي يمكن اعتبار بعضها أمثولات، تستعرض عادة أحداثا تاريخية من وجهة نظر مختلفة تتمركز حول العنصر الإنساني. حاز ساراماغو على جائزة نوبل للآداب عام 1998. في سنوات حياته الأخيرة، منذ 1992، قطن في لانزاروت في جزر الكناري.



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    مقتطف من رواية " انقطاعات الموت "
    للكاتب البرتغالي الكبير " خوسيه ساراماغوا .

    "في اليوم التالي لم يمت أحد. تلك حقيقة مؤكدة. ولأنها تناقض قوانين الحياة، فقد أثارت قلقا هائلا و مبرّرا جداً في عقول الناس. علينا أن نتذكر أنه في الأربعين مجلداً من تاريخ العالم لم تحدث مثل هذا الظاهرة ولو لمرة واحدة، لم يحدث أن مر يوما كاملا بساعاتِه الأربع والعشرون، بنهاره وليله، دون أن يقع موتا واحدا لمرض,أو لسقوط قاتل، أَو لانتحار ناجح،.... ليس ثمة موت واحد. ولا حتى من حادثة سيارة، وهو أمر شائع حدوثه في المناسبات البهيجة، عندما يلتحم التهور والإفراط في الكحول ليتسابقا في تحديد من سيصل الموت أولاً. حتى عشية السنة الجديدة أخفقتْ في أن تتَرْك خلفها،كعادتها، طابور الضحايا المفجع.
    بدا الأمر كما لو أن "اتروبوس" (آلهة الموت) العجوز بأنيابها الحادة قد قرّرتْ التخلي عن حصتها هذا اليوم. ورغم غياب الموت، لم تغب الدماء.
    بحيرة، وارتباك، وذهول، كافح رجال الإطفاء من أجل السَيْطَرة على شعورهم بالغثيانِ، وهم ينتزعون البقايا المشوّهة التعسة مِنْ الأجساد التي، طبقاً للمنطقِ الرياضيِ الصارم، لا أمل لها في الحياة. و بالرغم مِنْ خطورة الإصابات والجروحِ فقد بقت حيّةً وحُمِلَت إلى المستشفى، يرافقها صخب أصوات سيارةَ الإسعاف. لم يمت احد من المصابين في الطريق وتحدوا بذلك أكثر التوقعات الطبية تشاؤما.
    "لا يوجد ما يمكننا فعله، لا جدوى من إجراء العمليات, إنها مضيعة كاملة للوقت"، حدث الجرّاح الممرضة بينما كَانتْ تُعدّل قناعه. المريض الذي كان من المستحيل أن يعش بالأمسِ، بدا اليوم واضحا أنه يرفض المَوت، وأن ما يحدث هنا يتكرر في أرجاء البلاد.
    حتى أخر قبس مِنْ أخر ليلِ في السَنَة كان الناس يلقون حتفهم في التزام كاملِ بقواعد اللعبة، سواء تلك المتعلقة بلب المسألة، إي إنهاء الحياة، أو تلك المتعلقة بشكلها إي الدرجات المتفاوتة من مظاهر الأبهة والوقار التي ستصحب اللحظة القاتلة.
    لكن ثمة حالة مثيرة جداً، ربما لطبيعة الشخص المعني، وهي الملكة الأمِ العجوز الوقور. ففي الدقيقة الواحدة بعد منتصف الليل من الحادي والثلاثونِ لديسمبر/كانون الأول، ما كان أكثر الناس سذاجة ليراهن على بقاء السيدة العجوز على قيد الحياة. لم يكن ثمة أمل، ومع عجز الأطباء في وجه الحقائق الطبية القاهرة، لم يكن أمام العائلة المالكة ما تفعله سوى أن تجلس باستسلام وبشكل منظم حول السرير، في انتظار الأنفاس الأخيرة لكبيرة الأسرة المالكة، ربما لسماع بضعة كلمات منها, أو تعليقا أخيراً حول التنشئة الأخلاقية لأحفادها المحبوبين،أو جملة مؤثرة موجهة إلى الذاكرة الجاحدة للأجيال القادمة.
    بعد ذلك، بدا الزمن كما لو أنه تَوقّف، لم يحدث شيء. لم تتحسن حالة الملكة الأم ولم تتدهور، بَقيت معلقة، يتأرجح جسدها النحيف على حافة الحياة، مهدد في إي لحظة بالسقوط في الجانب الآخر، يشده طرف خيط واهي إلى هذا الجانب، بينما يواصل الموت شد الطرف الأخر. وهكذا دخلنا اليوم التالي، و كما قلنا في بداية الحكاية، كان اليوم الذي لم يمت فيه أحد".






    سأوافيكم لا حقا بمقتطفات أخرى لهذا الكاتب


    دمتم كما تحبّون



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  4. #24
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    مرحبا يا حلوين ... سنواصل قراءة في بعض المقتطفات للكاتب ' خوسيه ساراماغو '


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    العمى (اقتباسات من الرواية)




    مهما تكن سلطة الشخص المسؤول وعلى نحو لا يمكن انكاره , هشة , مقلقة , وتحتاج للمساءلة في كل لحظة فهي ضرورية جداً في ظرف كهذا ويجب ان تمارس بكل وضوح لصالح الجميع وعلى الاغلبية الاعتراف بها
    --------
    ان الضمير الاخلاقي الذي يهاجمه الكثير من الحمقى وينكره آخرون كثر أيضاً .. هو موجود وطالما كان موجوداً ولم يكن من اختراع فلاسفة الدهر الرابع حيث لم تكن الروح اكثر من فرضية مشوشة , فمع مرور الزمن والارتقاء الاجتماعي ايضا والتبادل الجيني انتهينا الى تلوين ضميرنا بحمرة الدم وبملوحة الدمع وكأن ذلك لم يكن كافيا فحولنا اعيننا الى مرايا داخلية والنتيجة انها غالبا تظهر من دون ان تعكس ما كنا نحاول انكاره لفظياً

    --------
    أيعقل انه ما زال هناك امرؤ قادر على تجاهل ان الفضيلة لا تواجه دائما الاشراك على طريق النقاء الوعر جداً بينما الخطيئة والرذيلة تكافآن بالحظ
    --------
    الطينة التي جبلنا منها نصفها خبث ونصفها استهتار
    -------
    نقول اننا بخير حتى لو كنا نحتضر .. هذا ما نقوله عندما لا نريد لعب دور الضعف الجسدي وهذا متعارف عليه بأنه استجماع للشجاعة , وهي ظاهرة لم تعرف الا لدى البشر
    -------
    لو اننا نمعن التفكير قبل القيام باي فعل في النتائج المترتبة عليه , نروزها جيداً نفكر اولا في النتائج الفورية ثم المحتملة وبعدئذ الممكنة واخيراً تلك التي يمكن تخيلها .. فلن نخطو ابداً ابعد من النقطة التي تتوقف عندها محاكمتنا الاولى
    -------
    الخير والشر المتأتيان عن كلماتنا وافعالنا متكافئان , اذ يستمر احدهما في اتساق معقول وطريقة متوازنة خلال الايام اللاحقة وربما الى ما لا نهاية في حين لا نكون موجودين لنرى نتائجه - للفعل او القرار - لنهنىء انفسنا عليه او نعتذر
    -------
    جميل اننا ما زلنا قادرين على البكاء .. فالدموع هي خلاصنا , إذ ان هناك اوقاتا ان لم نستطع البكاء فيها فسوف نموت
    -------
    بمواجهة المحنة تعرف من هم اصدقاءك سواء بالدليل الظاهر او بالتنبؤ
    -------
    حتى في اسوء المحن قد تجد خيراً كافياً يمكنك من احتمال المحنة
    --------
    عندما يبدأ شخص ما بتنازلات صغيرة فإن الحياة تففقد كل معناها في النهاية
    --------
    كما ان العادة لا تصنع كاهناً .. فان الصولجان لا يصنع الملك وهذه حقيقة يجب الا ننساها ابداً
    --------
    النذور لا توفى دائما .. احيانا بسبب الضعف واحيانا اخرى بسبب قوة خارقة لم نكن نحسب حسابها
    --------
    ان الانشغال الوجداني يظهر سطحية تلك الافكار الجاهزة لدى من ينكرون امكانية وجود المشاعر العميقة
    --------
    يجب ان نكون قد تعلمنا مرة واحدة و الى الابد ان القدر سيتقلب كثير قبل ان يصل اي مكان
    --------
    ماذا تعني الدموع عندما يفقد العالم كل المعاني
    --------
    ان اصحاب القلوب القاسية لهم احزانهم ايضاً
    ---------
    ان الخطا و الصواب ببساطة طريقتان مختلفتان في فهم علاقاتنا بالاخرين .. لا تلك العلاقات التي نقيمها مع انفسنا فهذه يجب ان لا نثق بها
    ---------
    اننا نهاب جداً فكرة موتنا ولهذا نحاول دائما ايجاد الاعذار للموتى وكاننا نطلب مسبقا ان نُعذر عندما يحين دورنا
    ---------
    الرجال جميعهم متشابهون يعتقدون انهم يعرفون كل شيء عن النساء لمجرد انهم خرجوا من رحم امرأة
    ---------
    الزمن هو الذي يحكم .. الزمن هو المقامر الآخر قبالتنا على الجانب الآخر من الطاولة وفي يده كل اوراق اللعب و علينا نحن ان نحزر الاوراق الرابحة في هذه الحياة

    **** **** **** ****



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    و دمتم


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  5. #25
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    تحية عطرة يا غوالي .. سنستمرّ الليلة في قراءتنا لبعض المقتطفات من الأدب العالمي


    و اخترت لكم هذه المرّة بعض الاقتباسات من روايات " باولو كويلو " فتفضّلوا لنتعرّف عليه


    و نقرأ له :



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    باولو كويلهو (بالإنجليزية: Paulo Coelho) روائي وقاص برازيلي. حاليا، يألف القصص المحررة من قبل العامة عن طريق الفيس بوك. تتميز رواياته بمعنى روحي يستطيع العامة تطبيقه مستعملاً شخصيات ذوات مواهب خاصة، لكن متواجدة عند الجميع. كما يعتمد على أحداث تاريخية واقعية لتمثيل أحداث قصصه.


    وقد باع كويلهو أكثر من 75 مليون كتاب حتى الآن، وقد أعتبر أعلى الكتاب مبيعا بروايته 11 دقيقة، حتى قبل أت تطرح في الولايات المتحدة أو اليابان، و10 بلدان أخرى. واحتلت الزهير -2005 المركز الثالث في توزيع الكتب عالميا وذالك بعد كتابي دان براون شيفرة دا فينشي وملائكة وشياطين وتعد الخيميائي ظاهرة في عالم الكتابة، فقد وصلت إلى أعلى المبيعات في 18 دولة، وترجمت إلى 62 لغة وباعت 30 مليون نسخة في 150 دولة، وقد تم وضع رسومات مصاحبة للنص بواسطة الفرنسي " موابيو" الذي صمم مناظر أفلام العنصر الخامس، إيليان..


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    و هنا بعضٌ من كلماته و سأوافيكم لاحقا بملخّص من رواياته الشهيرة



    وقف الساحر وسط الساحة وأخرج من جيبه ثلاث برتقالات وراح يلعب بها في الهواء.. تحلق الناس حوله مدهوشين لمهارته وخفة يده. قال أحدهم: وهكذا الحياة!! دائماً لدينا برتقالة في كلتا اليدين.. وثالثة في الهواء. ولكن الثالثة هي الحكاية كلها! لقد رماها بحنكة ولذلك تدور في مدارها..
    كلنا مثل هذا الساحر، نلقي بحلم في هذا العالم ولكننا لا تنحكم فيه أبداً.. في أوقات كتلك لا بد أن تعرف كيف تترك نفسك بين يدي الله وتسأل.. لعل الحلم يدور في مداره الصحيح ويعود متحققاً إلى يديك!!!

    باولو كويلو / " سحر الحياة "

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  6. #26
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية يحيى زلاله حملي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    12 2010
    المشاركات
    204

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    من أجمل مواضيع المنتدى
    شكرا على هذا الجهد المبذول وهذاالحضور المميز
    سأكون هنا يوميا بإذن الله..
    تحياتي وتقديري

  7. #27
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى زلاله حملي مشاهدة المشاركة
    من أجمل مواضيع المنتدى
    شكرا على هذا الجهد المبذول وهذاالحضور المميز
    سأكون هنا يوميا بإذن الله..
    تحياتي وتقديري

    مرحبا بك سيدي شرّفني حضورك موضوعي


    العفو .. أحاول جهدي أن أقدّم لكم ما هو جميل و يرقى لذائقتكم


    سأسعد بمتابعتك


    لك التقدير و بالغ الاحترام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  8. #28
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    صبآحكم محلّى بنكهة المطر ... سأتابع معكم اليوم القراءة في روايات باولو كويلو


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    ملخص رواية " الخيميائي "






    تحكي الرواية قصة الراعي الأندلسي "سانتياغو " الذي مضى في البحث عن حلمه المتمثل بكنز مدفون قرب أهرامات مصر. بدأت رحلته من إسبانيا عندما التقى الملك "ملكي صادق " الذي أخبره عن الكنز. عبر مضيق جبل طارق، مارا بالمغرب، حتى بلغ مصر وكانت تواجهه طوال الرحلة إشارات غيبية.
    وفي طريقه للعثور على كنزه الحلم، تقع له أحداث كثيرة كل حدث منها استحال عقبة تكاد تمنعه من متابعة رحلته، إلى أن يجد الوسيلة التي تساعده على تجاوز هذه العقبة. يسلب مرتين، يعمل في متجر للبلور، يرافق رجلا انجليزيا (يريد أن يصبح خيميائياً)، يبحث عن أسطورته الشخصية، يشهد حروبا تدور رحاها بين القبائل، إلى أن يلتقي "الخيميائي" عارف الأسرار العظيمة الذي يحثه على المضي نحو كنزه. في الوقت نفسه يلتقي "فاطمة" حبه الكبير، فيعتمل في داخله صراع بين البقاء إلى جانب حبيبته، ومتابعة البحث عن كنزه. تنصحه فاطمة بالمضي وراء حلمه وتعده بانتظاره في الصحراء. خلال هذه الأحداث تتوصد الرابطة بين هذا الراعي والكون حتى يصبح عارفا بلغة الكون فاهما لعلاماته.
    وتبلغ الرواية حبكتها عندما تقبض إحدى قبائل الصحراء على سانتياغو ومرافقة الخيميائي حيث توضع العلاقة بين سانتياغو والكون على المحك. لكنه ينجح في الاختبار وينجو من الموت. يتابع بعدها الرجلان رحلتهما حتى يصل وحده أخيرا إلى الأهرامات ليكتشف أن ما ينتظره هو علامة أخرى ليصل لكنزه.




