إنك قد ضحكت بالأمس كثيراً ، فابك اليوم بمقدار ما ضحكت بالأمس ، فالسرور نهار الحياة ، والحزن ليلها ، ولا يلبث النهار الساطع أن يعقبه الليل القاتم .
ومتى كانت هذه الحياة موطناً للسعادة أو مستقراً لها ؟
ومتى سعد أبناؤها بها ، فنسعد مثلهم كما سعدوا؟
وإن كان لا بد من سعادة في هذه الحياة ، فسعادتها أن يعيش المرء فيها معتقداً أن لا سعادة له فيها ليستطيع أن يقضي أيامه المقدرة له على ظهرها هادئ القلب ، ساكن النفس ، لا يكدر عليه عيشة أمل كاذب ، ولا رجاء خائب .
من روائع المنفلوطي