![]()
شنّ المدير العام لإدارة بنوك الدم والمختبرات في وزارة الصحة الدكتور علي الشمري، هجوماً لاذعاً تجاه قطاعات صحية عدة، واصفاً إياها بـ«المتعالية»، وعزا ذلك إلى أنها «ترفض التعامل مع بنوك الدم التابعة للوزارة، بحجة أنها لا تملك اعتماداً أميركياً كما هو الحال مع مستشفى الملك فيصل التخصصي».
وأوضح الدكتور الشمري في حديث إلى «الحياة»، أن من بين المشكلات التي يواجههـــا القطـــاع الصحي في المملكة، اعتقاد بعض القطاعات بأنها أفضل من غيرها، مستشهداً بما سماه «تعالي المستشفى التخصصي على القطاعات الأخرى»، مشيراً إلى أن الوزارة تواجه مشكلة في مسألة الاعتراف بالمنشآت، كون بعض القطاعات لديها تحفّظ في التعامل مع بنوك الدم التابعة لوزارة الصحة، وتتحجج بأن لديها اعتراف أميركي يحتّم عليها عدم التعامل مع الجهات التي لا تحمله.
وقال الشمري: «نحن بحاجة إلى أن نجتمع كلنا تحت مظلة واحدة، ونضع أنظمة واحدة لنتساعد في قضية ربط بنوك الدم وغيرها من القضايا ونوحّد جهودنا، ونأمل بأن يكون هناك توجهاً للتعاون بين القطاعات الصحية في المملكة، بناءً على الشهادة الوطنية التي يمنحها المجلس المركزي للاعتمادات الصحية في السعودية، فلا يمنع أن يكون لدى قطاع ما شهادة عالمية، ولكن تكون لديه الشهادة محلية الوطنية أولاً، لأننا وجدنا أن البعض يحرص على العالمية، وهو لم يحصل على المحلية قبلها».
وكشف عن أن نسبة التبرع الطوعي للدم منخفضة في السعودية، مبيناً أنها لا تتجاوز 50 في المئة، ولفت إلى أن المفترض أن يسد التبرع ثغرة حاجة البلد بنسبة 100 في المئة، منوّهاً أن الوزارة تنوي استهداف المتبرع في مكانه واتباع سياسة الانتقال إلى المتبرع في مقر عمله بالتنسيق مع المراكز الصحية في الأحياء.
وشدد على أن بنوك الدم ليست بهذا السوء الذي يصوّره البعض في وسائل الإعلام، مستدلاً بما تنجزه وزارة الصحة وبنوك الدم في موسم الحج الذي يجتمع فيه أكثر من مليوني فرد، من دون أن يتم تسجيل حالات فشل في نقل الدم والتبرع فيه، معتبراً أن من الظلم تحميل وزارة الصحة خطأ فردياً لشخص لم يتّبع الآلية والنظام الذي أقرّته الوزارة.
وأضاف: «الوزارة تعلّمت ضرورة الاعتماد على الأشخاص الذين يملكون كفاءة عالية فقط للعمل في بنوك الدم، كما تعلّمت أيضاً ضرورة إعادة النظر في بعض السياسات، مثل اختيار مسؤولي المختبرات في المناطق، فهل يعقل أن يكون هناك تبرعاً بالدم في أحد بنوك الدم ولا يوجد طبيب متخصص بالموقع في هذا الشأن، كما حدث في موضوع طفلة الأيدز «رهام»؟
أيضاً لا يعقل أن يقوم بمهمات بنك الدم شخص واحد، إذ من المفترض أن يتم استلام الدم بمراحل عدة يؤديها مجموعة أشخاص، لكن بعض بنوك الدم تهمل بعض التفاصيل الصغيرة، مثل هيئة المتبرع وتصرفاته وكلامه وبياناته في الاستمارة، علماً أن مثل هذه الأمور الصغيرة سبب في حدوث مشكلة كبيرة، فإما أن تلتزم المستشفيات بهذه التفاصيل والإجراءات كلها، أو الأفضل ألا يكون لديها بنوك دم».
وأوضح أن الوزارة بصدد عقد اجتماع على مستوى مناطق المملكة بهدف التشديد على آلية جديدة للعمل، مشيراً إلى أنها ستتضمن خلق تخصيص كادر وظائف جيدة تتناسب مع أهمية تعيين منسقين أكفاء، تكون مهمتهم الرئيسة التواصل مع وزارة الصحة، وسرعة الترتيب معها في جميع الحالات، خصوصاً الطوارئ والكوارث.
وأبدى الشمري تذمّره من عدم توافر آلية واحدة لجميع بنوك الدم التابعة لجهات أخرى غير وزارة الصحة، مثل الحرس الوطني والجامعات والأمن والمستشفى التخصصي، بينما طالب بأن يُعطى مجلس الخدمات الصحية دوراً عملياً أكبر، انطلاقاً من كونه مجلساً مستقلاً ويضم لجنة لنقل الدم والخلايا الجذعية، والتي يشارك فيها القطاعات كلها.
ولفت إلى أن هذه اللجنة ومجلــس الخدمـــات الصحيــة يسهمان في تأسيس نواة لتوحّد جهود جميع القطاعات وبياناتها لتقديم خدمة صحية أفضل في ما يخص التبرع ونقل الدم.