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    فلسفة الرواية

    يمكن أن نجمل القضايا والموضوعات التي تعالجها الرواية في قضيتين هما قضية الاستقرار والترحال ثم قضية الأسطورة الشخصية. بالنسبة للأولى يكشف لنا عن ذلك التوتر الدي يعيشه الإنسانين رغبة في الاستقرار وعيشه حالة الترحال والسفر. ففي الحالة الأولى يرغب الإنسان في أن يشتغل في مكان معين وان يرتبط باشخاص معينين وبالتالي فان العالم سيصبح ضيقا وكذلك علاقاته وأحاسيسه.
    كما تدور أحداث الكتاب حول مفهوم الأسطورة الشخصية الذي يسمعه سنتياغو من ملك سالم (أي القدس) الذي قال له: "هي ما تمنيت دائمًا أن تفعله. كل منا يعرف في مستهل شبابه ما هي أسطورته الشخصية."[9] ثم يشرح ما قاله: "...لأن هناك حقيقة كبيرة في هذا العالم: فأيا كنت مهما كان ما تفعله، فإنك عندما تريد شيءًا بإخلاص، تولد هذه الرغبة في روح العالم. تلك هي رسالتك على الأرض." ويخبر الملك سنتياغو بأهمية الطوالع في رحلته أو في حياته لإدراك كل فرد لأسطورته الشخصية.



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    و دمتم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  9. #29
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    أسعد الله أوقاتكم أحبتي ... لنقرأ قليلا من الشعر العالمي اليوم و تحديدا سأشارككم


    ببعض أشعار أكتافيو باث .... و لنتعرّف عليه بداية



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    أُكتافيو باث (بالإسبانية: Octavio Paz) شاعر وأديب وسياسي مكسيكي، ولد في مدينة المكسيك في 31 مارس 1914. حصل على نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي جائزة نوبل في الأدب لسنة 1990 ليكون بذلك أول شاعر وأديب مكسيكي يفوز بهذه الجائزة. عرف بمعارضته الشديدة للفاشية، وعمل دبلوماسيًّا لبلاده في عدة دول. تشعب نشاطه في عدة مجالات، فإلى جانب كونه شاعراً، فقد كتب أيضاً العديد من الدراسات النقدية والتاريخية والمقالات السياسية.


    بدايته مع الشعر

    نشر باث أول أشعاره وهو في السابعة عشرة من عمره، ثم التقى بالشاعر التشيلي بثبلو نيرودا وتأثر بشعره. وفي عام 1936 شجعه نيرودا على زيارة إسبانيا لحضور مؤتمر الأدباء بمدينة فالنسيا، وكانت الحرب الأهلية الإسبانية على أشدها في ذلك الوقت.




    مؤلفاته

    شملت كتابات أكتافيو باث الشعر والفن والدين والتاريخ والسياسة والنقد الأدبي، ونشرت له خمسة دواوين شعرية صدر أولها سنة 1949 وآخرها سنة 1987.
    ومن أهم أعماله التي كرتها الأكاديمية السويدية عندما منح جائزة نوبل كتاب "متاهة العزلة" El laberinto de la soledad الذي صدر سنة 1961 وحاول فيه باث أن يتحرى عن شخصية الإنسان المكسيكي ويسبر أغوارها، ومن أشهر أعماله أيضاص "حرية تحت كلمة"، وفيه برزت القضايا التي سيطرت على فكره فيما بعد وهي الحب والزمن والوحدة، وذلك بالإضافة إلى عدد من الأهمال المهمة مثل "فصل من العنف" و"فلامنورا".


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    و إليكم بعض أشعاره :


    خربشة


    بقطعة من الفحم
    بطبشورتي المكسورة وقلمي الاحمر
    ارسم اسمكِ
    اسم ثغركِ
    علامة ساقيكِ
    على جدار لا احد
    على الباب الممنوع
    انقش اسم جسدكِ
    حتى ينزف نصل سكّيني
    ويصرخ الحجر
    ويتنفس الجدار كنهد.
    *
    ترجمة : جـمـانـة سلّوم حـداد


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    وَحي



    ظلالُ يوم أبيض
    يقابل عيني. لا أرى
    شيئًا خارج الأبيض
    الساعة البيضاء. الروح
    المتحرِّرة من الرغبة والزمن.
    بياض المياه الآسنة
    عين مفتوحة، الزمن الأعمى
    تمس صوانك، ذاكرتك، تشتعل
    ضد الزمن وارتداد أمواجه
    الذاكرة، شعلة عائمة.
    2
    مفصولة عن جسدي، مفصولة
    عن الرغبة، أعود إلى الرغبة
    إلى ذكرى جسدك. أعود
    وجسدك يشتعل في ذاكرتي
    وذاكرتي تشتعل في جسدك.
    3
    ظلٌّ شمسيٌّ معتم، يحصد
    ويحيط بعمى ينابيعي
    يحلُّ العقدة، ينشر الرغبة
    يطفئ الروح المنهكة
    لكن الذاكرة المبتورة تعوم
    من تاريخ مولدها إلى عدمها
    هي كلُّ قدوم لصعودها
    تعوم علاوة على دوَّامتها
    تعوم ضد العوم.
    هي اضطرام المياه
    لسانٌ من شُهُب يجعل المياه بارقة.
    عيدُ الحصاد كلمةٌ من دون كلمات
    إنَّه معنى خاصٌّ لمعنى الفكر
    تبدِّل الذاكرة اللافكر
    والبقية تختلط بالشرارات.




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    طفلة


    تسمين الشجرة، طفلتي
    تنمو الشجرة، بطيئة،
    وميض ضوء سام،
    حتى تصير النظرة خضراء.
    .
    تسمين السماء، طفلتي
    تتعارك السحب مع الرياح
    ليصبح الفضاء
    ميدان معركة شفاف
    تسمين الماء، طفلتي
    تنبثق المياه، لا أدري أين،
    تتحدث بين الصخور، تلمع بين الأوراق،
    تحولنا إلى أبخرة رطباء
    .
    تصمتين، طفلتي
    الموجة الصفراء،
    مد شمس
    ترفعنا على الأعراف،
    تبعثرنا في الأربع آفاق
    وتعيدنا أعفياء
    إلى قلب النهار.. لنكون نحن
    *
    ترجمة: د. محمود السيد علي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    و إلى لقاء آخر في سلسلة الأدب العالمي


    دمتم كما تحبون







    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  10. #30
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    أسعد الله أوقاتكم يا غوالي ....


    لنرجع الليلة لنقرأ رواية جديدة ... و سأشارككم بأعمال الأديب و الروائي العالمي


    " تشارلز ديكنز " فتفضّلوا لنتعرف عليه أولا :





    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تشارلز جون هوفام ديكنز 7 فبراير 1812 إلى 9 يونيو 1870 هو روائي إنجليزي. يُعتبر بإجماع النُّقّاد أعظم الروائيين الإنكليز في العصر الفكتوري، ولا يزال كثيرٌ من أعماله يحتفظ بشعبيّته حتى اليوم. تميَّز أسلوبه بالدُّعابة البارعة والسخرية اللاذعة. صوَّر جانباً من حياة الفقراء، وحمل على المسؤولين عن المياتم والمدارس والسجون حملةً شعواء. من أشهر آثاره: "أوليفر تويست" Oliver Twist (عام 1839) و "قصة مدينتين" A Tale of Two Cities (عام 1859) نقلهما إلى العربية منير البعلبكي، و"دايفيد كوبرفيلد" David Copperfield (عام 1850) و "أوقات عصيبة"Hard times.
    وهو (عضو الجمعية الملكية للفنون) (بالإنكليزية: Charles John Huffam Dickens) روائي إنكليزي من أكثر كُتاب العصر الفيكتوري شعبية وناشط اجتماعي ، وعُرف باسمٍ مستعار هو "بوز".توفي بسبب أزمة دماغية حادة.



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    و هنا ملخّص لأحد أشهر رواياته '' أوليفر تويست " :



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    تحكي قصة "أوليفر تويست" عن هذا الطفل الصغير الذي ماتت أمه بعد ولادته مباشرة. ولقد لاحظ الطبيب ان الأم لاترتدي خاتم زفاف فظن أن الطفل من أبناء الزنا.إلا أن هذا الانطباع كان مجرد حكم متسرع على الطفل الصغير حيث من عادة تشارلز ديكنز إحاطة الغموض حول روايانه.أما والده فقد مات بعد ولادته بعدة أشهر.



    حياة أوليفر في الملجأ

    نشأ الطفل يتيما وترك لرحمة أولي القلوب القاسية من العمال الذين يديرون الإصلاحية(الملجأ)workhouse (وهي مستمدة من قانون جديد في ذلك الوقت دعي قانون الفقراء الإنكليزي لسنة 1834) التي ولد فيها. بعدها قررت السلطات التي تدير الملجأ نقله إلى ملجأ فرعي branch workhouse حيث ثلاثون يتيما آخرون يعيشون تحت ظروف مزرية ومعاملة سيئة وحياة مقرفة. baبر الطفل ضئيل الجسم وأصفر الوجه. والطعام الذي يقدمونه كان لا يشبع. وكان الأطفال غالبا ما يتصارعون من أجل الطعام. وفي أحد الأيام, جاء إلى الملجأ السيد بمبل لأخذ أوليفر الملجأ الرئسي وكان اوليفر في هذه الأثناء محبوسا مع اثنين من الاطفال لتجراهم وطلب المزيد من الطعام فغسلوهم بسرعة وألبسوهم وذهب أوليفر مع السيد بمبل. عندما بلغ التاسعة من العمر كان شاحب الوجه، ضعيفا وقصير القامة, لكن الفة المميزة له انة كان نشيطا حيويا حيث ذهب في أحد المرات الي الطباخ وبجرأة غير مسبوقة في الإصلاحية, طلب مزيدا من الطعام.إلا أن الطباخ ضربه علي رأسه بأداة تفليب الطعام ولم يكتف بذلك بل اشتكي للأدارة التي قامت بنشر إعلان من أجل أن يترك الإصلاحية ليبدأوا رحلة البحث عن عمل له وكل هذا وهو غير مؤهل بدنيا لذلك. فتقدم بطلبه منظف مدخنة Chimney sweep ولكنهم رفضوا لظروف الطفل الصحية التي قد لا تسمح بذلك وكما أنه لن يدفع كثيرا.وقرأ الإعلان حانوني يدعى السيد سوربري وهو يعمل دفانا. أسرع في اجراءات اخذ اوليفر لانه كان يحتاجه فذهب ليعش معة وقدمت له الخادمة شيرلوت بأمر من السيدة سوربري زوجة الحانوتي بقايا لحم الكلب فهم الطفل بشراسة بأكل اللحم الذي يقدم اليه لأول مرة.ولكن الحال لم يدم فيتشاجر مع نواNoah أحد العاملين بالمنزل لأنه تعمد مضايقته ولكن هذه المرة سب امه.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    هروب أوليفر والتقاؤه بعصابة في لندن

    بعدما سب نوا أم أوليفر، هرب هذا الأخير إلي لندن مشيا علي قدميه, فقابل في رحلته طفلا منحرفا اسمه جاك دوكنز يعمل لحساب فاجن. وهو رئيس عصابة يهودي تستغل الأطفال في النشل مقابل إطعامهم وإيوائهم. ويتعرف علي نانسي إحدى تلامذة فاجن القدماء وهي ليست صغيرة انما بالغة. يستخدمها بيل سايكس مجرم وقاتل في العمليات الكبيرة وهو شريك فاجن في عصابته إلا أن يقوموا بإخراج اوليفر معهم لتعليمه سرقة الكتب ونشل المناديل. ولكنه يتورط دون أن يفعل شيء ويهرب الأطفال بالغنيمة فيذهب به العسكر للقسم ومن ثم يبدأ القاضي بنطق الحكم ولكن صاحب محل الكتب الذي كان يشتري منه السيد بروان لو لحظة السرقة يؤكد ان أوليفر لم يكن هو الذي سرق بروان لو.ويغشي علي الصبي فيأخذه بروان معه ويعتني به وتبدأ الحياة السعيدة ويعيش مع الخادمة السيدة بدوين والآنسة روز مايل والسيد بروان لو وهم عائلته الجديدة.الي ان اعطاه مالا وطلب منه الذهاب لصاحب محل الكتب وارجاع بعض الكتب ودفع ثمن الاخري.فتفوم نانسي يحيلة وهي ان تتدعي انه اخاها وهارب من المنزل وان بيل سايكس هو اباه لجذبه اليهم وهذا حدث بعدما خرج من المنزل.وهذا ضمن مخطط لكي يقوموا باستغلاله لانه ضئيل الجسم لسرقة إحدى المنازل.ولكن العملية فشلت في النهاية بسبب صراخ اوليفر طالبا النجدة من يدي العصابة.ومع تتطور الأحداث تظهر شخصية غامضة لرجل غامض اسمه مونكس يقابل فاجن ويطلب منه تدمير سمعة اوليفر.وبمرور الوقت نانسي تشعر بالعار مما فعلته فتقرر وضع منوم لبيل سايكس والذهاب سرا لمقابلة روز مايل والسيد بروان لو لتخبرهم ان مونكس وفاجن يريدا وضع يدهما تحت اوليفر ولكن نشاء الأقدار ان فاجن ارسل جاسوساَ وراء نانسي لشكه في سلوكها ولكنه اراد ان يكون غير مألوف فذهب للحانة وللمصادفة قابل شرلوت ونوا الذان كانا يعملان عند الحانوتي وزوجته وهذا بعد أن هاربا بأموال والذهب الذي سرقوه.فطلب من نوا التجسس عليها واخبره عند عودته بكل شيء وحين سمع بيل سايكس من فاجن بالخيانة قتلها وهرب خوفا من الشرطة.وعندما سمع بروان لو خبر مقتل نانسي, ذهب إلى الشرطة ليخبرهم كل شيء.وقتها خاف فاجن علي نفسه فهرب هو والاطفال الي مخبأ ومعهم اوليفر ولكن بيل سايكس قرر الوصول اليهم ليأخذ باقي حسابه من مسروقات العصابة ليهرب بها لفرنسا.إلا أن البوليس يتعقبه ويصل لمخبأ العصابة ويشنق بيل نفسه ويعدم فاجن.ويصفي بروان لو حساباته مع مونكس حيث اكتشف ان اوليفر اخاه من أبيه فقط.وراد تدمير سمعته حتى لا يحصل على الميراث حسب وصية الوالد التي لا تعطي الحق في الميراث للأبناء الفاسدين وأن والدته كانت ترتدي خاتما وعفد مكتوب عليه اسمها وهو اجنس ولكن الممرضة العجوز سالي سرقت منها بأوامر مونكس حتي لا يصل أحد لحقيقة الامر.ومن ثم اجبر مونكس علي التنازل عن حق اوليفر والا ابلغ الشرطة فيضطر مونكس الي ذلك ويذهب الي أمريكا بنصيبه من التركة.ويكتشف اوليفر ان روز مايل هي خالته اخت اجنس أمه التي ماتت وتنتهي الرواية علي ذلك.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    و إلى لقاء آخر مع سلسلة الأدب العالمي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  11. #31
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    و إليكم هنا رابطا لتحميل رواية الآمال الكبرى ل تشارلز ديكنز لمن أرادة القراءة


    http://www.4shared.com/document/BNpEe-MG/___online.html


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  12. #32
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    تحية عطرة يا حلوين .... سنقرأ اليوم للكاتب المسرحي و المؤلف " أنطون تشيخوف "



    و لنتعرّف عليه في نبذة مختصرة كما نفعل دوما قبل عرض أحد رواياته :



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    أنطون بافلوفيتش تشيخوف (29 يناير 1860 [1] - 15 يوليو 1904).[2] طبيب وكاتب مسرحي ومؤلف قصصي روسي كبير ينظر إليه على أنه من أفضل كتاب القصص القصيرة على مدى التاريخ،[3] ومن كبار الأدباء الروس. كتب المئات من القصص القصيرة التي اعتبر الكثير منها إبداعات فنية كلاسيكية، كما أن مسرحياته كان لها تأثير عظيم على دراما القرن العشرين.[4][5] بدأ تيشيخوف الكتابة عندما كان طالباً في كلية الطب في جامعة موسكو، ولم يترك الكتابة حتى أصبح من أعظم الأدباء، واستمرّ أيضاً في مهنة الطب وكان يقول «إن الطب هو زوجتي والأدب عشيقتي.[6]»
    تخلى تشيخوف عن المسرح بعد كارثة حفل النورس "The Seagull" في عام 1896، ولكن تم إحياء المسرحية في عام 1898 من قبل قسطنطين ستانيسلافسكي في مسرح موسكو للفنون، التي أنتجت في وقت لاحق أيضًا العم فانيا لتشيخوف وعرضت آخر مسرحيَّتان له وكان ذلك لأول مرة، الأخوات الثلاث وبستان الكرز، وشكلت هذه الأعمال الأربعة تحديًا لفرقة العمل[7] وكذلك للجماهير، لأن أعمال تشيخوف تميز بـ"مزاجية المسرح" و"الحياة المغمورة في النص".[8]
    كان تشيخوف يكتب في البداية لتحقيق مكاسب مادية فقط، ولكن سرعان ما نمت طموحاته الفنية، وقام بابتكارات رسمية أثرت بدورها على تطوير القصة القصيرة الحديثة.[9] تتمثل أصالتها بالاستخدام المبتكر لتقنية تيار من شعور الإنسان، اعتمدها فيما بعد جيمس جويس والمحدثون، مجتمعة مع تنكر المعنوية النهائية لبنية القصة التقليدية.[10] وصرح عن أنه لا للاعتذارات عن الصعوبات التي يتعرض لها القارئ، مصرًا على أن دور الفنان هو طرح الأسئلة وليس الرد عليها.[11]



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    و إليكم الآن رائعة من روائعه " الرهان "






    كانت ليلة خريف ليلاء شرع المصرفي العجوز يذع غرفة مكتبة جيئة و ذهابا مستعيدا في خيالة ذكرى لحفلة أقامها ذات ليلة خريفية منذ خمسة عشر سنة مضت ... يومها كان المكان يعج بجمع غفير من العلماء والباحثين و المثقفين و دار الحديث الماتع فيما دار آنذاك حول عقوبة الإعدام فانقسم المدعوون بين معارض و مؤيد وتمنى نفر منهم إبداله بعقوبة السجن المؤبد
    -لا استطيع أن أوافقكم الرأي في ذلك – قال المضيف لم يحكم عليّ من قبل و لله الحمد- على أني لو خيرت بينهما لاخترت عقوبة الإعدام فهي أرحم ..إن الإعدام يستل روحك فورا أما السجن المؤبد فيمتص منك رحيق الحياة شيئا فشيئا .

    -كلتاهما تؤديان الغرض ذاته إلحاقك بأصحاب القبور ..

    قال أحدهم



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    و من بين المدعوّين كان محامٍ شاب لم يتجاوز أسوار الخامسة و العشرين بعد
    طلب منه أن يدلي بدلوه فقال :
    كلتا العقوبتين في القسوة سواء على أني لو خيرت بينهما لاخترت السجن المؤبد دون تردد
    و دار على إثر ذلك جدال عميق ،فقد المصرفي الذي كان آنذاك أنضر شبابا و أكثر تحمسا و ميلا إلى الغضب
    فقد أعصابة فضرب المنضدة بقبضته بشدة و التفت إلى المحامي الشاب غاضبا قبل أن يصيح به :

    -هراء و كذب أراهنك بمليونين أنك لن تستطيع البقاء في زنزانة حتى و لو لخمس سنوات

    - إن كنت تعني ما تقول حقا فأراهن أن باستطاعتي البقاء لا لخمس سنوات و إنما لخمس عشرة سنة
    - قبلت أشهدكم على ذلك يا سادة مليونان عدا و نقدا
    - اتفقنا إذاً ،تراهن بمالك و أراهن بحريتي
    و هكذا أبرم ذلك الرهان السخيف الطائش ...
    و طرب ليلتها ذلك المصرفي فقد كانت دماؤه تمور بطيش الشباب و هوس التحدي فيما كانت ملايينه لا تعد و لا تحصى .



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    و قال في تهكم :
    - عد إلى صوابك و ثب إلى رشدك قبل فوات الأوان أيها الشاب إن فقدان مليونين لن يضرني شيئا أما أنت سوف تهدر من عمرك ثلاث أعوام أو أربعة هي أجمل سنين حياتك و أقول ثلاثة أو أربعة لأني على يقين من أنك لن تصمد أكثر من ذلك ثم تذكر إن السجن التطوعي هو أشد من الإلزامي و أنكى أيها الشقي التعيس إن التفكير في كونك قادرا على مغادرة السجن أنى شئت سيظل هاجسا يطاردك ليل نهار ليسمم حياتك .

    تذكر المصرفي العجوز كل ذلك و هو يقطع الغرفة جيئة و ذهابا متسائلا في قرارة نفسه :
    -أيّ فائدة تجني من إبرام ذلك الرهان يا ترى ؟؟
    يفقد المحامي خمس عشرة سنة فيما ينقص من مالي مليونان هل سيقتنع الناس جراء ذلك بجدوى الإعدام و بأنه خير أو أكثر شرا من عقوبة السجن المؤبد كلاّ محض هراء ذلك الأمر برمته... كان ذلك غرور و كبرياء مني و عشقا للأصفر الرنان من طرف المحامي.




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    و طفق المصرفي يجتر الذكريات مستعيدا ما حدث بعد انتهاء تلك الحفلة المشؤومة فقد تقرر سجن المحامي في حديقة أحد أجنحة قصر المصرفي و في ظل حراسة مشددة تحت سمع المصرفي ذاته و بصرة كما نصّ الاتفاق على أن يمنع السجين إبان ذلك من تجاوز أعتاب المنزل أو رؤية الناس ناهيك عن سماع أصواتهم كما حرم علية تلقي الصحف و الرسائل و أما ما رخص له به كتابة الرسائل و تأليف الكتب و أتاحت له تلك الاتفاقية الاتصال الصامت بالعالم الخارجي عبر نافذة صغيرة صممت خصيصا لذلك و كان بإمكانة الحصول على كلى ما يطلبه ضمن دائرة المسموحات متى أراد و ذلك بإرفاق طلب خطي صغير عبر النافذة .

    كانت الاتفاقية المبرمة قد راعت كل صغيرة و كبيرة حتى صيرت من سجنه حبسا انفراديا لمدة خمس عشرة سنة يبدأ من الساعة الثاني عشر ليوم الرابع من شهر نوفمبر لعم 1870 و ينتهي الساعة الثانية عشرة من شهر نوفمبر لعام 1885 و نصّت الاتفاقية على أن أي محاولة لمخالفته حتى و لو قبل الانتهاء من الموعد بدقيقتين يلغي الاتفاقية .



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    خلال سنته الأولى عانى المحامي من الوحدة و الملل بدا ذلك جليا عبر ما يدونه في مذكراته و استمر وصول الكتب ذات الطابع الخفيف إليه روايات غرامية و قصص حربية و أخرى كوميدية و في السنة الثانية اكتفى بقراءة روائع الأدب العالمي و في السنة الخامسة أمضى معظمها في تناول الطعام و الشراب و في الاسترخاء على أريكتة و ما أكثر ما تثاءب و تحدث بغضب إلى نفسه و كان يستيقظ في بعض الأحيان في الليل فيكتب و عندما يستيقظ في الصباح يمزق ما كتبة .. في النصف الأخر من السنة السادسة عكف السجين على دراسة اللغات و الفلسفة و التاريخ بحماس إلى حد استعصى معه المصرفي تزويده بما يطلبه من كتب حول ذلك و في بحر أربع سنوات تمّ بناء على طلبه شراء ما يقارب ستمائة مجلد و قد أرسل خطاب إلى المصرفي جاء فيه :



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    سجاني العزيز
    تصلك أسطري هذه بست لغات و إني آمل أن تعرضها على المختصين من الخبراء فإنأ جمعوا على خلوّها من أي خطأ فإني أرجو أن تأمر بإطلاق رصاصة استدلّ بها على صحة توجهي و أن جهودي لم تذهب سدى ...لقد تحدث عباقرة الكون بألسن شتى لكن اللهب ذاته كان يتأجج في ذواتهم .. ليتك سيدي تدرك أي سعادة جمة تحتويني بعد أن صار بإمكاني معرفة ما يقولون و فهم ما يكتبون.

    و كان للسجين ما أراد رددت جنبات الحديقة صدى مدويا لعيارين ناريين أطلقا تنفيذا لتوجيهات المصرفي.




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    بعد السنة العاشرة عكف السجين على قراءة الكتب الدينية أما في العامين الأخيرين له في السجن فقد انكبّ على قراءة كمّ هائل من الكتب في شتى فنون المعرفة ....ثم يعرج على روائع بايرون و شكسبير و كثيرا ما بعث بطلب خطي لتزويده بكتب الكيمياء و الطب و الفلسفة و كان أمره في القراءة عجيبا إذ إن الكتب بالنسبة له شادت قطع الخشب على صفحة اليمّ ،يهرع إليه الغريق في لهفة من يأمل في النجاة من ذلك البحر اللجي فيجمعها قطعة قطعة و اللهاث يمزق رئتيه.

    استعاد المصرفي كل تلك الجزيئات في ذاكرته و فكر

    غدا في الساعة الثانية عشر سيغادر سجينه و سيكون لزاما عليّ أن أفي بعهدي فأدفع له المليونين عندها سأهوي إلى قرار الإفلاس

    و عشت سحابة من الهم و الكدر .. إذ تذكر أنه كان يعد ملايينه فيما مضى من سنين عمرة أما في حاضره ذاك فقد كان يتساءل بحسرة عما إذا كان عدد ديونه قد فاق حساب رصيده

    أضاع القمار و التهور و قاعات البورصة ما جمعه مستدرجا إياه إ لى الخراب و الدمار ليحوله بذلك من ثري فخور واثق الخطوة غير هياب و لا وجل إلى مصرفي عادي يرتعد فرقا لدى كل انخفاض في السوق أو ارتفاع.



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    ذلك الرهان المشئوم ... تمتم العجوز ممسكا برأسه في يأس و ألم لماذا لم يمت ذلك الرجل ما جاوز الأربعين لقد بلغ أشدّه و سيضع يده على كل ما أملك فيتزوج و يضارب بمالي في ردهات البورصة أما أنا فسأظل أرنو إليه في حسد و لهفة متسولا مسكينا و لسوف تطرق مسمعي ذات الكلمات كل يوم ( أنا مدين لك بما اجتمع لي من ثروة و سعادة دعني أنفحك شيئا ) كلاّ هذا لا يطاق قال المصرفي في كمد لن ينقذني من ظلمة الفقر و العار إلا موت السجين ....



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    يتبع ...
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  13. #33
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    صبآح / مساء الورد يا غوالي

    سأستكمل معكم أحداث رواية " الرهان" ل " تشيخوف " :



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    كان الجميع نياما عندما دقت الساعة معلنة الثالثة ، و أصاخ المصرفي السمع فما تسلل الى أذنيه سوى ذلك النحيب المؤلم لأشجار الخريف و قد جمدها الصقيع فهي تئن كلما داعب النسيم مكامن الشجن في أوتارها عندها هب واقفا ثم تسلل إلى خزينته فأخرج منها مفتاح السجن الذي ما مسته يد منذ خمس عشرة عاما ثم ارتدى معطفه وخرج
    كانت الحديقة باردة مظلمة و المطر ينهمر بشدة فيما هابت موجة أقضت مضاجع الأشجار مجددا و فرك المصرفي عينية فما تبين في خضم الحلكة شيئا و لما حاذى جناح السجن هتف باسم الحارس مرتين و لما لم يجب أدرك أنه في المطبخ أو الحديقة المغطاة محتميا من الماء المنهمر ....

    لو واتتني القدرة على تنفيذ مخططي لاتجهت أصابع الاتهام إلى الحارس دون شك و تلمس المصرفي العجوز طريقه في خضم بحر الظلمات حتى ارتقى درجات العتبة المؤدية إلى جناح السجين ثم وصل إلى ممر ضيق فأشعل عود ثقاب و ألقى على غرفة الحارس نظرة فإذا هي خالية إلا من سرير و موقد أما الأختام الموضوعة على باب السجن فكانت كما هي منذ وضعت و عندما خبا وهج عود الثقاب هز الانفعال جسد المصرفي و هو يسترق النظر عبر نافذة السجين الصغيرة ....



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    يتبع





    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  14. #34
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "


    مرحبا يا حلوين ... لا زلنا نقرأ رائعة تشيخوف " الرهان " فتعالوا نرى ما حدث للسجين :



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    في غرفة المحامي كانت ثمة شمعة واهنة تحترق ببطء و كان هو جالسا و ظهره إلى مسترق النظر مابدا منه سوى شعر رأسه و يديه و على المنضدة و الكرسي و السجادة انتشرت كتب مقلوبة كثيرة ...خمس دقائق مرت دون أن يبدي السجين أي حراك علمته سنوات السجن الطويلة أن يجلس كالتمثال دون حراك و طرق المصرفي النافذة بإصبعة فلم يحرك السجين ساكنا عندها فض الأولى اختام الباب قبل أن يدير المفتاح في القفل و أحدث القفل الصدئ صرير مزعج ثم سمع صرير الباب و هو ينفتح و توقع المصرفي أن يهب السجين من مكانة لفرط المفاجأة فيصرخ في ذهول لكن دقائق ثلاث مرت دون أن يطرأ على السكون الموغل في تجاويف الغرفة أي تغيير فعقد العزم على الدخول .
    أمام المنضدة جلس رجل غريب الهيئة فكأنما ودع منذ أزل عالم البشر كان هيكلا عظميا رق جلده حتى كشف عما تحته أو كاد و كان له شعر طويل أجعد كشعر النساء و لحية أما لون وجهه فحاكى صفار التربة فيما غار خده و تأمل ظهره فهاله ما بدا عليه من طول و نحول و تلك اليد التي أسند عليها رأسا مشعرا لكم كانت تبعث على البكاء كان مجرد النظر إليها يحرك في الذات أقسى مشاعر الشفقة و الألم و خط الشيب هامته ...تسللت خيوط الكفن البيضاء حتى كللت معضمه حتى لم بعد يصدق من يرى أن ذلك الشبح الواهن لم يزل في بحر الأربعين و تحت اليد المثنية على المنضدة كانت هناك ورقة دوّن بها شيئا ما...
    - يا للشرير التعس إنه الآن يحلق مع أطياف الكرى حالما بما سبصنعه فور تلقيه المبلغ ليس لي الآن إلا حمل هذا الجسد شبه الميت لألقي به فوق سريره قبل أن أطبق عليه بيدي و لن تظهر أدق التحقيقات أي أثر لوفاة غير طبيعية و لكن قبل هذا دعني أقرا ما كتب هنا :
    - فرفع الورقة وقرأ التالي :
    غدا و في منتصف الليل تحديدا سأسترد حريتي فأستعيد بذلك نعمة الاختلاط بالناس على أني أرى لزاما عليّ قبل أن أغادر غرفتي فأبصر ضياء الشمس أن أخبرك بشيء
    أعلن الآن و بكامل قواي العقلية و بضمير واع مرتاح تحت رقابة من لا تنام عينيه بأني ....

    أمقت الحياة و الحرية و كل ما تنعته كتبك قاطبة .. بنعيم الوجود!

    لقد دأبت و لخمس عشرة سنة خلت على دراسة حياة الإنسان على هذه الأرض.. صحيح أنى مارأيت أرضَاً ولا بشراً..


    لكني .. في كتبك أبحرت إلى عوالم من خيال ... أثملني فيها رحيق الزهور و شدو الطيور .. رددّت روحي أعذب الأنغام و توغلت في مجاهل الغابات فاصطدت الظباء و الغزلان .. و رأيت النساء.. نساء فاتنات كسحب الأثير أبدعتها قرائح عباقرة الشعراء... فتيات كن إذا أويت إلى فراشي يزرنني فيسكبن في مسمعي أروع الحكايا فانتشي لوقعها و يثمل فؤادي للحظات عفيفات ..



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    يتبع في آخر جزء من القصة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  15. #35
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    أسعد الله أوقات الجميع


    سنستكمل الليلة آخر جزء من قصة الرهان ...



    عبر كتبك-سيدي-امتطيت قمم الجبال الشاهقة لـ"البروز"و"مونت بلنك".. و اكتحلت عيناي في ذراها بمرأى الشمس يتفتق عنها صدر الأرض..هناك في آخر العالم.. فتسكب إبان غروبها صبابة الذهب تطلي بها السماء و المحيط و رؤوس الجبال..سمعت هناك في الأعالي دوي الرعد.. و رأيت وميض البرق يقدّ الفؤاد الغيوم كسيف عنترة بن شداد .. رأيت غابات خضر و بيادر و حقولاً و جداول و أنهاراً و مدناً...و لمست يداي أطراف أجنحة النوارس المبحرة في خضم السماء .. في كتبك-سيدي-سبرت غور بحار لجّيّة ... صنعت المعجزات أحرقت مدناً عن بكرة أبيها و حررت أقطاراً !

    لقد منحتني كتبك الحكمة كل الحكمة ... إن عبقرية الإنسان و حصاد فكره الفذّ قد اختزل الآن في جمجمتي.. و أنا على يقين الآن بأني أفوقكم طرّاً علماً و ثقافة و ذكاء و حكمة ...

    على أني الآن أحتقر كل كتبك ..أمقت النعيم الدنيوي و حكمة الإنسان ..فقد أدركت أن كل شيء ما خلا الله باطل ... و أن كل ما بنا من نِعَم و ما لدينا من متع.. ماهو إلا سراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً... أيقنت-سيدي-بأنك مهما كنت جميلاً غنياً حكيماً..فإن يد الموت لاشك ستمتد إليك لتمحوك عن وجه البسيطة..فتتساوى بذلك مع الجرذان النافقة تحت الأرض ... عندها لن ينفعك مال و لابنون إلا من أتى الله بقلب سليم..

    تعساً لكم بني آدم ... تحسبون الزيف حقيقة .. و تخالون القبح جمالاً و تستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ...

    كم أحتقر ما تمجّدون و خير دليل على ذلك .. هو إنني سأتنازل طائعاً مختاراً عن مبلغ الرهان المتفق عليه ..ذاك الذي طالما حلمت بأنه المفتاح إلى عوالم السعادة و النعيم ..ذلك الذي أمقته الآن فهو لا يساوي في نظري شيئاً .. أجل سأحرم نفسي من حق الحصول عليه إذ أني سأغادر هذا المكان قبيل الموعد المضروب بخمس دقائق ... فأكون بذلك قد خالفت بنود الأتفاقية و يصبح المصرفي في حلُّ ساعتها من دفع المتفق عليه لي ..

    عندما أنهى المصرفي قراءة ذلك وضع الورقة بهدوء على المنضدة ثم انحنى فقبّل في حنان رأس الرجل الغريب و انخرط في بكاء عميق قبل أن يغادر الجناح ..

    ما أحس في أيّ وقت مضى بازدراء ذاتي كذلك الذي أحس به آنذاك مطلقاً ...حتى يوم مُنيَ بخسارة فادحة في سوق البورصة .. و ما أن دخل بيته حتى استلقى على سريره لكن العذاب و الدموع و الألم لم يسلمه للنوم إلا بعد مضي وقت طويل ...

    في صبيحة اليوم التالي جاءه الحارس المسكين يعدو .. و أخبره بأنهم قد بصروا السجين يتسلل من النافذة إلى الحديقة التي لفظته بعد أن عبر بوابتها ..

    و هرع المصرفي من فوره مع حارسه إلى غرفة السجين فكتب تقريراً بذلك و لتلافي ماقد ينتشر من إشاعات أخذ ورقة التنازل الخطي للسجين من على المنضدة و إبان عودته أقفل عليها باب خزانته ..

    تمت



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    إلى اللقاء في رواية أخرى


    دمتم كما تحبون
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  16. #36
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    تحية عطرة يا حلوين


    عدت إليكم اليوم لنستمتع بالقراءة في رحاب الروايات العالمية و سنطّلع اليوم على أعمال


    الكاتب و المسرحي " ألبير كامو " ... و سنبدأ كما في كل مرة بعرض نبذة صغيرة عنه



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ألبير كامو (7 نوفمبر 1913 - 4 يناير 1960) فيلسوف وجودي وكاتب مسرحي وروائي فرنسي مشهور ولد بقرية موندوفي من أعمال قسنطينة بالجزائر، من أب فرنسي، وأم أسبانية، وتعلم بجامعة الجزائر، وانخرط في المقاومة الفرنسية أثناء الاحتلال الألماني، وأصدر مع رفاقه في خلية الكفاح نشرة باسمها ما لبثت بعد تحرير باريس أن تحولت إلى صحيفة combat الكفاح اليومية التي تتحدث باسم المقاومة الشعبية, واشترك في تحريرها جان بول سارتر. ورغم أنه كان روائيا وكاتبا مسرحيا في المقام الأول, إلا أنه كان فيلسوفا. وكانت مسرحياته ورواياته عرضا أمينا لفلسفته في الوجود والحب والموت والثورة والمقاومة والحرية، وكانت فلسفته تعايش عصرها، وأهلته لجائزة نوبل فكان ثاني أصغر من نالها من الأدباء. وتقوم فلسفته على كتابين هما ((أسطورة سيزيف)) 1942 والمتمرد1951 أو فكرتين رئيسيتين هما العبثية والتمرد ويتخذ كامو من أسطورة سيزيف رمزا لوضع الإنسان في الوجود، وسيزيف هو هذا الفتى الإغريقي الأسطوري الذي قدر عليه أن يصعد بصخرة إلى قمة جبل، ولكنها ما تلبث أن تسقط متدحرجة إلى السفح, فيضطر إلى إصعادها من جديد, وهكذا للأبد، وكامو يرى فيه الإنسان الذي قدر عليه الشقاء بلا جدوى، وقدرت عليه الحياة بلا طائل, فيلجأ إلى الفرار أماإلى موقف شوبنهاور : فطالما أن الحياة بلا معنى فلنقض عليها بالموت الإرادي أب بالانتحار، وإما إلى موقف اللآخرين الشاخصين بأبصارهم إلى حياة أعلى من الحياة, وهذا هو الانتحار الفلسفي ويقصد به الحركة التي ينكر بها الفكر نفسه ويحاول أن يتجاوز نفسه في نطاق ما يؤدي إلى نفيه, وإما إلى موقف التمرد على اللامعقول في الحياة مع بقائنا فيها غائصين في الأعماق ومعانقين للعدم, فإذا متنا متنا متمردين لا مستسلمين. وهذا التمرد هو الذي يضفي على الحياة قيمتها, وليس أجمل من منظر الإنسان المعتز بكبريائه, المرهف الوعي بحياته وحريته وثورته, والذي يعيش زمانه في هذا الزمان : الزمان يحيي الزمان.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    و الآن سأعرض عليكم ملخصا عن روايته التي حازت جائزة نوبل " رواية الطاعون "




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    تتلخص أحداثها بأن ألوفاً من الجرذان قد خرجت من مخابئها فى وهران لتموت على قارعة الطرقات ، و فى المنازل ، نذيراً بالطاعون الذى تفشى فى المدينة. فنجمت فجأة حالة مضعضعة للسكان أدت إلى هرب بعضهم ، و انفصال آخرين عن أحبائهم ، و نزول الرعب فى القلوب ، و انكماش الناس و تقوقعهم. و تطور الوباء ، محطماً النفوس ، منتزعاً ما فيها من خير ، مشيعاً فيها اللامبالاة بالمعذبين. و تحول بعض السكان إلى الصلوات و إلى الله ، أو عمدوا إلى التعاويذ و إلى استكشاف المستقبل بالسحر و الشعوذة. و قلة ضئيلة منهم نظرت إلى الكارثة بهدوء ، و نظمت أمرها لمجابهتها ، على رأسها تارو و الدكتور ريو. و قد تعرض هذان المناضلان للموت بلا تأثر ، و ثابرا على إسعاف المرضى ، و مكافحة الطاعون ، و لا دافع لهما فى هذه المعركة الرهيبة إلا إحساسهما بالإشفاق على ضحايا الداء أو القدر ، و بواجب التصدى للشر. و قد أدركا من التجربة أن محاربة الجراثيم أمر طبيعى و مألوف فى كل زمان و مكان ، و أن النزاهة ، و الصفاء ، و المثابرة على العمل فى الملمات العاصفة هى نتيجة إرادة عنيدة و مستمرة لا تتجلى إلا فى الكوارث ، و المواقف المصيرية. و انضم إليهما جماعة من المتطوعين فى المعالجة ، و إسعاف المحتضرين ، و دفن الموات و تشجيع من تبقى من الأصحاء على احتمال الرعب المدمر للنفوس ، و تأمين ضرورات الحياة اليومية. و هكذا استمر الطاعون فى زحفه أياماً ، يحصد الكبار و الصغار ، الأقوياء و الضعفاء ، الصالحين و الأشرار ، الأصدقاء و الأعداء ، و المكافحة ناشطة فى مسيرتها المتزنة ، الواعية ، المجاهدة ، إلى أن بدأت الأزمة بالانحسار ، و الوباء بالتلاشى شيئاً فشيئاً. و لما استعادت المدينة هدوءها ، ثم شؤونها العادية ، ثم أفراحها و لامبالاتها ، و رجع الذين كافحوا بلا هوادة إلى رتابة الحياة ، شعر هؤلاء أن المآثر التى أقدموا عليها خلال العاصفة ما هى إلا نتيجة لما أرادوه لأنفسهم من عمل ، و مستوى ، بالتزامهم جانب الانسان المعذب ، الضائع. و لا ريب أن الكاتب قد اتخذ من هذه الأحداث و ويلاتها رمزاً لحالة الانسان فى واقعه ، مصوراً فى براعة مدهشة ، تصرف كل فرد أمام قضية مصيرية تحتم على كل فرد اتخاذ موقف يمثل ما فى إرادته من عزم ، أو خور ، و تصد ، أو هروب. فيرضى بعضهم بالهزيمة ، و يصمد بعضهم الآخر للدفاع عن كرامة الانسان متحدياً القدر الأعمى .



    و إليكم رابطا لتحميل الرواية لمن أراد قراءتها :



    http://www.liillas.com/kleeja/downlo...X19fLmh0bWw%3d




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    إلى اللقاء في عمل آخر و دمتم كما تحبون



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  17. #37
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    مسآكم حلا يا غوالي .. سنقرأ اليوم للرائع " وليم شكسبير "



    و إليكم نبذة مختصرة عنه قبل أن نعرض إحدى رواياته الشهيرة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    ويليام شكسبير (1564 ـ 1616) هو الشاعر و الكاتب الأنكليزى الذى يصنف كاعظم كاتب فى اللغة الأنكليزية, , و اعظم كاتب مسرحى على مستوى العالم, و كثيرا ما كان يعتبر الشاعر الوطنى لأنكلترا. سبر في مسرحياته أغوار النفس البشرية، وحلّلها في بناء متساوق جعلها أشبه شيء بالسيمفونيات الشعرية. من أشهر آثاره الكوميدية كوميديا الأخطاء (1592/1593) وتاجر البندقية (1596/1597). ومن أشهر آثاره التراجيدية روميو وجوليت (1594/1595)، ويوليوس قيصر (1599/1600) وهاملت (1600/1601)، وعطيل (1604/1605)، ومكبث (1605/1606)، والملك لير (1605/1606 أيضاً).


    بعض أعماله :



    تاجر البندقية
    زوجات وندسور المرحات
    ريان الناصر
    جعجعة بلا طحن
    بيرسيليس، أمير تير
    ترويض النمرة
    العاصفة (مسرحية)
    الليلة الثانية عشرة أو كما تشاء
    السيدان الفيرونيان
    القريبان النبيلان
    حكاية الشتاء


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    ما رأيكم أن نقرأ الآن رائعته " تاجر البندقية " نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    تاجر البندقية هي إحدى المسرحيات الأشهر للكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير، وقد حظيت بدراسة مستمرة من النقاد العالميين، ومعاداة من قبل التوجه الرسمي لليهود بسبب شخصية حول تاجر شاب من إيطاليا) يدعى أنطونيو، ينتظر مراكبه لتأتي إليه بمال، لكنه يحتاج للمال من أجل صديقه بسانيو الذي يحبه كثيراً لأن بسانيو يريد أن يتزو> و في المسرحية خيوط أخرى تتحدث عن عداء المسيحيين لليهود، وعن الحب والثروة، والعزلة، والرغبة في الانتقام.
    أنتجت هذه المسرحية مرات كثيرة، وكان آخر إنتاج لها فيلم تاجر البندقية من بطولة آل باتشينو.



    الشخصيات

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي شايلوك وإبنته جيسيكا


    انطونيو
    بسانيو—صديق انطونيو
    سلاريو, سولانيو, لانسولوت, جراتشيانو—أصدقاء انطونيو وبسانيو
    لورنزو—صديق انطونيو، عاشق جسيكا
    بورشيا
    شايلوك—مرابي يهودي ووالد جيسيكا
    جيسيكا—ابنة شايلوك، حبيبة لورنزو
    ليوناردو—خادم بسانيو
    دوق البندقية
    أمير أراغون
    ضباط من محكمة العدل
    سجٌان


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    ملخص الرواية :

    في مدينه فينيسا "البندقية" بايطاليا،كان اليهودي الجشع"شيلوك"قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش ..وكانت مدينه "البندقية"في ذلك الوقت من اشهر المدن التجارية،ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو".
    كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم ..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل.
    وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه،بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه،وفي الوقت نفسه كان يتحين ايه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو".
    وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له اصدقاء كثيرون يعزهم ويعزونه..ولكن اقرب الاصدقاء واعزهم على قلب "انطونيو"كان صديقا شابا اسمه"بسانيو"..وهو نبيل من طبقة نبلاء البندقية،الا انه كان صاحب ثروة بسيطة ،أضاعها وبددها بالاسراف الشديد على مظاهر حياته..وكلما كان يحتاج الى المزيد من النقود ليصرفها ،كان يلجأ الى صديقة "انطونيو" الذي كان لا يبخل عليه ابدا ويعاملة بكل كرم يليق به كصديق من اعز اصدقائة.

    وفي احدى الايام قال"بسانيو" لصديقه "انطونيو" إنه مقبل على الزواج من فتاه ثرية ورثت عن ابيها ممتلكات وثروة كبيرة..وإنه يحتاج الى ثلاثة آلاف من الجنيهات حتى يبدو مظهره امامها كعريس يليق بها .
    ولكن "انطونيو" لم يكن يمتلك هذا المبلغ في ذلك الوقت ..كان ينتظر سفنه القادمة المحمله بالبضائع التي يمكن ان يبيعها عند وصولها ..ولكي يلبي "انطونيو" طلب صديقه العزيز،قرر ان يقترض هذا المبلغ من اليهودي "شيلوك" ..على ان يرد له هذا الدين وفوائده فور وصول سفنه المحملة بالبضائع.

    وذهب الصديقان الى "شيلوك" وطلب "انطونيو" منه ان يقرضه مبلغ ثلاثه الاف من الجنيهات بأي نسبة فائدة يطلبها،مه وعد بأن يرد اليه القرض وفوائدة عند وصول السفن في موعد قريب..
    هنا...سنحت الفرصة التي كان يتحينها اليهودي "شيلوك"للتاجر "انطونيو" ..ودارت في ذهن اليهودي افكار الشر والأذى والانتقام...وظل يفكر طويلا فيما عساه يصنعه بهذا التاجر الذي يعطي للناس نقودابلا فائدة:هذا التاجر الذي يكرهني ويكره شعبنا اليهودي كله ..إنه يسبني ويلعنني ويسمسني بالكافر..وبالكلب الأزعر ..ويبصق على عباءتي كلما رآني ..وها هي الفرصة قد سنحت امامي لكي انتقم..واذا لم اغتنم هذه الفرصة فلن يغفر لي ذلك اهلي وعشيرتي من اليهود الآخرين..

    قال "شيلوك"وهو يخفي الحقد والكراهية في قلبه:يا سنيور"انطونيو"..كثيرا ما شتمتني ولعنتني وركلتني بقدمك كما لو اني كلب من الكلاب..وهأنتذا جئتني وتطلب مني ان اساعدك بثلاثة الاف من الجنيهات..فهل تظن يا سيدي ان كلبا يمكنه ان يقدم لك مثل هذا القرض..؟!
    فقال "انطونيو"بشجاعه:حتى او اقرضتني هذه النقود،فسوف اظل ادعوك كلبا واركلك بقدمي وابصق عليك وعلى عباءتك..اقرضني هذه النقود وافرض وزد عليها ما شئت من فوائد تطمع فيها..وسوف يكون لك الحق في ان تفرض على ما شئت من عقاب اذا لم اردها اليك في الوقت المتفق عليه.
    وعندئذ قال "شيلوك"بكل خبث ودهاء إنه على استعداد أن يقدم لانطونيو هذا القرض بدون فوائد على الاطلاق..ولكن بشرط واحد:هو ان يذهبا معا الى المحامي ،وان يوقع "انطونيو"على عقد يبدو كما لو كان مزاحا،يتيح لليهودي "شيلوك"أن يقطع رطلا من لحم "انطونيو" ومن اي جزء يختاره "شيلوك" من جسم "انطونيو" وذلك اذا لم يرد اليه الالاف الثلاثة من الجنيهات في موعد محدد!

    وحاول "بسيانو"ان يثني صديقه"انطونيو" عن توقيع هذا العقد اليهودي الماكر...ولكن "انطونيو" صمم على التوقيع دون خوف ....لأن سفنه وبضائعه ستصل قبل ان يحل موعد السداد بمدة كافية...ولن تكون هناك فرصة امام "شيلوك"لتنفيذ هذا المزاح...
    وهكذا وقع "انطونيو" على العقد...!



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    أما الفتاه التي يحبها "بسيانو" ويتمنى الزواج منها فقد كان اسمها "بوريشا"...وكانت تتمتع الى جانب أخلاقها الرفيعة ورجاحة عقلها بثروة طائلة ورثتها عن ابيها..وكانت لها وصيفة اسمها "نيرسا" ..وكانت "بورشيا" تعيش في منطقة "بلومنت" القريبة من البندقية.
    وبعد أن حصل "بسانيو" على النقود، التي اقترضها صديقه "انطونيو" من اليهودي "شيلوك" أخذ طريقة الى "بلمونت" ليعرض الزواج على حبيبته "بورشيا" ...وكان قد اصطحب معه تابعه المهذب "جراتيانو"ومجموعه من الخدم الذين يرتدون ملابس حسنه المنظر ليكونوا في خدمته مؤتمرين بأمرة...
    ووافقت "بورشيا" على الزواج من "بسانيو"بسعادة غامرة...واعترف لها "بسانيو" بأن ممتلكاته قليلة .وأن الشئ الوحيد الذي يفخر به هو انتماؤه الى اسرة عريقة من النبلاء .فقالت له "بورشيا" إنها تهبه نفسها وكل أملاكها ...وأنه من الآن فصاعدا هو رب البيت ومن حقه أن يتصرف في كل شئ....وخلعت الخاتم من اصبعها وأهدته إليه،وطلبت منه الاَ يفرط في هذا الخاتم ابدا..
    وكان التابع"جراتيانو" والوصيفة "نيرسا" يحبان بعضهما ويرغبان في تتويج هذا الحب بالزواج...لذلك فما أن علما بأن سيديهما سيتزوجان حتى أعلن "جراتيانو" انه يرغب في الزواج من "نيرسا"..

    ووافق السيدان على ذلك بكل سرور...

    ولكن لحظه الهناءهذه لم تستمر طويلا..فقد وصل الى "بسانيو" خطاب يتضمن أنباء مزعجة ومفزعه،فشحب وجهه وسألته "بورشيا" عن سر اضطرابه ،فقال لها بكل صدق إنه مدين لصديقة العزيز "انطونيو" بمبلغ ثلاثة الاف من الجنيهات...وقد اقترض صديقه هذا المبلغ من اليهودي "شيلوك" بناء على عقد يعطى لليهودي الحق في قطع رطل من لحم "انطونيو" اذا لم يسدد اليه القرض في موعد محدد..
    وأراها الخطاب الذي وصله من صديقه الوفي "انطونيو" والذي يحمل انباء سيئة ..وكان الخطاب يقول :"عزيزي بسانيو"...فقدت كل سفني ولم اعد استطيع سداد القرض "لشيلوك" بعد ان حل موعد الدفع ومعنى ذلك ان اليهودي سيقطع رطلا من لحمي من اي جزء من جسمي وسوف تنتهي حياتي وكل ما اتمناه ان اراك قبل موتي ...
    تاثرت "بورشيا" كثيرا بالمصير المؤلم لهذا الصديق المخلص النبيل وقالت إن على "بسيانو" ان يرحل فورا الى مدينه " البندقية" ومعه اضعاف هذا المبلغ ليحاول تصحيح هذا الخطأ وينقذ صديقة من براثن اليهودي "شيلوك" ووعدته بانها سوف تبذل كل جهدها بالوقوف الى جانبه في هذه المشكلة..
    ولكن لكي يصبح "لبسانيو" الحق في التصرف في اموال "بورشيا" فقد كان لا بد ان يتم زواجهما فورا ...فتزوجا وتزوج ايضا "جراتيانو"و"نيرسا"..
    وفور اتمام كل هذه الاجراءات سافر "بسيانو" وتابعه "جراتيانو" الى البندقية فوجدا "انطونيو" محبوسا بالسجن..
    وحاول "بسيانو" ان يتفاهم مع اليهودي "شيلوك" الذي رفض قبول الثلاثة الاف من الجنيهات التي قدمها اليه "بسيانو" واصر "شيلوك" على ان يقطع رطل من لحم "انطونيو" طبقا لما تم الاتفاق عليه في العقد وبعد ان فات ميعاد السداد..
    وتحدد موعد لمحاكمه "انطونيو" امام دوق البندقية ووقع "بسانيو" في قلق بالغ وحيرة شديدة..

    بعد رحيل "بسانيو" خافت "بورشيا" ان يفشل "بسانيو" في انقاذ هذا الصديق الوفي النبيل الذي ضحى بحياته من اجل زواجها وقررت بينها وبين نفسها ان تذهب الى البندقية لتدافع عن هذا الصديق النبيل امام المحكمه ولكن كيف؟!
    كان احد اقارب "بورشيا" محاميا كبيرا اسمه "بلاريو" فقامت بالكتابه اليه بكل تفاصيل المشكلة وطلبت منه ان يعطيها النصيحة في كيفية الدفاع كما طلبت منه ايضا ان يعيرها روب المحاماه حتى يمكنها الوقوف به امام المحكمه وسرعان ما وصلها رد المحامي "بلاريو" متضمنا كل النصائح والتفاصيل خطوة خطوة.
    وهكذا تزيت"بورشيا" ووصيفتها "نيرسا" بدور كاتب المحامي وشدتا الرحال الى البندقية.
    ودخلت الفتاتان الى قاعة المحكمه التي كانت منعقدة برئاسة دوق البندقية ومجموعه من المستشارين.وسلمت "بورشيا" الى المحكمه خطابا بتوقيع المحامي الكبير "بلاريو" يقول فيه انه كان ينوي الحضور الى البندقية للدفاع بنفسة عن "انطونيو" ولكنه يعتذر عن الحضور بسبب مرضة.
    ويفوض الشاب المثقف الدكتور"بالتازار" وهو الاسم الذي سميت به "بورشيا" ليقوم بالدفاع نيابه عنه ..وقبل الدوق هذا الخطاب ووافق على ان يقوم الدكتور"بالتازار" بالدفاع عن " انطونيو" بالرغم من صغر سنه وبالرغم من ملامحة الغضة الرقيقة التي تشع بالنضارة....!
    ودارت "بورشيا" بعينيها في قاعة المحكمه وشاهدت خصمها اليهودي الجشع"شيلوك" الذي خلا قلبه من الرحمه كما وشاهدت زوجها "بسانيو" الذي لم يستطع التعرف عليها وهي مرتدية ملابس الرجال وروب المحاماه وكان واقفا الى جوار صديقة الحميم "انطونيو" وقلبه مفعم بالحزن والاسى..

    وقالت "بورشيا" او"الدكتور بالتازار المحامي" دفاعا عن "انطونيو" انه طبقا لقوانين البندقية فلا بد من تنفيذ الاتفاق الذي تم في هذا العقد .
    وطلبت العقد من "شيلوك" لتقرأه ثم قالت ان هذا الاتفاق يعطي الحق لليهودي "شيلوك" ان يقطع رطلا من لحم "انطونيو" ولكن الرحمة ضرورية وواجبه ...إن تحقيق العداله لا بد ان يتم بالرحمه.وظلت تستعطف اليهودي لكي يكون رحيما بخصمه ما دام الدين قادرا على رد الدين ودفع الثلاثه الاف من الجنيهات.
    وعندئذ قال "بسانيو" انه مستعد ان يرد لليهودي هذا المبلغ اضعافا مضاعفة ولكن "شيلوك" لم يستجب لاي عرض ،واصر على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في العقد وان يقطع رطلا من لحم "انطونيو".
    وهنا تظاهرت "بورشيا" بقبولها لحكم القانون والتفتت الى "انطونيو" وطلبت منه ان يكشف صدرة ويستعد لهذه العملية القاسية التي سيقوم بها اليهودي ..
    واخذ اليهودي يسن سكينه الحادة..

    تساءلت"بورشيا" عن وجود الميزان الذي سيستخدم في وزن رطل اللحم وقالت لليهودي :قبل ان تقوم بقطع الرطل من لحم"انطونيو" يجب ان تحضر طبيبا حتى لا ينزف دمه الى ان يموت..
    فقال "شيلوك" بغيظ:ان ذلك غير منصوص عليه بالعقد.
    فقالت "بورشيا":نعم ان العقد يعطيك الحق في رطل من لحم "انطونيو" ولكنه لا يعطيك الحق في ان تجعله ينزف دما..ان إراقه الدماء جريمه يعاقب عليها القانون..فعليك ان تقطع رطل اللحم دون ان تريق ولو قطرة واحدة من دم هذا المسيحي..والا فإن قوانين البندقية ستطبق عليك فورا...فتصادر جميع ممتلكلتك وجميع بضائعك واموالك وتصبح حقا لحكومه البندقية!

    وهنا هلل جميع الحاضرين في المحكمه فرحين..لقد اصبح من المحال على اليهودي "شيلوك" ان ينفذ خطته الوحشية الدنيئة لذلك فقد اضطر الى الاستسلام فورا وان يقول في يأس:إذن اعطوني نقودي وسانصرف الى حال سبيلي!
    عندئذ صاح "بسانيو" متسرعا :ها هي نقودك فخذها ..ولكن "بورشيا" قاطعته قائله:انتظر ...ان العقد لا ينص الا على حق اليهودي في ان يقطع رطلا من لحم مدينه اذا فات ميعاد السداد ولم يقم المدين برد الدين فإذا استطاع اليهودي ان يقطع رطل اللحم دون ان يريق دم المدين فعليه ان يقوم بذلك الان ثم ان اليهودي قد ارتكب جريمه يعاقب عليها قانون البندقية ...هذه الجريمة هي التآمر على حياة احد مواطني المدينه ولأنك يا "شيلوك" قد تآمرت على حياة "انطونيو" فإن جميع اموالك ستصادر لصالح حكومه البندقية .... اما حياتك او اعدامك..فذلك امر متروك لرحمه الدوق رئيس المحكمه ليحكم ضدك بما يشاء طبقا للقانون فهيا اركع على ركبتك والتمس العفو عنك او الرحمه بك!!
    وقال الدوق رئيس المحكمه :لقد عفونا عنك دون ان تتوسل الينا اما ثروتك وممتلكاتك فقد حكمنا بمصادرتها على ان يؤول نصفها الى "انطونيو" الذي كنت ستتسبب في موته..ويؤول النصف الاخر الى حكومه البندقية.
    ولأن "انطونيو" كان طيبا وكريما فقد أبدى استعداده للتنازل عن نصيبة الى "شيلوك" بشرط ان يوقع على وصية تنص على ان تؤول ثروته بعد موته الى ابنته وزوجها...
    فقد كان "انطونيو" يعلم ان لهذا اليهودي ابنه وحيدة احبت وتزوجت شابا مسيحيا اسمه"لورنزو" وهو صديق عزيز من اصدقائة..فغضب اليهودي على ابنته وقرر ان يحرمها من ميراثة وتركته بعد موته ..

    واستسلم اليهودي ولم يجد مفرا...واضطر ان يقبل كل ذلك وبعدئذ حكم الدوق بإطلاق سراح "انطونيو" وانتهت المحاكمه .
    وعندئذ تقدم "بسانيو" الى الدكتور "بالتازار" المحامي ليشكره على دفاعة الذكي الذي انقذ حياه صديقة "انطونيو" ولم يكن "بسانيو" يعلم ان هذا المحامي ما هوالا زوجته "بورشيا" وقال "بسانيو" بكل شكر وامتنان: إن تقديرنا لك لا يقدر بثمن وارجوك ان تقبل الالاف الثلاثة من الجنيهات التي كنا سندفعها الى اليهودي كأتعاب لك...


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    رفضت "بورشيا" أن تأخذ النقود ولكن "بسانيو" أصر على المحامي أن يقبل أي هدية يحددها ....وعندئذ قالت "بورشيا" :إذن اعطني قفازك هذا !
    وعلى الفور خلع "بسانيو" قفازه وأعطاه للمحامي وعندما شاهدت "بورشيا" الخاتم الذي أهدته إليه ووعدها بألا يفرط فيه ابدا...وقالت له: ارجوك ..أعطني هذا الخاتم وسوف أقبله كهدية بدلا من الاتعاب....!

    شحب وجه "بسانيو" وشعر بحرج شديد وقال معتذرا : بأن هذا الخاتم بالذات هدية من زوجته العزيزه ولا يستطيع أن يفرط أو يتصرف فيه ..وأنه على استعداد لشراء أغلى وأثمن خاتم في البندقية وتقديمه هدية للمحامي ولكن "بورشيا" أصرت على اخذ الخاتم الذي يلبسه "بسانيو" في اصبعه.

    وانصرفت وهي تتظاهر بالغضب وانصرفت وراءها وصيفتها "نيرسا" التي كانت متنكرة في زي كاتب المحامي وعندئذ اقترح "انطونيو" على صديقة "بسانيو" ان يعطي الخاتم للمحامي وان يعتذر لزوجته عن هذا التصرف وازداد حرج "بسانيو" وخاف ان يتهم بأنه ناكر للجميل فخلع الخاتم واعطاه لتابعه "جراتيانو" ليلحق بالمحامي ويعطيه اياه...
    وعندما اخذت "بورشيا" الخاتم طلبت من "جراتيانو" أن يبلغ شكرها لسيده..وهنا طلبت "نيرسا" من زوجها "جراتيانو" الذي لم يعرفها وهي متنكرة في زي الرجال ،أن يعطيها الخاتم الذي يلبسه في اصبعه(وكانت "نيرسا" قد اهدت لزوجها هذا الخاتم وأقسم لها ألا يفرط فيه) ولم يجد "جراتيانو" مناصا سوى ان يخلع الخاتم ويقدمه الى الكاتب ...وانصرفت "بورشيا" ووصيفتها عائدتين الى بيتهما

    جلست الزوجتان "بورشيا" و"نيرسا" تنتظران عودة زوجيهما "بسانيو" و"جراتيانو" ..ووصل الزوجان ومعهما "انطونيو" ليتعرف على زوجة صديقة الكريمه وما هي لحظات حتى نشب شجار بين "جراتيانو" و"نيرسا" التي اكتشفت ان زوجها قد فرط في الخاتم الذي أهدته له ،واتهمته بأنه أعطاه لامرأه أخرى..وعندما حاولت "بورشيا" التدخل لفض النزاع بين الزوجين، اكتشفت هي الاخرى ان زوجها "بسانيو" قد فرط في الخاتم الذي اهدته له واتهمته بأنه اعطاه لامرأه اخرى....
    وعبثا حاول الزوجان ان يقنعا زوجتيهما بأنهما قد أعطيا الخاتمين للمحامي وكاتب المحامي وذلك بعد ان رفض المحامي ان يأخذ أتعابا سوى الخاتم الذي كان يلبسه "بسانيو".
    وتظاهرت الزوجتان بالحزن والغضب ..بينما ساد حزن حقيقي في قلب كل من الرجال الثلاثة ..وكان "انطونيو" اشدهم حزنا ..لذلك فقد قال "لبورشيا" بتأثر : سيدتي ..ارجو ان تغفري لي لاني تسببت في هذا الشجار ..وفي ان زوجك الكريم قد اعطى الخاتم للمحامي الذكي العظيم الذي انقذ حياتي ..وإني على يقين يا سيدتي بأن زوجك سيحافظ على ثقتك فيه طوال حياته.

    وعندئذ قالت "بورشيا" ولأجل خاطرك يا سيدي ..فسوف أعيد اليه هذا الخاتم وهو نفس الخاتم الذي اهديته من قبل ..وفوجئ الرجال بأن المحامي الدكتور "بالتازار" لم يكن سوى "بورشيا" نفسها..وأن كاتب المحامي لم يكن سوى "نيرسا" ..وفرح الرجال كثيرا بهذه المفاجأه ..وفرحوا أكثر وأكثر عندما أعطت "بورشيا" "لانطونيو" خطابا يحمل أنباء طيبة بأن سفنه قد وصلت سالمه ولم تلحق بها أي خسارة..

    تمت



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    و إلى اللقاء في رواية أخرى نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  18. #38
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    أسعد الله أوقاتكم أحبتي


    سنقرأ اليوم للروائي الشهير " دوستويفسكي '' و دعونا نتعرف عليه في نبذة مختصرة أولا



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي (Фёдор Михайлович Достоевский)؛ ؛ (11 نوفمبر 1821 - 9 فبراير 1881).
    واحد من أكبر الكتاب الروس ومن أفضل الكتاب العالميين، وأعماله كان لها أثر عميق ودائم على أدب القرن العشرين.
    شخصياته دائماً في أقصى حالات اليأس وعلى حافة الهاوية، ورواياته تحوي فهماً عميقاً للنفس البشرية كما تقدم تحليلاً ثاقباً للحالة السياسية والاجتماعية والروحية لروسيا في ذلك الوقت.
    العديد من أعماله المعروفة تعد مصدر إلهام للفكر والأدب المعاصر، وفي بعض الأحيان يذكر أنه مؤسس مذهب الوجودية .







    وقد ترجمت اعماله إلى العديد من اللغات وأصبحت افكارها وشخصياتها جزءا من تراث البشرية الروحي. ان اثمن ما في تراثه هو رواياته. وقد اشتهرت في العالم بصفة خاصة روايتا "الجريمة والعقاب" و"الاخوة كارامازوف" اللتان عبرتا باكمل صورة عن فلسفة الكاتب. بيد ان رواياته الأخرى "مذلون ومهانون" و"الابله" و"الشياطين" و"المراهق" على جانب كبير من الاهمية والطرافة. كان دوستويفسكي إنسانا ابيا وعنيدا في الدفاع عن معتقداته، وقد ترك ذلك كل بصماته على اعماله.






    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي








    و الآن تعالوا معي لنغوص في روايته " حلم رجل مضحك " و سأرويها لكم عبر أجزاء :







    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي







    (( 1 ))

    أنارجلٌ مضحك، وهم ينعتونني الآن بالمجنون، وقد كانَ من شأن هذا النعت أن يكونَ رفعاً من قَدْري لو أنّهم تراجعوا عن اعتباري مضحكاً، كما فعلوا في السابق. لكنني بعد اليوم لن أغضبَ عليهم، فجميعُهم لطفاء بالنسبة لي حتى وهم يهزؤون بي، بل لعلهم يصبحونَ أكثر لطفاً حين يفعلونَ ذلك، ولو لم أكن شديد الحزنِ وأنا أنظر إليهم لضحكت معهم ـ ليسَ على نفسي بالطبع ـ ولكن لكي أُسرّي عنهم، شديد الحزن لأني أراهم يجهلونَ الحقيقة؛ بينما أعرفُها أنا، ما أصعَبَ الأمرَ على من يعرف الحقيقةَ وحده،إنهم لن يفهموا ذلك .‏لا،لن يفهموا.‏

    فيما مضى تألمتُ كثيراً حين بدوتُ مُضحكاً، لماذا أقولُ بدَوت، لقد كنت مُضحكاً، دائماً كنتُ مضحكاً، وأعلمُ ذلك، رُبّما منذُ ولادتي كنتُ كذلك، ولعلّي عرفت هذا في السابعة من عُمري، بعد ذلك درستُ في الثانويّة، ثُمّ في الجامعة وكنت كُلّما تعلّمت أكثر، أيقنتُ أنني مُضحك، حتى لكأن دراستي الجامعيّة كُلها ما وُجدت إلا لتبرهنَ لي وتقنعني ـ على قدرِ تعمّقي في العلومِ ـ بأنني مُضحك، سواءٌ في العلم أو الحياة،وعاماً بعد عام كنت أزدادُ يقيناً بأن لي شكلاً مضحكاً في شتّى المجالات، لقد ضحكَ عليّ الجميع وفي كل مكان، وما عرفَ هؤلاء أبداً أنّه إن كان ثَمّةَ من يدرك أكثر من الجميع على الأرض كم أنا مضحك فهذا الشخص هو أنا بالذات، وقد أغضبني كثيراً أن أحداً منهم لا يعرف ذلك، ولعلّي كنتُ مُذنباً في هذا الشأن: فقد كنت دائماً عزيزالنفس، ممّا منعني دائماً أن أعترفَ لأحدهم بذلك، وقد نمت عِزّة نفسي هذهِ مع السنوات، ولو حدثَ في يومٍ من الأيام أن اضطررتُ للاعترافِ بأنني مضحك أمام شخصٍ ما لهشّمت جمجمتي بطلقةِ مُسدّس في مساء اليوم ذاته، كم تعذّبتُ في مُراهقتي من أنني قد لا أستطيع التحمّل وأعترف أمام رفاقي بأنني مضحك، ولكن ومنذ أصبحتُ شاباً ـ ورغم ازدياد معرفتي عاماً بعد عام بنوعيّتي الغريبة ـ بدأت أصبحُ لسبب ما أكثر هدوءاً واطمئناناً.‏






    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي









    وما كل ذلك إلا لجهلي التام بحقيقة حالتي هذه، رُبّما يعودُ الأمرُ إلى تلك التعاسة الغامرة التي سيطرت علي إثر حالةٍ أقوى منّي؛ حالةٍ اقتنعْتُ فيها بشكلٍ راسخٍ وثابت أن لا شيء في هذهِ الحياة "يستحقُ الاهتمام"، كان الأمرُ فيما مضى مُجرّد شكٍ، لكنني اقتنعتُ بعد ذلك قناعةً كاملة، وأيقنتُ فجأةً بذلك يقيناً لا مَحيد عنه. بغتةً شعرتُ أنني لستُ معنياً سواءَ وجدَ هذا العالَمُ أم لم يوجد. وبدأتُ أشعرُ و أحسُ بكل جوارحي (أن لا شيء قد وجِدَ أثناء وجودي أنا)، في البداية كان قد تراءى لي أن أشياءَ جَمّة قد وجدت من قبلُ، ثُمَّ أدركتُ أن لا شيءَ من قَبلُ قد وجد أيضاً، ولكن لسبب ما تراءى لي ذلكَ الوجود، وشيئاً فشيئاً أيقنتُ أن لا شيءَ أبداً سيكون.‏

    وعند ذلك أصبحتُ فجأةً لا أغضبُ من الناس، بل ما عدتُ ألاحظُ وجودَهم.‏

    وقد تجلّى هذا في بعض التفاصيل الصغيرة جداً: مثلاً أنني كنت أسيرُ في الطريق فأصطدمُ بالناس، والأمرُ ليسَ بسبب استغراقي في التفكير: فبماذا سأفكر، يومها كنتُ قد توّقفت عن التفكير في أي شيء: لقد استوت الأمور كلها في عينيّ، وما عدتُ أهتمُ لأمرٍ ولا فكّرت في حلِ سؤال واحد؟ ثُمَّ هل كان ثمّة أسئلة شغلتني؟ (لم أكن معنياً بشيء) ولهذا تناثرت الأسئلة مبتعدة.‏






    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي







    وهكذا بعد كل ما سبق عرفتُ الحقيقة، عَرفتُها في تشرين الثاني الماضي، وبالتحديد في الثالثِ منه، ومنذ ذلك الحين لم أنسَ لحظةً من تلك اللحظات، كان ذلكَ في ليلةٍ حالكة، ليلةٍ ما عرفتُ أكثر مِنها ظُلْمَةً، كنتُ عائداً في الحادية عشرة إلى منزلي وأذكرُ تحديداً أنني فكرّتُ أن من المستحيل وجود ظلامٍ دامسٍ كهذا، حتى من وجهةِ النظر الفيزيائيّة، كان المطَرُ قد تساقط طوال النهار، وكان من أكثر الأمطار برودةً وكآبةً، بل تهديداً، وعدائيةً للناس؛ أذكرُ ذلك، ثُمّ ها هو ذا يتوقف فجأةً قرابة الحادية عشرة ليلاً، و ترتفَعُ من الأرضِ رطوبةٌ أشدُ برودةً مما كان المطرُ قد صنعه، و يتعالى بخارٌ ما؛ من كل بلاطة في الشارع، ومن كلِ زقاقٍ يفضي إليه وتراهُ حين تُرسِلُ نظرك إلى البعيد، عندها تهيأ لي أن انطفاءَ مصابيح الغاز كلها سيبعثُ الفرح، لأنها على هذهِ الصورة تضيءُ وتظهر كل هذا الحزن، لم أكن قد تناولتُ طعاما لغداء ذلكَ اليوم، ومنذ بداية المساء جلستُ عند مهندسٍ وبصحبتِهِ رفيقيه.‏






    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي







    و بقيت طوال السهرةِ صامتاً، مما بعثَ في نفوسهم المللَ مني، تحدّثوا في أمور مثيرة ثُمّ استولت عليهم الحماسة، لكنّهم كانوا في حقيقة الأمر يتصنّعون لم يكن يهمّهم ما يتجادلون حوله، وقد انتبهتُ إلى ذلك، فقلتُ لهم فجأةً: "أيّها السادة، إنكم في حقيقة الأمر لا تكترثون".‏

    لم يغضبوا مني، لكنّهم جميعاً ضحكوا ساخرين، رُبّما لأنني قلتُ ما قلته دون أي لوم، و لأنني ببساطة لم أكن معنيّاً بشيء، رأوا ذلك فغلبَ عليهم المرح.‏

    حين فكّرت في مصابيح الغاز وأنا في الطريق رفعتُ عينيَ إلى السماء؛ كانت شديدة الحُلكة، و بصعوبة يمكن تميزُ مِزق الغيوم، وبينهما بقعٌ سوداء عميقة، في إحدى تلك البقع استطعتُ أن أرى نجماً صغيراً فرحتُ أحدّقُ به متأمّلاً؛ لقد أيقظَ النجمُ فيّ فكرةً: في تلك الليلة قرّرتُ الانتحار، قبل شهرين منها كنتُ قد صمّمتُ على قتل نفسي، ورغم فقري الشديد اشتريتُ مسدّساً رائعاً، وحشوتُهُ في ذلك اليوم نفسه، ثُمّ مَرّ شهرانِ والمسدّسُ مرميٌ في الدُرج، وقد بلغتُ من شدّة عدم اكتراثي أن تمنيتُ في النهاية أن أقبضَ على دقيقة واحدة أحسُ فيها أن شيئاً ما يستحقُ الاهتمام، لماذا؟ لا أدري، وهكذا وخلال ذينك الشهرين كنتُ أعودُ إلى البيت كل يوم وأفكر بالانتحار، وأنتظر اللحظة المناسبة.‏






    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي







    والآن يمنحني هذهِ النجم فكرةَ؛ أن أنفّذ ما عقدتُ عليه العزم في هذهِ الليلة "بالذات". أما لماذا قَدّم لي النجم هذهِ الفكرة ـ فلا أعلم!‏

    وفي اللحظةِ نفسها التي كنت أنظرُ فيها إلى السماء، أمسكت طفلةٌ كُمّي، كان الطريقُ قد أقفَرَ، وما من أحدٍ فيهِ تقريباً، بعيداً عني غفا حوذيٌ على مقعده، الطفلةُ كانت في الثامنة، تغطي رأسها بمنديل، وتَسْتَتِرُ بثوبها فقط، وهي مبللة تماماً، وقد لفتَ انتباهي حذاؤها المثقوبُ المبلل ولا زلتُ أذكُرُ منظرهُ حتى الآن، ولقَد تسمّرت عينايَ على منظر قدميها في الحذاء، راحت البنتُ تشدّني من كُمّي وتستنجدُ بي، لم تكن تبكي، ولكنَّها لشدّة عصبيتها غرغرت ببعض الكلمات التي لم تستطع نطقها جيداً، بسبب البردِ و ارتجافِها بقوّة، بدت مذعورةً لأمرٍ ما، ثم صَرخت يائسةً: "أُمّي، أُمِّي الحبيبة" التفتُ نحوها ولم أقل شيئاً بل تابعتُ مَسيري، ركضتْ خلفي،وهَزّتني، وتعالى صوتها كما يمكن أن تسمع من الأطفال المرعوبين اليائسين؛ أعرفُ أنا مثل هذا الصوت، ورغم أنها لم تقل ذلك فقد توقعت أن أمها تحتضرُ في مكان ما، أو أن شيئاً خطيراً حصَلَ لهما فانطلقت تستنجدُ بشخصٍ ما، تجدُ أحداً ما يساعدها، لكنني لم أذهب معها، بل راودتني فكرةُ نَهْرِها، قلتُ لها في البداية أن تبحثَ عن شرطي،ولكنّها أسرعت تضمّ يديها الصغيرتين وتتضرَعُ مبتهلةً وتركضُ إلى جواري رافضةً تركي، عندها قرعتُ الأرضَ بقدمي ونهرتُها، فما زادت عن أن تصرخ بي: "سيّدي!.. أيّهاالسيّد"، وغادرتني فجأةً قاطعةً الطريق مسرعةً كالسهم، باتجاهِ شخصٍ آخر على الرصيف المقابل.‏






    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي







    صعدتُ إلى الطابق الخامس حيث أقيمُ؛ في شقةٍ مفروشة عند صاحب المسكن، غرفتي صغيرةٌ فقيرة،لا نافذةَ فيها إلا نصف كوّة صغيرة، عندي ديوان، طاولة تحملُ الكتب، كُرسيّان مقعد يتيم مُهلهل، لكن من طراز فولتير، جلستُ، أشعلتُ شمعة ورحتُ أفكّر.‏

    في الغرفة المجاورة كانَ الصخبُ مستمراً، لقد بدأ منذُ ثلاثةِ أيام، هناك يعيشُ كابتن متقاعد، وقد زارَهُ هذه المَرّة ستّة أشخاص أوغاد، شربوا الفودكا، ولَعِبوا لُعبةَ "الفرعون" بأوراقِ لعبٍ قديمة، في الليلةِ الماضية نشب بينهم عراك، وأنا أعلم أن اثنين منهما ظّلا لفترةٍ طويلة يجرُّ كل منهما الآخر من شَعْرِه. وقد أرادت صَاحبةُ المنزل أن تشكوهم لكنّها كانت تخشى الكابتن كثيراً، لم يكن في الشقة ـ بالإضافة لناـ إلا سيّدة نحيفة قصيرة، هي أرملة أحد الضبّاط، وقد جاءت إلى هذا المسكن مع أبنائِها الصغار الثلاثة، الذين سرعان ما مَرِضوا، لقد كانوا يخشون الكابتن ويخافونه، مما يجعلهم يرتجفون و يرسمون إشارة الصليب طوال الليل، حتى أن الطفل الأصغر كان يُعاني من نوبةٍ عصبيّة جَرّاء الرعب.‏

    كنتُ أعلمُ أن هذا الكابتن يستوقفُ العابرين في شارع نيفسكي طلباً للصَدَقة.‏








    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي







    وما كان أحد يَدعوه للخدمةِ أو العمل، ولكن الغريب (وهذا ما دعاني لأتحدّث عنه) أن هذا الكابتن وقد مَرّ على سُكْناهُ مَعنا شهر كامل لم يُثرِ فيّ نفسي أي شعور بالنفور منه، لقد تجنّبتُ أي تعارفٍ بيننا منذُ البداية، مع أن مثل هذا الأمر لو حَدث لشعَرَ الرجلُ بالمللِ والضجرِ منّي منذ اللقاء الأوّل. لم أهتّمَ لأمرهم مهما صَرخوا خلفَ جدارهم ومهما كان عددهم، كان الأمرُ بالنسبة لي سيّان.‏

    كنت أجلسُ طوال الليل وفي الحقيقة لم أكن أنصت إليهم أو أسمعهم ـ بل لقد نسيتُ وجودَهم. لقد اعتدتُ أن أجلس على المقعد إلى الطاولة طوال الليل دون أن أفعل شيئاً، أما فيما يتعلّق بالقراءة فقد كنت لا أقرأُ إلا نهاراً، أجلسُ فحسب ولا أفكّر، بينما تَمّرُ بخاطري بعض الأفكار، التي سرعان ما أحرّرها لتذهب وفق إرادتها.‏

    احترقتْ الشمعة كُلّها تلك الليلة، وأنا أجلسُ صامتاً إلى الطاولة،أخرجتُ المُسدّس وضعتُهُ على الطاولة أمامي، و تذكرتُ حين فعلتُ ذلك أنني سألتُ نفسي:" هكذا إذاً؟"، ثُمّ أجبتُ حاسماً : "نعم" أي سأنتحر، وكنت أَعْلَمُ أنني على الأرجح سأنتحر في تلك الليلة، لكن إلى متى سأجلسُ على مقعدي قرب الطاولةِ قبل أن أفعل ذلك، لم أكن أعلم. ولا شك عندي أنني كنتُ انتحرت لو لم ألقَ تلك الطفلة في الليلة نفسها في الشارع.‏






    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    يتبع ...






    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  19. #39
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "


    أسعد الله أوقات الجميع


    تعالوا نستكمل رحلتنا مع رواية " حلم رجل مضحك " ...



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    - 2 -



    رغم أن الأشياء من حولي ما كانت تعنيني، إلا أنني كنتُ أُحسُّ ـ على سبيل المثال ـ بالألم.‏

    فلو ضربني شخصٌ ما لشعرتُ بالألم. و الأمرُ مُماثِلٌ فيما يتعلّقُ بالمسائِلِ الأخلاقيّة أو الوجدانيّة: فحين يحدُثُ شيءٌ محزنٌ جداً، أشعُرُ بحزنٍ عميق كما كان شَأني عندما كنتُ أكترثُ بالدنيا من حولي. لقد شعرتُ بالشفقةِ منذُ قليل: كان بإمكاني أن أساعِدَ تلك الطفلة دونَ تردد، فلماذا لم أفعل؟ لعلّها تلك الفكرة التي انبجست عندما كانت البنت تشدّني من كُمّي و تدعوني لنجدتها، متمثّلة بسؤالٍ برزَ فجأةً نصب عيني و ما استطعتُ حَلّه؛ لقد كان سؤالاً نافِلاً لكنَّه أغضبني، أغضبني بسبب نتيجتِهِ التي تقول: ما دمتُ سأنهي حياتي الليلة، فالأولى أن أُصْبِحَ أقلَ اهتماماً بالدنيا في هذهِ اللحظات أكثر مما كنتُ في أي وقتٍ مضى، فلماذا شعرتُ فجأةً و بعدما سبق بأنني أشفِقُ على الطفلة و أكترثُ لحالها؟ أتذكر أنني حزنت لأجلها و أشفقتُ عليها كثيراً، ممّا لا ينسجِمُ مَع وضعي و ما أنا مقدمٌ عليه. حقيقةً... لا أتمكَنُ من رسم المشاعِر التي سيطرت عليّ لحظتها، لكنّها مشاعرُ لم تغادرني أبداً، و حين جلستُ إلى طاولتي في الغرفة، كانَ الغضبُ في نفسي يضطرمُ كما لم يحدث لي منذُ سنواتٍ طويلة، و بدأتِ المحاكماتُ العقليّة تترى الواحدة تلو الأخرى، و كنت أقلّبُ الأمور: إنني ما دمتُ إنساناً، و لستُ صفراً، وَ لم أصبح صِفراً بعدُ، فهذا يعني أنني أحيا، و بالتالي يُمكنني أن أتألّمِ، و أغضبَ و أشعر بالخزي مما أقترِفُهُ، طيّب! فإن انتحرتُ؛ ما الذي يعنيني بَعد سَاعتين مثلاً من شأن الفتاة، و من الخزي، و من كلِ ما هو فوقَ سطح الأرض؟ عندها سأتحوّلُ إلى صِفر، إلى عَدَمٍ مُطلق.‏

    و هل من المعقول أن مسألةَ إدراكي أنني بعد قليل لن أبقى موجوداً (على الإطلاق)، و بالتالي فالعالم كُلّهُ لن يكونَ موجوداً، هل من المعقولِ إذاً أن هذا الإدراك لم يكن يؤثّر و لو قليلاً جداً على شعوري بالشفقة إزاء الطفلة، و شعوري بالعارِ من قِلّة الضمير التي ارتكبتُها؟!‏

    لقد قمتُ بإهانةِ الطفلة البائسة حين قرعتُ الأرضَ بقدمي، و صرختُ بها، و مَا هذهِ الحقارة التي قمتُ بها و الخالية من مشاعِر التعاطف الإنساني "بهدفِ البرهان على أنني لم أعد أشعُرُ بالشفقة فحسب، بل لأثبِتَ أيضاً أنني أستطيعُ أن أرتكبَ أي حقارة لأنني و بعد ساعتين سأغادرُ هذا العالم"، هل تُصدّقون أن صُراخي كان لهذا السبب؟ أنا الآن واثقٌ تقريباً من ذلك، لقد تصوّرتُ بوضوحٍ تام أن الحياة و العالم الآن إنّما يتعلّقانِ بي، و يمكنني حتى أن أقول: لكأنَ العالمَ قد وجدَ لأجلي وحدي، فيكفي أن أطلقَ النارَ عليّ حتى يختفي العالم و لا يعودُ موجوداً، على الأقل بالنسبةِ لي؛ و لا أقول الآن أن لا شيءَ سيبقى في حقيقة الأمر للجميع من بعدي أنا، و ما أن ينطفئُ وَعيي حتى يتلاشى العالَمُ كلّهُ في اللحظةِ نفسها كما يتلاشى شبح، لأن كل هذا ينتمي إلى وعيي أنا وحدي، رُبّما لأن هذا العالم كُلّه و الناسُ كُلّهم ليسوا سوى (أنا) وحدي، أذكُرُ أَنني استعرضّت و قلّبتُ كل هذهِ الأسئلة الجديدة جَالساً إلى طاولتي؛ فأذهب فيها مذاهب شتّى و اختَلِقُ غيرها.‏

    فقد تصوّرتُ ـ على سبيل المثال ـ أمراً غريباً جداً؛ كما لو أنني كنتُ قد عشتُ في الماضي على سطح القمر أو المرّيخ، و ارتكبتُ هناكَ عملاً شديد البشاعةِ و الوضاعة، مما لا يمكن تصوّره، فصرتُ مخزيّاً مكللاً بالعار، بطريقةٍ لا يمكن تخيّل مثلها إلاَّ في الكوابيس، ثُمّ وجدتُ نفسي فجأةً على سطح الأرض مع كلِّ تلك المشاعِرِ و الصور عَمّا ارتكبتُهُ على سطح ذلك الكوكب، لكنني لن أعودَ إلى هناك لأيِ سبب كان؛ فأنا أنظر إلى القمر من الأرض ـ هل سأشعُرُ عندها بعدم الاكتراثِ لكل ما حدث هناك؟ هل سأحسُّ بالعار مما فعلتُهُ هناك؟ أسئلة نافلة لا جدوى منها، فالمسدّسُ يضطجعُ أمامي على الطاولة، و لا بُدّ أنني سأنتحرُ؛ لكن تلك الأسئلة تثيرُ في أعماقي النار و تمنعني من الموتِ قبل أن أحلّها، و بكلمة واحدة: لقد أنقذتني تلك الطفلة فالأسئلةُ تلك أبعدت المسدّس، و كان الوضَعُ في غرفة الكابتن يجنَحُ إلى الهدوء و السكون. لقد توقفوا عن اللعب، و استعدّوا للنوم، و ما عادت تصلني إلا بضعُ دمدماتٍ متقطّعة، أو شتائم متفرّقة، ثُمّ أخذني النوم فجأة على غير عادتي مَعه من قبل، نمتُ دون أن أحسّ بذلك، الأحلام؛ كما هو معروف أشياءُ غريبة(1) بعضُها يعرضُ لك رهيباً حاداً و جلياً بكل تفاصيله، كقطعةٍ نقديّةٍ تخرجُ من بين يدي الصائغ و في بعضها الآخر تسبَحُ عَبرَ الزمانِ و المكان و لا تلتقطُ شيئاً من الجليِ تماماً أن ما يحرّك الأحلام فينا هو الرغبة و ليس العقل، هو القلب و ليس الرأس، و رغم هذا فإن عقلي في أحيان كثيرة يلعب دوراً كبيراً في أحلامي، و يطرحُ أشياء عجيبة صعبة التفسير!. من ذلك أن لي أخاً توفي منذ خمس سنوات، و هو يظهر في أحلامي أحياناً: فيشاركُ في أعمالي، و نشعرُ بمتعة كبيرة، و خلال كل ذلك لا يغيب عن بالي أن أخي هذا ميتٌ و مدفون.‏

    فكيفَ لا أشعرُ بالدهشة أنه رغم موتِهِ يجلسُ إلى جواري و يشاركني أموري؟‏

    لماذا يسمَحُ عقلي لهذا الأمر أن يحدث و يمّر؟ و على كل حال يكفي هذا.‏

    و سأنتقلُ إلى حُلمي الذي رأيتُهُ، نعم الحلم الذي شاهدتُهُ في تلك الليلة، حُلمي ليلة الثالث من تشرين الثاني.‏


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    يتبع ....




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  20. #40
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: قرأت لكم .. " سلسلة الأدب العالمي "

    وصلنا إلى الجزء الثاني من حكاية الرجل الحالم فدعونا نرى ما كان من حلمه ذاك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    إنهم يسخرونَ مني ويرونَ أنه مجرّد حُلم، ولكن سواءَ كان ما رأيتُهُ حُلماً أم لا فالأهمُ أنه أظهر لي "الحقيقة"، وما دمتُ قد عاينتُ الحقيقة الأزليّة وعرفتُها وعرفتُ أن لا حقيقة سواها فما أهميّة أن أكون قد فعلتُ ذلك في الحلم أم اليقظة و ليكن حُلماً، إن تلك الحياة التي تعلونَ من شأنها كنتُ سأنهيها بطلقة مُسدّس، لكن حُلمي، حُلمي أنا ـفقد حَمَل إليّ حياةً جديدة، عظيمة، متجدّدة، و قويّة!‏


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    (( 3 ))

    إسمعوا : لقد قلتُ إنني نمتُ و ما أحسستُ كيف حدث ذلك، لكأنني كنت لا أزال أقلّبُ تلك الأمور.‏

    و رأيتُ نفسي أمسك المسدّس و أنا في وضعيتي نفسها و أسددُهُ إلى قلبي مُباشرةً ـ إلى قلبي و ليسَ إلى رأسي، وكنتُ من قبل قد خططتُ أن أسدِدَ إلى صدغي الأيسر، وضعتُ المسدسَ إذاً في صدري وانتظرتُ ثانية أو اثنتين، فإذا بالشمعة و الطاولة و الجدار أمامي تهتزُ و تترنّح، فأسرعتُ أطلقُ النار.‏

    في الحُلمِ تسقطُ أحياناً من مكانٍ شاهقٍ، أو تُطعن أو تُضرب، لكنك لا تحسُّ على الأغلب بالألم، إلا أن تكون قد آذيتَ نفسكَ بالسرير، وتستيقظُ تحت الشعور بالألم، وهذا ما حَدَثَ في حُلمي: فأنا لم أشعر بالألم جَرّاء إطلاق النار ولكن خُيّل لي أنني تلقيتُ صدمة هَزّتني كُلّي ثم شعرتُ بالسكينة، و أحاطتني ظلمةٌ شديدة، لكأنني أصبحتُ أعمى وأخرس، ثُمَّ ها آنذا أضطجِعُ فوق شيء ما صلب ممّدداً و مقلوباً، لا أرى شيئاً ولا أستطيع أن أتحرّك، البشر من حولي يصرخون و يعبرون، و الكابتن يزمجر، و صاحبة البيت تعول ـ ثُمَّ يَعمّ الهدوءُ من جديد، وها هم يحملونني في تابوتٍ مُغلق، وأحسُّ التابوت يتأرجح، فأفكر في الأمر، وتصعقُني لأوّل مرّةٍ فكرة مفادها أنني ميّت ميت تماماً، أعلمُ ذلك ولا أشكُ فيه، لا أتحرّك، لا أرى شيئاً، لكنني أحسُّ وأفكّر. وسرعان ما ألفتُ هذا الوضعَ وفقاً لمنطق الحلم نفسه، وقبلتُ الأمر دون اعتراض.‏

    وها هم يدفنونني في الأرض، ثُمَ يغادرون، أظّلُ وحيداً، وحيداً تماماً، لا أستطيع الحركة.‏

    كنتُ فيما مضى حين أتخيّلُ كيف سأُدفَن في القبر، أجدُني دائماً أربطُ بين القبر ومشاعر الوحدةِ والإحساس بالبرد، ولهذا فأنا أشعرُ الآن بالبرد الشديد، ولا سيّما في نهاياتِ أصابعِ قدميَّ، وسوى ذلك لا أشعرُ بشيء.‏

    كنتُ ممدّداً ومن الغريب أنني لم أكن أنتظرُ شيئاً، وكنتُ على يقين لا اعتراضَ فيه أن على الميّت ألا ينتظر شيئاً. لا أعلم كم مَرّ من الوقت ـ ساعة أم عدّة أيام، أم أيام كثيرة.‏

    ثُمّ إذا بقطرةٍ ماءٍ كبيرة تسقطُ فجأةً من غطاء التابوت في عيني اليُسرى المغمضة، وتتلوها بعد دقيقة قطرة أخرى، وهكذا يستمرُ تساقط القطرات كل دقيقة، فأشعرُ بغيظ شديدٍ في قلبي، ثُمّ أحسُّ بألمٍ فيزيائيٍ فيه: "إنّه جُرحي ـ فكرتُ ـ هذا موضِعُ الرصاصة" ويستمرُ تساقطُ القطرات كل دقيقة واحدة و مباشرةً على عيني المغلقة.‏

    وفجأةً وجدتُني أصرُخُ بكل ما فيّ من مشاعر ـ ولكن دون صوت فقد كنت جامداً لا حراكَ فيّ ـ وجدتُني أصرخُ منادياً ذاك الذي يتحكّم بي.‏

    ـ أياً كنتَ؛ إن كنتَ موجوداً، وإن كان من الممكن وجود ما يحدث الآن، ولو على سبيل الانتقام مني بسبب انتحاري الغبي فلا تسمح بحدوث ذلك لأنكَ لن تلقى مني إلا السخرية، فالتعذيب الذي يقعُ عليّ الآن، مهما كان لا يَعْدِلُ شعوري بالاحتقار الذي سأحسّهُ صامتاً و لو لملايين السنين القادمة!‏

    ناديتُ بكلامي ذاك ثُمّ سكتُ، مَرّت دقيقةٌ من صمتٍ عميق، وسقطت قطرةُ ماءٍ واحدة لكنني كنت أعلم علمَ اليقين أن كل هذا الأمر سيتغيّر فجأةً، وها هو ذا القبرُ ينفتحُ فجأةً، أو لنقل أنني لم أكن أعرف هل انفتَحَ القبرُ أو كان كذلك أو ذابَ الغطاء، لكنني أحسستُ أن كائناً غامضاً ومجهولاً أمسكني وطار بي في الفضاء، ثُمَ أعادَ لي بصري بغتةً، لكن الظلام كان حالكاً كما لم أرهُ من قبل، لم أسأل الكائن الذي حملني وبقيت صامتاً محتفظاً بكبريائي، لا أشعر بالخوف؛ وسعيداً بذلك، لا أستطيع أن أتذكر كم طرنا، وليس بإمكاني تصوّر ذلك: فقد حدث ما حدث كما هو الأمرُ في الأحلام تجتازُ الأماكن و الأزمنة، وتخترقُ كُلّ قوانين العقل والدنيا ولا تلتقطُ شيئاً محَدّداً.‏


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    يتبع ...
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •